ناجي أمهز ||
لقد أظهرت أحداث غزة من هي الشعوب والأمم الحرة التي يفتخر بها الله نفسه أنها تؤمن به، وفي مقدمتها حزب الله الذي يقدم الشهداء على دروب الإنسانية للدفاع عن يسوع ودين محمد وشرعة الأمم المتحدة التي تنتهكها إسرائيل.
لا أريد أن أتحدث في السياسة ولا أعدد عدد الشهداء والجرحى ولا حتى أحصي عدد المنازل والمؤسسات المهدمة.
كما أن كل ما أملكه عقليا من قدرات على الكتابة والوصف وما اختزنه من مفردات وجمل لا تستطيع أن توصف لحظة ألم واحدة يعشها طفل جرح بسبب قذيفة وهو يموت تحت صوت القذائف الكبيرة ونقص الأدوية والطعام والأمان.
لا أعرف كيف أخبركم عن طفل جريح لا قادر أن يشعر بحنان والدته ولا قادر أن يشعر بأمان والده لأنهما قتلا، ولا قادر على معالجة نفسه أو تخفيف آلامه إلا أنه يموت، لأن العرب والمسلمين هم الذين حكموا عليه بالموت على يد الإسرائيلي المجرم.
لا أعرف كيف الطبيعة نفسها قادرة على تحمل هكذا ألم لجريمة ترتكبها إسرائيل بحق الإنسانية وبوحشية لم يسبق أن عرفها العالم.
حقيقة إسرائيل هي داعش إنما بعلم أزرق وأبيض ونجمة داوود
ولكن هناك سؤالا كبيرا للمسيحيين في أمريكا والعالم، عندما يشاهدون فيلم يسوع المسيح، وما فعلوه اليهود بيسوع كيف عذبوه ثم غرز المسامير في جسده وهو حي وبعدها رفعوه على الصليب حتى توفي.
هذا المشهد الذي شاهدتموه في جمعة الآلام أما ذكركم أو لفت نظركم أن اليهود أنفسهم اليوم يكررون نفس الفعل بأكثر من 2 مليون إنسان فداهم يسوع قبل 2000 عام.
نحن نعرف ان العرب والمسلمون بغالبيتهم مصنفي دول عالم ثالث وهم يستحقون درجة دول العالم العاشر، لانهم لم ينتفضوا دفاعا عن غزة او او اقله رفضا لجرائم اسرائيل بحق غزة، لكن المسيحيين شعوب متقدمة متنورة ومتحررة نجحت في العلوم والفنون وصناعة النظم الديمقراطية، كيف يقبلون بمثل هكذا انتهاك صارخ لاقل حقوق الانسان او رفض ما تقوم به إسرائيل من جرائم موصوفة معروفة، اليهود أنفسهم يعترفون ويفتخرون بارتكابها ويصورون وينشرون الصور وهم يقتلون الأطفال ويعدمون المرضى ويغتصبون النساء حتى الفتيات الصغار، ويدمرون المساجد والكنائس والمستشفيات.
هو سؤال فقط لنعرف كمْ هما اتباع يسوع الحقيقيين، او حتى انصار حقوق الانسان في العالم، هذا ان ابقت اسرائيل على أي شيء من حقوق الانسان وشرعة الامم المتحدة.
أما العرب والمسلمون ماذا أقول لكم
لقد انتظرن نساء غزة أن تتحركوا مع سقوط أول امرأة شهيدة سقطت نساء غزة وتم الاعتداء على جزء منهن ومع ذلك لم تتحرك الدول العربية او الشعوب العربية.
قال اطفال غزة ربما عندما يسقط أول طفل شهيد ينتفض الشارع العربي ويتحرك المسلمون في العالم، لان كل اب وكل ام تدرك قيمة ومكانة الطفل في روحها وعقلها، ربما غريزة الامومة تجعل النسوة العرب والمسلمات تقتحمن السفارات الإسرائيلية في الدول العربية وتوقف الحرب وتبدأ المفاوضات وتحرر المقاومة أسراها من سجون العدو ونستعيد بعض الكرامة لالشارع العربي والإسلامية، قتل الآلاف من الأطفال بسبب نقص الطعام والأدوية والخوف، ولم تسقط دمعة واحدة من قبل العرب والمسلمين، أو يتحرك الشعور الإنساني عند العرب والمسلمين.
قال الشعب الفلسطيني ربما في شعبان هو شهر محمد نبي الإسلام ربما يتحرك الشارع العربي والإسلامي ضد العدو الإسرائيلي وتعود تصدح عبارة خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود، جاء شعبان ونصف شعبان وانتهى وغادر شعبان ولم تكتب كلمة واحدة في العالم العربي والإسلامي تناقض الإجرام الصهيوني بحق الظلم الذ يقع على غزة.
واعتقد الشعب الفلسطيني أنه في شهر رمضان وشهر الفتوحات وشهر الصوم وشهر الله، بان الشارع العربي والإسلامي سيتحرك وينتفض ويطرد الإسرائيليون ويقتحم أفواج أفواج مراكز التطبيع، جاء شهر رمضان وكل ليالي القدر وصلاة التراويح ومات كل أهل غزة ولم يتحرك الشارع العربي والإسلامي.
وأنا أقول للشعب الفلسطيني لا تنتظرون من العرب والمسلمين شيئا، حتى لو أرسل الله نبيا جديدا لن يحرك الشارع العربي والإسلامي.
وعندما أتأمل أهل غزة المحاصرين من الدول العربية نفسها، وكيف بعض الدول العربية والاسلامية تدافع عن التطبيع وإجرام إسرائيل، وترسل مئات ملايين الدولارات والشحوم واللحوم والخضار وتأمن الأدوية وتقدمها بالمجان للجيش الإسرائيلي بينما النساء والأطفال والعجائز في غزة يموتون جوعا وعطشا، أقول لا يوجد امام الشعب في غزة إلا إنهم يكررون كلام الإمام الحسين على مسامع العرب والمسلمين.
وقد قال الإمام الحسين- عليه السلام- عندما كان يخاطب العرب والمسلمين من اتباع أبي سفيان الذين كانوا يحاصرونه ويمنعون عنه الماء الطعام.
يا اتباع أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إذ كنتم أعرابا،.
ربما هذه الشعوب المتواجدة في العالم العربي اصلا لم تعد اعرابا بعد موجة التجنيس من البنغال والهند وباكستان، ربما، او ربما مات العرب منذ قرون وبقي الاعراب الذي قال الله عنهم “الأعراب أشد كفرا ونفاقا” وهكذا اعراب لا يمكن التعويل عليهم…