محمود الهاشمي ||
30-3-2024
عندما اعلن الامام الراحل الخميني (قدس)ان تكون اخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوما عالميا للقدس قبل
(45)عاما ربما لم يكن ببال احد انذاك
ان هذا اليوم سيتحول الى عنوان كبير
على طريق تحرير القدس .
يوم تم الاعلان عن يوم القدس كان التفرد الاميركي على اوجه بالعالم ،وكان الاتحاد السوفيتي (القطب المنافس)يعيش اعوامه الاخيرة ،وكان العدو الصهيوني متباهيا بانتصاراته في المعارك التي خاضها مع الجيوش العربية في اعوام (1948-1967-1973) واستولى على المزيد من الاراضي ،فيما تعيش الامة حالة من الهزيمة والانكسار بعد حرب تشرين
وذهاب مصر العربية الى (التطبيع )وماقاله الرئيس المصري انور السادات انذاك بان الموقف بيد امريكا (99%).
كانت الثورة الاسلامية في ايران تعيش ايامها الاولى عام 1979حين امر الامام الخميني (قدس)بطرد السفارة الاسرائيلية من طهران وتحويلها الى (سفارة لفلسطين ) وكذلك احتلال السفارة الاميركية التي كانت عنوانا ووكرا للتجسس.
كان كثيرون من الكتاب يعتقدون ان مواجهة امريكا واسرائيل (صعبة)لكن الموقف الشجاع للامام الخميني (قدس)وايمانه بالشعب الايراني وارادته ،اذهل اهل الارض جمعاء ،
وهم يرون ان ايران ليست مجرد شعارات
وهتافات ومسيرات انما هي ثورة اسلامية
جارفة لاتعرف المستحيل ،ولاتخيفها امريكا وخيلاؤها وعملاؤها ..
بعد (45)عاما ،تحول يوم (القدس العالمي )الى فعل تاريخي ،وباتت اسرائيل
مجرد خارطة (مفترضة) محاطة بصواريخ المقاومة من جميع الجهات ،منتظرة لحظة زوالها ..
كيف حول يوم القدس العالمي عقلية المثقف الصهيوني من الكتابة بان (فلسطين ارض الميعاد )الى ان يكتب بعد
75 عاما من الاحتلال (ان اليهود لاتدوم لهم دولة 80)عاما ؟
حاول امريكا ولمرات عديدة ان تقف امام مشروع (الثورة الاسلامية )بايران وان تمنع تمددها على مستوى المنطقة رالعالم وقدمت جميع الامتيازات والاغراءات الى
القادة الايرانيين خلال المفاوضات فجاءهم الرد (ان ايران لن تتنازل عن عمقها الاستراتيجي )لان ذلك جزء من عقيدتها الاسلامية وايمانها ب(نصرة المظلومين )وهذا مابشر به الامام الخميني (قدس) في التعريف بيوم القدس العالمي بالقول (يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين)
وهم (المستضعفون)من الشعب الفلسطيني بواجهون -يوميا -الجوع والقتل والارهاب وهدم منازلهم على رؤوسهم .
تعيش الامة هذه الايام ،معركة (طوفان الاقصى )التي شهدت -تكامل عمل المقاومة -وهم ينتصرون لغزة المحاصرة
في لبنان والعراق وسوريا واليمن لتعيش اسرائيل حالة من (الشده)و(الرعب )لامرين الاول (جهل مايخطط لها خصمها)والثاني جهل سلاحه !!
هذا العام لم تكن فلسطين لوحدها بل تغيرت الخرائط السياسية بالعالم وفقا
للموقف من القضية الفلسطينية ،ولم تخلُ
انتخابات باي بقعة بالعالم من (الموقف من فلسطين )
ان (نعمة )يوم (القدس العالمي )اتسعت
وايقظت الضمير العالمي الذي غيبه الاعلام الغربي الصهيوني لعقود
هذا العام نحيي هذا اليوم مبارك ونحن نعيش انتصارات المقاومة وهزيمة العدو الصهيوني وتباشير زوال الكيان الصهيوني
لذا لابد ان يكون خطابنا ودعمنا للقضية الفلسطينية اكبر من الهتاف والانشاد لفلسطين وشعبها بل يتعداه الى الدعوة للجهاد والمشاركة بقتال اعداء الله الصهاينة ..وبالقدر الذي امنا فيه بيوم القدس العالمي نؤمن ان بزوال اسرائيل
وهزيمة امريكا وانهيارها ﷽
﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا ،فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ توابا)