حسام الحاج حسين ||
منذ بزوغ فجر العقوبات الأمريكية على الجمهورية الأسلامية وروسيا حاولت الدولتان ابتكار الوسائل الناجعه للألتفاف والتهرب من طوق العقوبات ..
وكانت الصين و الدول الأشتراكية في شرق آسيا وآمريكا الجنوبية هي قبلة البضائع والمنتجات الإيرانية والروسية ..!
وتعتمد إيران وروسيا على عائدات النفط، والتي تعتبر “العمود الفقري” لاقتصادين خاضعين لعقوبات أمريكية ، ما يدفع هاتين الدولتين إلى البحث عن طرق للحصول على المال عبر القفز على نظام سويفت ..! وحقول الألغام القانونية التي تقوم الولايات المتحدة بزراعتها في طريق مساراتهم الأقتصادية عبر العالم . حيث تتعقب الخزانة الأمريكية كل شيء يتحرك بااتجاه روسيا وإيران .
تستثمر الصين جولات العقوبات الأمريكية على الدولتين خاصة في ملف الطاقة . لذلك تعتبر بكين الوجهة المفضلة لدى موسكو وطهران للحصول على الأموال . ورغم العقوبات الا ان النفط الروسي والايراني يشقان طريقهما نحو الصين . وتعتبر بكين اكبر مستورد للنفط في العالم .
تستفيد الصين من العقوبات بطريقة ماكرة حيث تستغل الخصومات في الأسعار وهو مايمكنها حسب التقديرات المالية من توفير 12 مليار دولار على الأقل بشراء النفط الخاضعة للعقوبات .
يتم نقل شحنات النفط الروسية والإيرانية بواسطة ما أصبح يسمى بـ”أسطول الظل” وهي عبارة عن مجموعة من ناقلات النفط التي تعمل خارج الأنظمة البحرية، وتتبع خطوات لإخفاء تحركاتها إذ أنها تتحرك في البحر من دون أجهزة إرسال أو استقبال لتجنب اكتشافها.
وتفيد التقارير البريطانية ان الصين وروسيا وإيران يتحركون خارج الضوابط والتدقيق البحري ..!
ومن أجل ان تكتمل سلسلة التوريد لهذا النفط للصين ويصبح مشتقات قابلة للبيع، (( يتم بيعه لـ”أباريق الشاي” في الصين، ويطلق هذا المصطلح على مصافي صغيرة والتي تتعامل مع 90 في المئة من إجمالي صادرات النفط الإيراني منذ أن توقف المصافي الصينية المملوكة للدولة عن التعامل مع إيران بشكل رسمي )) كما تقول الغارديان ..!
وتدفع مصافي النفط هذه لإيران بالرنمينبي الصيني عن طريق مؤسسات مالية صغيرة خاضعة للعقوبات الأميركية مثل بنك كونلون، وهذا يسمح لبكين في النهاية تجنب تعريض بنوكها الدولية لخطر العقوبات المالية الأميركية.
وتكشف المصادر الغربية أنه بمجرد حصول إيران على مستحقاتها بالعملة الصينية يكون لديها خياران: إما شراء البضائع الصينية، أو الاحتفاظ بالأصول في بنك صيني،
تثير النشاطات المالية والنفطية بين الدول الثلاث مخاوف الغرب بصورة حقيقية وقد عبر عن ذلك قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي .
وقد احتلت مبيعات النفط الإيرانية للصين، وتحالفها مع بكين وموسكو صدارة الاهتمام في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، وقال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، مايكل كوريلا، للمشرعين: “إن الصين تقوم بتمويل نشاط إيران التخريبي في المنطقة”.
وسلط الجنرال الأميركي الضوء تحديدًا على بيع طهران 90% من نفطها، الخاضع للعقوبات الأميركية، إلى الصين.
وأضاف: “أنا قلق للغاية بشأن هذه العلاقة الجديدة بين روسيا والصين وإيران. ما نراه هو أن إيران تعتمد على الصين، وروسيا تعتمد على إيران”.
لايمكن للولايات المتحدة وحلفاؤها في شرق آسيا ان توقف عجلة التعاون بين الدول الثلاث ..! وايضا يمكن ان نقول ان العقوبات الأمريكية الضاغطة على بعض الدول تضعها في صف واحد في التحايل والألتفاف على عقوباتها ..!!
بالنتيجة يشق اسطول الظل او العتمة طريقها الى بكين في تحدي واضح وصريح للعقوبات الأمريكية والغربية ..!وتعتبر كثير من مراكز الدراسات في واشنطن ان هذا الطوق للنجاة التي تلقي بكين للدولتين ربما تكون بضوء أخضر أمريكي ..!
حسام الحاج حسين
مدير مركز الذاكرة الفيلية