الجغرافية السياسية والسمة المميزة لفلسطين وتكييفها لأستيعاب الايدولوجية اليهودية.

غيث العبيدي ||

المقدمة ..
بسمة تعالى..
كثيرا مايطرح الباحثين والمحللين والكتاب والمثقفين، ومن يدور في فلكهم من عامة الناس السؤال التالي ( لماذا فلسطين ) ؟
والهدف من البحث ادناه هو أن نصل بكم الى الجواب الصائب ، فقد حان الوقت لمنح ذلك السؤال المزيد من الاهتمام، ولعلي أوفق في إصابة كبد الحقيقة أو على أقل تقدير ملامستها أو مجانبتها، وقد يصبح هذا البحث مرجعا للباحثين والقراء، ونتمنى أن تجدون بين طياته ومتون صفحاته غايتكم ومبتغاكم ، ونسأل من الله تعالى التوفيق والسداد لنا ولكم .

لماذا فلسطين؟

صرح ناحوم غولدمان قائلا( لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة إليهم ، ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويا بسبب التبخر قيمة ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن ، وأشباه المعادن ، وليس لأن مخزون فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأمريكتين مجتمعين معا، بل لأن فلسطين نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم ، ولأنها المركز الاستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم) .
أما عن سبب حرص الصهاينة المعلن والمتداول والمعروف، في الكتب والاوساط الإعلامية، لاحتلال فلسطين والسيطرة عليها والبقاء فيها، يعود لكونها حسب اعتقادهم بأنها ارض الميعاد التي سيعود إليها اليهود تدريجيا لتلم شملهم من الشتات حسب ماجاء في كتبهم المحرفة، يعد سببا ثانويا لا اكثر.

من هو ناحوم غولدمان ؟

ناحوم غولدمان (1895 _ 1982) صهيوني يهودي رائد، من مؤسسي المؤتمر اليهودي العالمي، ورئيسا له من 1951 إلى 1978، ورئيس المنظمة الصهيونية العالمية من 1958 إلى 1968.
في عام 1913 زار فلسطين لمدة أربعة أشهر، ثم قام بنشر انطباعاته عنها في العام التالي بكتاب أسماه ( ايرتس اسرائيل ، رسائل السفر من فلسطين ) .
وعمل في مكتب الاستخبارات لشوؤن الشرق، المرتبط ارتباط وثيق بوزارة خارجية ألمانيا، لتنفيذ مصالحها في الدولة العثمانية، على حساب مصالح بريطانيا وفرنسا المتزايد في المنطقة آنذاك .
وعلى الرغم من كونه مؤيدا بشدة لفكرة الصهيونية، إلا أنه كان يؤيد الشتات اليهودي، معزيا السبب في ذلك أن الدولة اليهودية لن تلبي جميع طموحات الشعب اليهودي !! لما اعتبره اعتمادها المفرط في استخدام القوة العسكرية، وعدم تقديم بعض التنازلات، تحديدا بعد حرب الأيام الستة عام 1967.

أباء اسرائيل…

المعروف للمراقبين والمتابعين والباحثين وأصحاب الشأن وذوي الاختصاص، أن لإسرائيل ثلاثة أباء هم حاييم وايزمان وديفيد بن غوريون وناحوم غولدمان، للأول الفضل في انتزاع وعد بلفور، وللثاني الفضل في التخطيط ووضع الاستراتيجيات العسكرية على أرض الواقع، وللثالث الفضل في جمع الأموال ووضع الخطط ورسم علاقات دولية رصينة ومتينة لصالح اسرائيل، وكانت العلاقة بين وايزمان وبن غوريون علاقة متوترة نوعا ما، فيما كانت العلاقة بين غولدمان وبن غوريون علاقة متميزة، تسمح لهم بالخوض بأدق التفاصيل المهمة وذات السرية العالية ويطرحون ما لا يجرأ غيرهم على طرحة من القادة الصهاينة.

 

لقاء البوح الخطير..

يروي غولدمان في كتابه ( المفارقة اليهودية ) تفاصيل لقاء ليلي مطول جمعه مع بن غوريون في منزل الاخير عام 1956وفاض بن غوريون بكلام يعتبر من اهم اسرار اسرائيل التي لم يسمع بها أحد .
يروي غولدمان عن ليلة البوح تلك فيقول: في تلك الليلة الجميلة من ليالي الصيف فتح كل منا قلبه للآخر، وكان حديثنا حول مشكلتنا مع العرب. أنا لا افهم سبب تفاؤلك، قال لي بن غوريون. بنظري لا يوجد أي سبب يشجع العرب على إقامة السلام معنا ولو كنت زعيما عربيا لما فعلت ذلك ، وهذا أمر طبيعي جدًا فقد سطونا على بلدهم. لقد انتزعنا منهم بلدهم. صحيح أنها وعد من الله لنا، ولكن لماذا سيهمهم ذلك؟!… نحن أصلنا من “إسرائيل”، وهذا صحيح، لكن ذلك يعود إلى 2000 سنة خلت، ماذا يعني لهم ذلك؟!… لقد ظهر العداء للسامية، وظهرت النازية، وهتلر، وأوشفيتز. هل هذه غلطتهم؟… إنهم لا يرون سوى شيء واحد، لقد جئنا وسرقنا بلدهم. فلماذا عليهم أن يقبلوا بذلك.
اسمع يا ناحوم … لقد أصبحت على مشارف السبعين من عمري … فإن سألتني ما إذا كان سيتم دفني إثر موتي ، في دولة إسرائيل لقلت لك …نعم … فبعد عشر سنوات أو عشرين سنة سيبقى هنالك دولة يهودية… ولكن إذا سألتني ما إذا كان ابني عاموس ، الذي سيبلغ الخمسين من عمره في أواخر السنة الجارية (1956) … سيكون له الحظ بأن يدفن بعد موته في دولة يهودية فسوف أجيبك … 50% إحتمال … قاطعه ناحوم غولدمان مذعورًا [ كيف لك أن تنام على هذا التوقّع فيما أنت رئيسٌ لحكومة إسرائيل؟؟؟…!!! …] فأجابه بعمق وهدوء وحزن … ومن قال لك إنني أعرف ما هو النوم يا ناحوم !!
وفي النهاية اقتنع الاثنان بأنه سيكون هناك مواجهة كبرى لا مفر منها وإن نتيجة المواجهة مؤكّدة … وكما توقعها بن غوريون… الزوال !!

مخططات ماقبل الزوال..

ونص المخطط اليهودي على ضرورة تكريس كافة الإمكانات اليهودية العالـمية وكافة القوة التي يسيطرون عليها، كالماسونية وشبكات التخريب والمؤسسات المالية والصناعية والسياسية والتيارات الإلحادية التي يغذونها ويسيرونها لدعم التنظيمات الثلاثة المتقدمة ( الإلحاد والتفسخ الأخلاقي والايقاع بالمجتمعات الإنسانية)
ويقضي هذا الجانب من المخطط بتنظيم سلسلة متتالية من الثورات والاضطرابات التي تعم كافة المناطق التي بـحوزة اليهود من العالم. من جانب ومن جانب آخر فتضمنت مخططاتهم الخطط التفصيلية والتدابير الكفيلة بتحقيق الهدف الآخر الذي رسـمه واضعوا المخطط للمؤامرة ، وهو الإعداد لـحروب عالـمية ثلاث تؤمّن للمؤامرة النتائج التالية:
1. تؤمّن الحرب العالـمية الأولى الإطاحة بالحـكم الملكي في روسيا وتجعل تلك المنطقة من العالم المعقل المركزي للحركة الشيوعية.
2. وتؤمن الحرب العالمية الثانية للحركات الهدامة(الماسونية العالمية) بالتغلغل في نصف العالم لتصبح قوتها موازية احيانا وتتفوق احيانا اخرى على قوة العالم الغربي مجتمعة.
3. وتؤمن الحرب العالمية الثالثة
المعد لها بأحكام على كارثة شاملة، عن طريق التصدي للزعماء المسلمين في كل من العراق وإيران وسوريا ولبنان واليمن، وشن حربا ساحقة عليهم باعتبارهم القوة الأخيرة التي ستقف بوجه الصهيونية العالمية، وتدمير عوالمهم وعقائدهم ومذاهبهم وثقافتهم وادبياتهم، وسيكون من شأنها سيطرة شبكات اليهود الخفية على كل مفاصل هذه الدول، لتؤدي بهم لهوة عميقة، مفادها قتل التقافة والأفكار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، تمهيدا للكارثة النهائية الشاملة !!

