طوفان الاقصى ووحدة محور المقاومة احد ابرز نتائج يوم القدس العالمي

سلام جاسم الطائي ||

طوفان الأقصى وما أحدثه من زلزال هو أحد نتائج يوم القدس العالمي كمشروع تأصيلي لتعزيز فكر وثقافة وحق الشعب الفلسطيني، بل والعالم الإسلامي والحضارة الإنسانية في استرجاع الأرض وتحريرها من دنس الإحتلال وتأصيل رفض أي فكرة تقوم على الإحتلال والهيمنة على أراضي غيرهم وحقوقهم . يعد يوم القدس العالميّ الذي أطلقه الإمام الخميني(قده) قبل 44 عامًا هذا العام مختلفًا عن كل الأعوام السابقة، ففي هذا العام الضفة درع القدس، وطوفان الاقصى وحد جبهات وساحات محور المقاومة وتكاملت مع المقاومة الفلسطينية التي تتصاعد جذوتها لتضع الكيان الصهيونى أمام معادلة الرحيل الوجودي
ان يوم القدس العالمي هو من أهم الأحداث السياسية للمسلمين في العالم التي اطلقها الامام الخميني الراحل على آخر جمعة من شهر رمضان الكريم دعما للشعب الفلسطيني المظلوم.
حيث تعد القدس قبلة المسلمين الاولى والموطن الاصلي لآلاف الفلسطينيين الذين قام الاستكبار العالمي علي يد الصهاينة في العام 1948 بتشريد ساكنيها ومن ثم احتلالها وركّز الإمام الخميني (قدس سره) على القدس المدينة كرمز ومحور وأساس في القضية الفلسطينية اذ ان رمزية القدس ناشئة من جهتين، الاولى القداسة لهذه المدينة لدى المسلمين كافة فهي اولى القبلتين، والثانية هي المظلومية وفي نفس المعنى يقول الإمام الخميني (قدس سره): “انها (أي قضية القدس) مسألة تخص الموحدين في العالم، والمؤمنين في الاعصار الماضية والحاضرة والقادمة ومنذ اليوم الذي وضع فيه الحجر الاساس للمسجد الاقصى وحتى الان وما دام هذا الكوكب السيّار يدور في عالم الوجود”.ان الاعلان جاء بعد ستة اشهر من عودة الإمام الخميني قدس سره التاريخية الى ايران وبعد اربعة اشهر من قيام الجمهورية الإسلامية أي في تموز من العام 1979 م مما يؤكد على مدى حضور هذه القضية وعلى حيّز الاولوية الذي شغلته في فكر الإمام. ولم يكن خاصاً بالمسلمين، بل يوماً عالمياً، ولعل في ذلك اشارة الى اعطاء الإمام للقضية بعدها العالمي، كنموذج للصراع بين الحق والباطل،
كذلك فان الاعلان عن هذا اليوم حصل في شهر رمضان، وهو شهر الوحدة بين المسلمين، الذين يلبي اكثرهم نداء الحق ويحلوا في ضيافة الرحمن متوجهين نحوه بالدعاء والابتهال، موطّنين انفسهم على القيام بالواجب وترك المحرم، وعلى القيام بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهل هناك في حياة الامة وواقعها اليوم منكرٌ اخطر وأسوأ من احتلال القدس من قبل الصهاينة.. فلا بد ان يوطّن المؤمنون انفسهم على تلبية نداء الحق في هذا الشهر ففي شهر رمضان كان فتح مكة الذي عبّر الله سبحانه وتعالى عنه ب ” اذا جاء نصر الله والفتح ” فشهر رمضان موسم النصر والفتح، ولعل التاريخ يعيد نفسه فتتحرر القدس ويحصل الفتح من جديد في شهر رمضان وانطلاقاً منه. اضافه الى ان دلالة ورمزية يوم الجمعة الذي هو عيدٌ للمسلمين جميعاً، وتتعرز فية الوحدة والالفة بين المسلمين والمؤمنين. اضاف الى ان رمزية اليوم مع التوقيت (الجمعة الاخيرة من شهر رمضان)، حيث هذه الايام الاخيرة وخصوصاً الجمعات منها لها خصوصيات عبادية هامة، فهي الايام التي تختصر خيرات الشهر، وفي احدى لياليها تستتر ليلة القدر التي هي خير من الف شهر، واما نص دعوة الإمام الخميني قدس سره فهو: “ادعو جميع مسلمي العالم الى اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من ايام القدر ويمكن ان تكون حاسمة في تعيين مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وان يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم”.

Check Also

زيارة بهدف واضح.. مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبحث في طهران تحقيق حل مشترك للملف النووي

زيارة بهدف واضح.. مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبحث في طهران تحقيق حل مشترك للملف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *