العراق والمنطقة بعد 6 أشهر الى أين..!

✍️ماجد الشويلي ||

2024/3/13

من غير المعلوم فيما لو كانت الحكومة العراقية هي التي طلبت تمديد المحادثات الثنائية مع الجانب الامريكي بشأن انهاء تواجدها في العراق أم أن الامريكان هم من طلبوا ذلك.
وأيا كان الطرف الذي رغب بالأمر
فإن النتيجة واحدة على صعيد تأثير الانتخابات الأمريكية القادمة على ملفات المنطقة والعالم والساحة العراقية.
فمما لاشك فيه أن المنطقة تقف على مفترق طرق تزداد فيها احتماليات نشوب حرب شاملة ، خاصة وأن استحقاقات مابعد طوفان الاقصى
قد تكون أكثر تعقيدا من الحرب على غزة نفسها .
نظرا لانعكاساتها الجيوسياسية على المنطقة وبالتالي على العالم .
ولعل هذا مايفسر اعلان الصهاينة وبدعم لامحدود من الولايات المتحدة عزمهم انشاء ميناء غزة على ساحل الابيض المتوسط.
فلربما هو اجراء استباقي امريكي لضمان تواجد عسكري مؤثر على راس حلبة الصراع، واعادة اسناد مهمة الكيان الصهيوني في حماية الملاحة البحرية التي فقدها في البحر الاحمر.
أو لعل هذا التواجد مؤشر على أن قرار مهاجمة لبنان قد اتخذ بالفعل.
وقد يكون استعدادا لتنفيذ مقترح تهجير اهل رفح وبناء 15 مخيما على ساحل غزة .
بكل الاحوال فان منطقتنا ستشهد تحولات جيوسياسية حتمية من شأنها أن تؤثر في رسم معالم النظام العالمي الجديد.
اما على الصعيد العراقي فعلى مايبدو
أن العراق تتنازعه قوتان احداهما تشده
شرقا للثبات على هويته الاسلامية والحيلولة دون انخراطه بالمسار الذي رسمته امريكا للمنطقة.
مع مرجحات انجذابه لتلك المسارات
بلحاظ تماهيه مع روح الابراهيمية
التي باتت تشكل مضامين ومرتكزات
الخطاب الرسمي لبعض القادة السياسيين في البلد ، ومع المجاهرة باحتضان الحج المسيحي الذي يعد اسهاما مباشرا بهبة القدس للصهاينة.
اذ ان من المعلوم أن الحج المسيحي انما هو في بيت المقدس وتحديدا كنيسة القيامة.
وكأنه جاء ردا على طريق الحسين (ع)
(زيارة الاربعين المليونية)
بل هو كذلك.
فالزيارة الاربعينية لم تكن مجرد شعيرة دينية ، وانما هي تعبير عن هوية وانتماء لشعب آمن بالاسلام عقيدة ومنهجا للحياة ، وبات يشكل بودقة لتلاحم الشعوب الاسلامية وانصهارها في قالب معنوي واخلاقي واحد ،هو بحد ذاته أهم ركيزة لهندسة النظام العالمي الجديد، الذي من المفترض أن ينطلق من منطقتنا (الحضارة الاسلامية)
هكذا كان نظر الغرب لموقعية العراق في النظام العالمي الجديد، وهكذا أريد لطريق الحج المسيحي أن يكون ضدا نوعياً لطريق كربلاء !
واشاعة ثقافة وعقيدة مغايرة تماما لما غرسته ثقافة الزيارة الاربعينية في وجدان الشعوب الاسلامية من قيم نبيلة،
وايمان بضرورة تحرير أولى القبلتين (المسجد الاقصى)
فلا حضارة اسلامية من دون تحرير القدس ، ولا نظام عالمي من دونها كذلك
وهما مرهونان لتحديد وجهة العراق
بل لنقل (لتحريره)

شاهد أيضاً

العراق والبحرين يتفقان على ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة

أكد وزير الخارجية فؤاد حسين أن العراق يسعى أن يكون له دور فعال في القمة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *