لم يعد الفاو مجرد ميناء..!

حسن العامري ||

من المعروف بأن للعراق منفذا بحريا ضيقا ويتمثل بالجزء الشمالي الغربي من الخليج وبالنسبه للعراق فهو الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة البصره التي تحتوي على جميع الموانئ العراقيه والتي يكون نشاطها الاكبر هو تصدير النفط من العراق بأتجاه دول اخرى ،ولكن بعد حرب الخليج واجتياح صدام حسين للكويت مطالبا بأعادتها كقضاء تابع للبصره كما تثبت الخرائط ،اثار ذلك الولايات المتحده ومن خلفها حلف شمال الاطلسي وبعض الدول العربيه وفي مقدمتها مصر ،بسبب كون الكويت تحوي منابع مهمه من النفط والغاز ولان امريكا تعتبر النفط الخليجي مرتكز للامن القومي لها لانها تعتمد على منابع النفط والغاز الكويتيه والخليجيه الاخرى ، ومن هنا ثارت ثائرة امريكا ومن تبعها للمطالبه بأخراج جيش صدام من الكويت وتدميره بشكل شبه كامل ، وكانت نتيجه ذلك ان وقع العراق على ورقه بيضاء تتيح للكويت التمدد والزحف على الاراضي العراقيه وتبعها الزحف على المياه الاقليميه العراقيه ثم شرعت في بناء ميناء بالقرب من الحدود العراقيه سمته بميناء مبارك ثم حاولت مشاركة العراق بالقنواة العراقيه وكان ذلك من اجل خنق الموانئ العراقيه والامعان بأذلال العراق وتواطئ معها بعض السياسيين المرتشين لانها كانت تنفق الاموال بسخاء مفرط من اجل ذلك ،فذهب لجان الى الكويت وعادت لجان تحمل حقائب الهدايا الكويتيه ،،! يتذكرها العراقيون جيدا ،،وكانت النتيجه ان تم تمرير قرارا يبيح للكويتيين المشاركه السياديه على خور عبد الله الذي يمثل العصب الرأيسي للمرور البواخر من والى الموانئ العراقيه . لميناء الفاو الموقع الستراتيجي المهم ،و بناؤه امرا ضروريا لالتحاق العراق بمشاريع التجاره العالميه حتى وجدته الصين بأنه اهم ميناء يمكن بناؤه لتنفيذ طريق الحرير الجديد الرابط بين اسيا واوربا وافريقيا وتنفيذ مشروع اقتصادي عالمي كبير يمكن من خلاله خروج العراق من خانة الاقتصاد الريعي وحيد الجانب والذي يعتبر في القياسات الاقتصاديه هو الاخطر على الواقع الاقتصادي العراقي اذا ماعرفنا بأن النفط يتجه بأتجاه الانزواء واحتماليته الكبيره لقلة الطلب العالمي عليه بعد اتجاه العالم بأتجاه مصادر الطاقه النظيفه !!
وهنا بدأت المؤامرات تحاك للعراق من اجل حرف طريق الحرير عنها لان غالبيه دوا الخليج تعاني ذات المشكله ،.
كانت الصين قد عرضت على العراق بأن تقوم ببناء ميناء الفاو وفق قياسات عالميه تناسب استقبال اكبر البواخر التجاريه العالميه فعرضت ببناءه بواقع اكثر من ١٢٠ رصيفا لرسو البواخر وبأعماق تناسب غاطس تلك البواخر والتي قد يصل غاطسها الى ٢٠مترا وعلى ذلك اتفق رئيس وزراء العراق الاسبق عادل عبد المهدي كما اتفق على اتفاقيه طويلة الامد مع الصين لاعاده البنى التحتيه للعراق وكذلك بناء مشروع اقتصادي عملاق في العراق يرتبط بطريق الحرير يحتوي مصانع ومعامل ،ولكن لم يرق ذلك لامريكا التي عملت على افشال المشروع باستغلال التظاهرات الشعبيه للمطالبه بالخدمات لتحولها لتظاهرات لاسقاط السيد عادل عبد المهدي .كما ان مدير الموانئ العراقيه تغيير بالسيد فرحان الفرطوسي التابع لجهه سياسيه معروفه ، الذي ابعد الشركات الصينيه ليتم تغييرها بشركه كوريه لم تمر الا ايام ليتم قتل رئيسها بأعدامه شنقا في غرفته !!! ثم تستلم الشركه الكوريه المملوكه من قبل الامارات العربيه التي يهمها تعطيل بناء الميناء لكونها تعمل على تحويل الحرير بأتجاه اراضيها ، ليتحول الميناء الى ميناء يقتصر على خمسة ارصفه فقط وبفترات زمنيه طويله تكون كفيله بأبعاد العراق عن المشروع الاقتصادي الصيني وبأعماق قد لاتستوعب استقبال بواخر تتناسب والمشروع الصيني ناهيك عن كون المشروع الصيني يكتمل بنصف مبلغ الخمسة ارصفه هذه ..
من هنا نعتقد ان مايحصل هي محاوله لابعاد العراق عن المشروع الاقتصادي العالمي الجديد ..ليتحول ميناء الفاو الى رمز للوطنيه ولايطالب بأتمامه غير الشرفاء الوطنيين ناهيك عن شبهات فساد نسمعها من هنا وهناك والايام قد تكشف الكثير ،وكذلك نجد النفس الامريكي الرافض لدخول الصين للعراق موجود وبقوه لان جميع المؤشرات تشير لذلك …
وما يثلج القلب ان هنالك تبلور لتيار من بعض السياسيين الشرفاء ومن الكثير من المثقفين يدفعون بأتجاه بناء ميناء الفاو بقياسات تسمح لدخوله للمشروع الصيني العراقي الذي سينقل العراق نحو المستقبل المشرق وتضعه في الجانب الاقتصادي الاكثر امانا …

شاهد أيضاً

الجولاني تطور لكن لم يتغير..!

حسام الحاج حسين ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *