إنتصار الماهود ||
أنا الآن في أحد دوائر الدولة، ولا نريد أن نذكر في أي مكان للضرورة الأمنية، لكن الإنتظار قاتل والروتين ممل، والقاعة مليئة بالموظفين الجالسين، يتصفحون هواتفهم وقليل منهم يعمل، لا أعلم ما سبب الزحام ومن الممكن أن يتم تقسيم العمل، بين أكثر من موظف لسرعة الإنجاز، وعدم تأخير المواطنين، ”خايبين صدك جذب علمود سؤال أنشتل مثل النخلة نص ساعة، وحتى أمشي معاملتي أنصلب أربع ساعات، وهو تسديد ما بذمة غيري للدولة، يعابيكم الله كون ع الفهاوة هاي “.
صحيح إنني أعرف أن دوائر الدولة لدينا بطيئة، وإجراءاتها عفى عليها الزمن، وروتينها قاتل ولا زالت الكثير، منها تتعامل بالمعاملات الورقية، التي تجعلك تذرع الطرق ذهابا وإيابا، متحملا زحام بغداد وتلوثها وضجيجها، وتضيع نهارا كاملا من حياتك البائسة، بسبب إنجاز ورقة واحدة من معاملتك، وياتي آخر من طرف الأخ فلان أو علان، ”ولحد يسأل منو ذول لأن ما أعرفهم وحگ علي “، وتحت العباءة الحمراء والخضراء، ياخذون سراك، يلا كل هذا فداء لعيون الوطن، الذي منحناه كل شيء ولم يمنحنا شيء، ”لا جكسارات لا تاهوات لا فلل على دجلة، ولا إشتراك بنادي الصيد العراقي ولا سفرات ع حساب الوطن خارج الوطن “ فنحن فئة المواطنين المحترمين البزعانين، الذين يسيرون دوما جنب الحائط ونتجنب المشاكل، وأكل الحرام والتسابق مع اللاهثين خلف المناصب والمكاسب، لا أعلم الى متى سيستمر الحال بهذه المعاناة، ومتي يحس الموظف بالمسؤولية الملقاة على عاتقه و، ”يحلل خبزته و رويتبه الياخذه من الدولة ” فعلاوة على أن الكثير من الموظفين، قد وصلوا أو إقتربوا من سن التقاعد، والمفروض أن تضخ دماء جديدة في مؤسسات الدولة، إلا إننا حين نراجع تلك الدوائر نرى نفس الوجوه ونفس التعامل البارد السمج، وقلة الاحترام والتململ، أنا لا أقول أن جميع مراجعي دوائر الدولة، هم ملائكة ولا يوجد من ” يبزع أكبر موظف ويطلع روحه لسابع جد “ لكن هذا لا يمنع أن يتعامل الموظف مع المواطنين، بود وطولة بال وإحترام للمقابل، وليس التعامل بعجرفة وفوقية، ”بوية صبركم ترة هن كم سنة، وتلكي نفسك متقاعد وهم تحير بروحك، بين دائرتك والشواكة والوثبة و المركزي، والله يسلط عليك من لا يرحم، ترة هو دولاب بعد عمكم وطوايفه، آنه هم جنت مدير قسم بدائرة وزلمة محترم وأتعامل بالطيب وي الوادم وهذا صار حالي، على هاي أخلاقكم أنتم شلون بيكم شراح يصير من تكبرون “، هذا ما سمعته من أحد المراجعين المتقاعدين، بسبب إطفاء سلفة إستلمها ليدفع أجور عملية تبديل مفصل الركبة، حدث تلكوء لديه أدى الى توقف راتبه التقاعدي، لمدة ثلاث شهور وهو يراجع بين دائرة وأخرى، من أجل إطفاء سلفته ليتم إطلاق راتبه التقاعدي.
قصة أخرى زوجة شهيد لم تستلم راتبها، منذ شهرين بسبب خطأ فني حول أعمار أولادها القاصرين، ذوو متوفي متقاعد بسبب فايروس كورونا، يحاولون أن يسددوا ما بذمة أبيهم من مبلغ متبقى، نفس الحال ونفس الروتين المراجعة لأيام وأسابيع دون نتائج سريعة.
وفي الختام خلاصة الكلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء.
بهذا أختم قولي واستغفر الله لي ولكم أيها الشعب البزعان مثلي.