المشروع الصهيوني والنهاية المحتومة..

يدرك الصهاينة أن جميع مخططاتهم اعلاه إن لم تستكمل على أتم وأكمل وجه فإن مصيرها الزوال،
وان هناك قانونا يسري على كل الجيوب
الاستيطانية، وهو أن الجيوب التي أبادت السكان الأصليين مثل : أميركا الشمالية كتب لها البقاء، أما تلك التي أخفقت في إبادة السكان
الأصليين مثل : الممالك الصليبية وجنوب أفريقيا فكان مصيرها الزوال.
ويدرك المستوطنون الصهاينة جيدًا أن جيبهم الاستيطاني ينتمي لهذا النمط الثاني، إذ أن الفلسطينيون ما زالوا متواجدين في فلسطين ويتكاثرون، وأنه لا يشكل اّي استثناء لهذا القانون، إن الصهاينة يدركون أنهم يعيشون في
الأرض نفسها التي تذكرهم بهذه التجربة الاستيطانية التي أخفقت، مما يعمق من هاجس النهاية في الوجدان الغربي والصهيوني.

التدمير الذاتي ..
تمر اسرائيل حاليا بمرحلة الوهن الشديد وخطورة كبيرة تلامس تدميرها ذاتيا، وهذا التدمير وصل
لكل المجالات.
نظامها السياسي بات يتنافس بشدة حول من يقدم الصورة الأكثر ضبابية.
ويبدوا أن هناك ثمة زلزال داخل إسرائيل على كل المستويات.
انقلاب في بنية التفكير الإسرائيلي العام، من شعور بتفوقهم النوعي وقدرتهم على
تحقيق أهدافهم متى ما رغبوا وشاؤا بواسطة ترسانتهم العسكرية الدقيقة والمتطورة، إلى سيادة قناعة تامة وشعور عام بالعجز وعدم الثقة في هذه القدرة بعد اليوم.
السقوط المدوي لنظريات الأمن والاستقرار.
الجيش لم يعد يتملك المعنويات الكافية لمواصلة عملة وتنفيذ أوامر قياداتة العسكرية.
وزيادة ملحوظة في الانقسامات السياسية داخل النظام السياسي الإسرائيلي.
انقسام تاريخي بين الأحزاب السياسية الاسرائيلية.
ازدياد الشعور العام بالفراغ على مستوىات حكومية وقيادية وشعبية.
إسرائيل باتت تفتقد إلى زعامات قادرة على إخراجها من مأزقها، في وقت يزداد عدم الرضا عن سلوك الزعامات الإسرائيلية، الأمر الذي يؤدي إلى خلق حالة فوضوية داخل الكيان الاسرائيلي، كما أن التماسك الاجتماعي والتماسك السياسي ووحدة المجتمع ضعفت كثيرا، وقوة الجيش
اصيبت بخلل كبير . وباتت عمق الأزمة التي تشكل الأساس في آلية اتخاذ القرارات ومعرفة أسباب التقصير.
وستكون مهمة الحكومات الإسرائيلية القادمة إعادة بناء أسطورتها العسكرية عن طريق عسكرة المجتمع والدولة أن استطاعت والا فالوقت سيسجل تاكل الكيان الإسرائيلي شيئا فشيئا.

المواجهة المحتومة ( طوفان الأقصى) بين زوال اسرائيل أو بقائهم ..

منذ السابع من أكتوبر 2023 بدأت المواجهة بين دول محور المقاومة بشقها الشيعي وفي أكثر من جبهة، وبين الصهاينة ومنذ أكثر من أربعة اشهر ومازالت مستمرة، ولا زال الصهاينة مرتبكين ومحطمين ولا يعرفون ماذا يريدون، يبحثون عن نصر معنوي يحفظ لهم ماء وجوههم ولا يستطيعون تحقيقه.
العقل يقول..
انهم متفوقين عسكريا على المقاومة الإسلامية في فلسطين، من حيث العدد والعدة والتسليح والتكنولوجيا.
والحقيقة تقول..
انهم مرعوبين ومحبطين وفي قلق نفسي دائم، ولا يمتلكون قوة قرار ولا صلابة ولا طاقة معنوية مؤثرة.
لذلك ازداد يقين واشنطن بأن الصهاينة في مأزق حقيقي، ومطالبتهم بالخروج منها يعد ضربا من الجنون، فقد افرغوا أنفسهم من جميع الاسرار التي افرطوا في تخزينها، وان الصورة التي قدموا أنفسهم بها في هذه الحرب مهينة جدا، حتى أن أمريكا نفسها أصبحت تعاني من تلك المهانة، فلا حاجة لأخفاءها بكثرة الغارات الجوية وارتكاب المجازر الوحشية، فكلما نظروا لحجم الهزيمة استشعروا بها.
ولعلي لا ابالغ إذا قلت إن الغم والهم والإحباط والاكتئاب، ومشاعر الحيرة والحزن وعدم الرضا، باتت تخيم على جميع شرائح المجتمع الصهيوني، واصبحوا يتسائلون متى يتوقف هذا التدهور الامني البائس؟
محاولات لكيان المحتل للخروج من هذه الأزمة مستمرة، ولعلهم أول مافكروا به هو تحديد الأهداف المتحركة والجامدة في غزة، وهي ثلاث، بشر وحجر وشجر، ظنا منهم أنه كلما قتلوا أكثر اخفوا حجم خسارتهم أكثر، وهذا هو الجنون بعينة، لأن المرء يصبح في غاية الجنون عندما يهزم!! وقمة الجنون والاختلال التي يعيشها الصهاينة حاليا هي أنهم ادركوا تماما أن المقاومة ليست عملية استعراضية، وثرثرة إعلامية، وان فكرة الاستشهاد التي يحملها المقاومين فكرة لا تهزم، وان الفلسطينين والشيعة بصورة عامة لايموتون من أجل فلسطين وحسب بل يعيشون من أجلها.

وبالرغم من كل مارافق طوفان الأقصى من مرارة قتل الابرياء في غزة، ووحشية وعنف وسادية وتعصب الصهاينة، الا أنها كشفت الوجة الحقيقي لليهود، على فم الاطفال، وفي صور الأشلاء ومستوى الخراب، وأصبح العالم برمته يعرف أن الفلسطينين مظلومين، تواطئ العالم على هضمهم، وزهدوا في انصافهم وسخروا منهم وحملوا الحقد عليهم، وستجبر طوفان الأقصى، الصهاينة على القوقعة والعزلة، والعيش بحياة المنهزمين والموت منبوذين، فمن يرتكب الظلم يوما يصبح أكثر تعاسة من المظلومين، فكيف بمن ارتكب الظلم دهرا ؟

طوفان الأقصى، عملية ذهنية سليمة قبل أن تكون عسكرية واضحة.

اتفق الجميع على أن عملية طوفان الأقصى، فاجأت الجميع، واذهلت الجميع، وبات الجميع يسأل..
كيف حصلت ؟
ماهي أهميتها ونتائجها ؟
ماذا ستغير ؟
والى اين ستتجه ؟
الإجابة المنطقية لما ورد أعلاه، هو أن المقاومة الإسلامية في فلسطين وبيئتها الخارجية، من خلال قدراتهم ورؤياهم الجديدة، تحدوا التفكير التقليدي القديم فأستغلوا فرصة فريدة في نوعها، لايمكن أن تتكرر مع عدوا غير الصهاينة،
ولا مكان غير غزة، ولا زمان كفجر السابع من أكتوبر 2023، لتؤكد ثلاثة حقائق..
الحقيقة الاولى. المقاومة سابقا ليس كالمقاومة اليوم، من حيث قدرة المقاومة، إمكانية المقاومة، وتفكير المقاومة.
الحقيقة الثانية. التميز الواضح بين تفكير المقاومة وتخطيطها الإستراتيجي.
الحقيقة الثالثة.صنعت المقاومة ميزة تنافسية مع العدوا، بحيث انها أصبحت الند الاشرس، وصاحبة اليد الأطول والاقوى للتنتصر علية، وفتحت ابواب التغيير الإيجابي للمقاومة مستقبلا.
عملية طوفان الأقصى، عملية ذهنية قبل أن تكون عسكرية، بحيث أن المقاومين كانوا على ثقة تامة بأنهم سيغيرون الواقع وسيرسمون خرائط ومسارات جديده للأحداث، من خلال تحليلات وتوليفات وجمع البيانات، لذلك حددوا للعملية مسارات واضحة وصنعوا لها مسارات عمل بديلة.
وبشكل عام نستطيع القول إن هناك اتفاق على نوعية التفكير والتخطيط والشروع بين قادة المحور المقاوم، بحيث أنهم اعطوا التفكير الاستراتيجي ميزة غير عادية، كتوحيد قائمة الكفاءات، لرسم سيناريوا منطقي وغير تقليدي، لتحريك سلسلة الأهداف التي ستشكل وتحدد مستقبل فلسطين والمقاومة.

الاستراتيجية المستقبلية لطوفان الأقصى.
بعيدا عن لغة الأرقام..
من قتل أكثر،
ومن دمر أكثر،
من صال وجال أكثر،
ومن أفرغ اطنان القنابل على البشر والحجر والشجر أكثر،
من عذب الطفولة أكثر،
ومن روع النساء أكثر،
من افزع الطيور أكثر،
ومن كسر أغصان الزيتون أكثر،
من حاصر اكثر وجوع أكثر وصدر الظلام أكثر،
ومن كانت اختياراته خاطئة ومؤلمة أكثر.
وبعيدا عن طحن الأجساد، وقتل الاحلام، وتدمير الجوامع والكنائس والمآذن، وقريبا من المتغيرات التي حصلت ساعة المنازلة وفي ارض المعركة، استراتيجية التفكير والتخطيط والإدارة للمقاومة الإسلامية، وتناغمها مع بيئتها الخارجية، وفن استخدام تلك الاستراتيجية، ومديات ذهابها بعيدا، وتداعياتها العالمية، كانت ومازالت من أهم أولويات المقاومة الإسلامية، ليس في فلسطين وحسب بل في عموم المحور المقاوم.
وهدفها الوحيد ليس الانتصار وكفى، بل لتثبيت ذلك الانتصار، وتحطيم معنويات العدوا، وتعطيل حركاته، واهانته وكسر هيبتة.
والأهم من ذلك كله، نقل النكبة والاعتراف بالهزيمة الماحقة من الداخل العربي للداخل الصهيوني، بحيث ستصبح مناسبة يستذكر من خلالها الكيان هزيمتة.
المقاومة الإسلامية في إدارتها لطوفان الاقصى، توقعت ردود فعل العدوا، وصاغت احتمالات مستقبلية لذلك، فأصبحت لديها إمكانية التنبؤ بالتغيير، والتحول المتسارع للأحداث، وتوظيفه لصالحها،
وبهذا تكون المقاومة، استطاعت قلب موازين الاحداث ونقل معادلات الرعب و الردع و التوغل و المباغتة، على رؤوس أصحابها، وتجاهلت التفوق النوعي العسكري للعدوا، لتتربع على عرش الاستراتيجيات المعاصرة في إدارة المعارك والمنازلات.
وبات الوضع من اليوم فصاعدا بيد المقامة لا بيد اعدائها.

الخاتمة….
بعد الحمد والثناء لله رب العزة والاباء ،ها قد وصلت إلى مشارف نهاية بحثي اعلاه وهاهي اخر القطرات ادونها هنا فقد بذلت مابذلت فيه من جهد ووقت لعلي اثري فكر القارئ بمعلومات صائبة ومن مصادر معتبرة فإن وفقت فمن الله وان فشلت فمن نفسي فالكمال لله وحده لا سواه ويكفيني شرف المحاولة وارجو أن ينال اعجابكم
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله الاخيار الاطهار .

القائم بالبحث
الكاتب غيث العبيدي .
البصرة في 22/2/2024.
المصادر..
…………

المفارقة اليهودية….. ناحوم غولدمان.
ايرتس اسرائيل ..رسائل السفر من فلسطين .
اليهود وراء كل جريمة ..وليم كار.
صحيفة يديعوت احرنوت الاسرائلية.

شاهد أيضاً

طوفان الاقصى يُغرق الشوارع الامريكية..!

علي الخالدي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *