تهميش الأخلاق..!

قاسم الغراوي ||

كاتب وصحفي

لقد صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورا بارزا ومهما في رسم مسارات التعامل مع الواقع الافتراضي قريبا من الحياة الواقعية واصبح كل شيء مباح امام الجميع وان كان يتعارض مع القيم والاخلاق لكون الضوابط في ادارة هذه المنصات لاتعير اهتماما لذلك بقدر ما تسيطر في خوارزمياتها على بعض مايشكل تهديدا لوجودها وقيم الغرب .
وتعد مواقع التواصل الاجتماعي منبراً سياسياً واجتماعياً ودينياّ، ولها على سبيل المثال الدور الكبير في توجيه نتائج الانتخابات في الدول الكبرى مثل أمريكا ودول أوربا والصين.وتتجاوز المنصات الاجتماعية، لاسيما فيسبوك وتويتر، كونها نطاق تواصل، على غرار النوادي والمقاهي والمنتديات، الى اعتبارها كنزا معلوماتيا هائلا لمن يبحث عنها .
وفي تطبيقات -و Messenger و Instagram و WhatsApp و Facebook يمكن رصد ازدراء واضح للأخلاق والتجاوز على القيم والعقائد والافكار البناءة التي ترتبط ببناء المجتمع ، التي نمارسها في الواقع، وسبب ذلك يعود الى ان البعض يستسهل السلوكيات الضارة في العالم الافتراضي باعتباره منفصلا عن الحياة الحقيقية .

في ديسمبر 2018 استخدم حوالي 2.7 مليار من البشر تطبيقًا واحدًا على الأقل من تطبيقات Facebook  ، ولك ان تتصور ماذا سيحدث لو ان الناس تعاملوا مع بعضهم بطريقة غير أخلاقية؟.
واما الحسابات الوهمية التي يسعى من خلالها البعض امّا الى فرض الرأي، أو الابتزاز، أو التعدي على الاخرين او تهديدهم وبهذا خرجت المواقع من الغرض الذي انشات من اجله .
المستوى الهابط بدا يتسع بينما تصغر القيم والاداب وبدا الاستعمال السيء للمواقع باخذ مديات لا اخلاقية وبكل بساطة ضاربين عرض الحائط الذوق العام وقيم المجتمع والعادات والتقاليد والدين بل ذهبوا للتجاوز بكل وضوح دون رادع او عقوبة .

هدف Facebook كشركة تواصل اجتماعي، هو جمع الناس معا في عالم واحد متقارب يتبادل فيه الافراد المعلومة والراي والفكرة من خلال منح كل شخص صوتًا داخل مساحته الرقمية الخاصة مع مراعات الالتزام بالقيم الانسانية والاخلاق واحترام الاخرين وعدم التجاوز او الانتقاص من الاخرين . فالأخلاق هي أساس قوة الأمم والشعوب وسّر تقدمها وبقائها ، وبانهيارها تنهار المجتمعات وتفسد الشعوب .

شاهد أيضاً

الجولاني تطور لكن لم يتغير..!

حسام الحاج حسين ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *