انتشار المنكر لايعني شموليته..!

مانع الزاملي ||

ان وتيرة ارتكاب الجرائم والممارسات الشاذة تبدو أنها في تصاعد مستمر، ولهذا التصاعد اسبابه ، ففي كل يوم نسمع او نقرأ جريمة هنا وفاجعة هناك ! من فساد اخلاقي الى قتل لأب او تجاوز على أم او انحراف في سلوك ، والاعلام والصحافة وقنوات التواصل وكل مايمكن سماعه او رؤيته تضج بنشر الموبقات ، وكأن الجميع يبحث عن سبق خبري لهكذا موبقات، وللاسف هناك اغفال لأعمال الخير الكثيرة التي تجري في مجتمعنا! فلم نسمع ان هناك من سلط الضوء على متبرع بكليته لمريض يكاد يموت،ولم نسمع خبرا عن سائق سيارة اجرة يعيد 50 مليون في حقيبة نسيها شخص مشغول البال بهموم الدنيا ، وهكذا كل امر حسن وراقي ورائع يغض الطرف عنه وكانه عمل عادي! لكن لمجردان تحدث حالة انحراف اخلاقي او سرقة او فجور او فساد او خيانة ،نرى ان كل وسائل النشر تتلقفها وكأنها نهاية الكرة الارضية وقيام القيامة! حتى بدأنا نقرأ همسات يأس تصدر حتى من قامات اصلاحية وثقافية وتربوية ، ناسين ان الدنيا هي هي منذ خلق الله آدم ليوم النفخ في الصور ستبقى في خطين متوازيين هما، خط الاستقامة والتدين والعفه يوازيه الانحراف والرذيلة والفساد ، فلم يحدثنا التاريخ عن برهة من الزمن خلت الارض من الفساد ، وحتى الروايات التي تتحدث عن مجتمع اثناء ظهور قائم اهل البيت عليه وعلى آبائه آلاف التحية والسلام الذي يملأ الارض قسطا وعدلا ، سوف تبقى زوايا هنا او هناك فيها بعض الفساد كما يذهب بعض علماؤنا المفكرين في بحوثهم الفكرية وهذا متوقع ، لان الانسان في تركيبته الثنائية من شهوة وعقل لابد ان تصدر منه المعصية ،وعلمنا بالاحداث السيئة ونشعر بكثرتها وتواترها لابسبب تزايدها بل بسبب تسليط الاضواء عليها في اكثر من وسيلة، ففي سنوات ماضية لم نسمع حدوث جريمة قتل الا بعدد الاصابع من يد واحدة، لأنه لافضائيات تنقل ولا فيس بوك يوثق ولا انستغرام يهول ،وغير التطبيقات التي لانعلمها في عالم اصبح قرية حسب قول المطلعين ، والمتعين على الصالحين والمثقفين ان يقوموا بدورهم بعيدا عن اليأس او الاحباط لأنه عندما نصل لهكذا مرحلة فقد وصلنا لانتشار الفساد لاسامح الله ، فهون عليكم فالدنيا لازالت بخير والحمدلله.

شاهد أيضاً

معلنة نجاح تأمين التعداد السكاني . . الداخلية : قواتنا كانت الظل للعدادين في كل العراق

أعلن في العراق عن نجاح الخطة الأمنية الخاصة بالتعداد العام للسكان والمساكن للعام 2024. وأكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *