براءة شنيشل..من دم النمر الاسيوي !!

حسين الذكر ||

ان اسوء التحليلات – سياسية او ثقافية او غير ذلك – تلك التي تجري وتتخذ بناء على خلفيات طائفية او حزبية او فئوية .. سيما ما كان منها يطلق على العواهن ولاغراض تسقيطية واضحة وتصب لمصالح شخصية بائسة مكشوفة وان تغلفت بقداسة ما او تخفت تحت شعار وطني .. على العكس منها تماما تكل التحليلات المبنية على رؤية وتروي باطلاع تام وبنوايا حسنة تكون مصالح الوطن العليا هي الهدف والمحور ونصب العين دائما .. تلك ليس مثالية ندعو لها في زمن الارتكاس القيمي .. لكنها منهجية بناء الأوطان التي سبقتنا بها دول متقدمة بلغت الرقي واعتلت سلم القمم العالمية من خلال النقد والتحليل والبحث العلمي والمهني والمتخصص .

قرات – باسف شديد – شن حملة تسقيطية بحق الكابتن راضي شنيشل خاصة ومحاولة محو ملف المدرب المحلي عامة باجندة معروفة لا تبتعد كثيرا عن اجندات التخريب والتشويه لقدرات العراق وقواه بعناوين متعددة فبعد استيراد الكهرباء والماء والغذاء والملبس والأدوية … بمنهجية واجندة تسقيطية مكشوفة لخلط الأوراق وافراغ العراق من قدرات أبنائه المبدعين وهم كثر .. والدفع نحو تغريب مستغرب حد الاستهجان .
خسارة المنتخب الأولمبي لم تكن مفاجئة لاصحاب الاختصاص ممن يعرفون ويتابعون التطور الكروي بالشرق الاسيوي عامة مقابل التخلف الذي تعيشه ملاعبنا وضعف دوريتنا وعبثية مناهجنا ..
صحيح ان اللاعب العراقي متفوقا فنيا وبدنيا على نظيره التايلندي بتصفيات اسيا المؤهلة الى أولمبياد فرنسا 2024 وهذا واضح بدنيا من خلال تواجد بعض لاعبينا في الدوري العراقي المتقدم منذ سنوات مما منحهم القوة والخبرة .. اما في المهارة الفردية فالعراق منجم المواهب ونحن متقدمين بالتاريخ والانجاز عليهم .. الا انهم تفوقوا علينا بالتنشئة العمرية وعمليات البناء الصحيح والتوظيف الوطني .. حتى ظهر الأولمبي التايلندي جميل بانتشاره ولعبه الجماعي وتنظيمه وسيطرته على المساحات وتوزيع جهده والتحكم برتم المباراة وتوظيف قدراته لاعبيه .. هذا كله صناعة مدروسة ومعدة بعناية فائقة .. عملوا عليها منذ الصغر حتى اصبحوا متسيدين كاليابان وكوريا الجنوبية ولحقتهم تايلند التي يتوقع لها بعد سنوات قليلة ستكون منافس قوى على بطولات اسيا وكذا المقاعد المخصصة للمونديال .

صحيح ان الأخطاء التكتيكية واردة ويقع بها جميع المدربين بالعالم واحيانا يتحملون مسؤولية اخطائهم ويرفعون التكلفة عن عاتق اللاعبين .. الا ان ما حدث امام تايلند كان منافسة بين مدرستي شرق اسيا بما اؤتيت وحظيت بمنهجية بنائية وفلسفية وطنية شاملة .. وبين فوضى عراقية عارمة لا تعرف بها ( راس الشليلة ) .. تبدا من خلل الاندية وضعف الدوري بكافة درجاته تنظيميا واداريا وفنيا .. فضلا عن عمليات الفشل الفضيع التي تعم المراكز والمدارس الكروية الخاصة بالموهبين وتنشئة اللاعبين برغم الأموال الضخمة المصروفة تحت هذا العنوان ومع وجود شخصيات مهنية مخلصة خبيرة بالاختصاص الا ان السيطرة والهدفية الاستراتيجية فضلا عن موقعية الميدان خاضعة الى موبقات ومعوقات كثيرة متعددة تبدا من اختيار المواهب وضمهم للمراكز الى التدريب والتنشئة حتى الاحتضان والانتقال الفرقي وفقا للاعمار مرورا بوصلهم الى الأندية المتقدمة والمنتخبات … فضلا عن غياب فلسفة الدولة في كل ما يحدث .. هذا وغيره الكثير مما تسبب باسقاطاتنا الكروية المتكررة التي أصبحت معتادة على صعيد الأندية ومختلف الاعمار وكذا لجميع المنتخبات الوطنية .. وستبقى كذلك ان لم تتغير العقليات والاستراتيجيات التي يجب ان تكون للدولة اليد الطولى فيها سيما بالهدفية والتوظيف والمتابعة والمراقبة والتقييم .

شاهد أيضاً

وزارة الداخلية : إصدار أحكام الإعدام بحق (82) تاجر مخدرات في العراق

كشفت وزارة الداخلية تفاصيل عملية الردع الرابعة الخاصة بمكافحة المخدرات والتي أطاحت بـ116 متاجرا دوليا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *