التبليغ ..خطاب ديناميكي رفيع..!

د. محمد ابو النواعير ||

السلام عليكم أساتذتي الكرام

نعم رجل الدين ليس من واجبه هداية الناس ولكن أكيداً من واجبه التبليغ ، إلا ان التبليغ بالعلوم الفقهية والأصولية لايكون جامداً على نفس الادوات في كل زمان ومكان ، وإنما يجب على المبلغ التطوير من أدواته التبليغية وخطابه ، لكي يستطيع ان يجابه الخطاب التهديمي للأخلاق المجتمعية الذي يبث من قبل اغلب القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي بصورة مقصودة من دوائر وجهات ذات إجندات عدائية ، أما أن يبقى جامد على الخطاب القديم والأدوات القديمة قطعاً لن ينجح في تحقيق هدفه .
ثانياً : يجب أن يتحلى المبلغ الصادق بالشجاعة فكما يركز في خطابه على إظهار عيوب الحكومة والسياسيين ، عليه أن يظهر بكل شجاعة عيوب المعممين المزيفين الذين زرعتهم دوائر المخابرات الصدامية في بعض الحوزات والمنحرفين عقائدياً وغيرها من المخابرات الدولية ، أو فضح الفاسدين الذين يختلف خطابهم عن أفعالهم ، لكي تتضح الصورة للشباب ، أما انه هم شجعان في ذم السياسيين ( وليس دفاعاً عن السياسيين فكثير منهم انحرف عن خط الصلاح ) كذلك يجب ان يتحلى بنفس الشجاعة لفضح أولئك المعممين الذين يعيثون في الارض فساداً ، وقسم منهم قادة في المجتمع ولهم جماهير كبيرة ( مغفلة ) ومريدين كثر ، هذا اللبس الذي يجب ان يفك شفرته .
كما ان الخطاب السابق كان يجدي نفعاً وإظهار الحزن على مظلومية أهل البيت عليهم السلام كان عاملاً كبيراً في تهذيب المجتمع ، أما اليوم فيجب أن يكون مع هذا الخطاب أدوات تبليغية حديثة يستطيع الشاب ان يعمل بها .
وللحديث شجون وابواب كبيرة .
تحياتي لكم

علي المهداوي
****

فكان جوابنا على طرحه بالتالي :

احسنتم
ما تفضلتم به ليس له علاقة بما طرحه الاخ صاحب التعليق، هذه نقطة مهمة يفترض من جنابكم الالتفات لها.
بالنسبة ل أولا، فقد طورت الحوزة العلمية بل وعموم المنظومة الدينية من ادوات تواصلها المعرفي، بتنوعاته التاريخية والاخلاقية والفقهية، مع الجمهور بشكل عام، وحاولت استثمار ما تستطيعه من تطور تكنولوجي تواصلي في هذا المجال، وهناك مئات الشواهد على ذلك استغرب اغماض عينكم عنها. !

اما ثانيا، فنقد السياسين يختلف، لانهم ممسكين بمصير بلد ومقدراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والادارية والامنية، وهذا الامر مما لا تنطبق اشتراطاته على الطبقة الحوزوية المعممة، فالنقد يكون بحسب مقدار وحجم المسؤولية والمهام.

اما نقد المنحرفين من المعممين، فانت تعلم ان المنظومة الدينية فيها الكثير من المرجعيات والتوجهات والاذواق العلمية والفقهية والعقائدية، فهي ليست حكومة مركزية وبيدها سلطات ممارسة العنف المشروع، لتطلب منهم الضرب بيد من حديد لكل معمم منحرف، وتحويل الحوزة الى ساحة قتال واقتتال.

مع ان حالة وجود الكثير من التوجهات، هو امر صحي وطبيعي فيها، فهي لا تحجر على الاراء قسرا، والا كانت كمحاكم التفتيش في فرنسا التابعة للكنيسة في القرن السادس عشر.

هي تؤمن بان الفكر والعقيدة الشيعية الصحيحتين، هما من سينتصر في ظل اجواء من الانفتاح والحرية الفكرية، وان هذا الفكر وهذه العقيدة يملكان من مقومات القوة الذاتية، ما يغنيهما عن مناهج الفرض بالقوة.

ومع ذلك، فان هناك الكثير من النقد الموجه للمعممين المنحرفين عبر ادوات واذرع اعلامية مختلفة للحوزة الشريفة، وليس بالضرورة ان تعمد للتصريح وفتح الجبهات.

اخيرا، مضمون ردنا في منشورنا اعلاه، يهدف الى تبيان ان كل فرد منا هو مسؤول امام الله عز وجل عن انحرافاته، فالانسان على نفسه بصيرة، والقاء المسؤولية بعاتق الحوزة او الحاكم الظالم او الظروف الصعبة او او او، الخ، هي تبريرات واهية وسخيفة، ينفي القرآن الكريم مشروعيتها.

فانظر وتأمل..

دمت بود وعافية

د. محمد ابو النواعير

شاهد أيضاً

النجاح الاقتصادي مرتبط بصلاح النظام السياسي..!

نعيم الهاشمي الخفاجي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *