القائد الشبح..!

علي الشمري ||

المقدمة
ملحمة طوفان الاقصى التي قلبت حسابات الغرب ،وكشفت هشاهة النظام الاستخباراتي الصهيوني.قاد هذه الملحمة رجال استطاعو توظيف الامكانات المتواضعة مقارنة مع القوة الهائلة للاجهزة الامنية والاستخباراتية والعسكرية الاسرائيلية والامريكية،استطاع هؤلاء المقاومين من اختراق مواقع امنية اسرائيلية حساسة ،وايقاع خسائر لم يعهدها الكيان الاسرائيلي منذ احتلاله لارض فلسطين.
في خضم هذا كله، يتساءل العديد عن هويات مقاتلي حماس وأبرز قادتهم الحاليين، خاصة وأن العديد من مقاتلي الصف الأول لديهم، يظهرون ملثمين إعلامياً، والنصف الآخر قضى أغلبه في عمليات اغتيال من الجانب الإسرائيلي.
سنتعرف في هذا التقرير على احد هؤلاء القادة ،وهو القائد الشبح أو القائد الضيف.

——— ———————————

القائد محمد الضيف

هو محمد دياب المصري، كنيته “أبو خالد”، عرف في ملحمة طوفان الاقصى بالقائد “الضيف.فلسطيني المولد حيث ولد في غزة عام 1965. ينتمي الضيف إلى أسرة فلسطينية لاجئة هُجرت عام 1948 من قرية كوكبا إلى غزة بعد النكبة الفلسطينية. نشأ الضيف في مخيم خان يونس للاجئين، وظل يعيش فيه طوال حياته
تربَّى الضيف في أسرة فقيرة جداً، وعمل إلى جانب والده في مجال الغزل والتنجيد. أنشأ أيضاً مزرعة لتربية الدواجن وعمل سائقاً. اضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة لمساعدة أسرته في تأمين احتياجاتها. حصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة، وعرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكّل فرقة فنية لهذا الغرض.
يطلق عليه القاب منها ” العقل المدبر و”رجل الموت” أو”المقاتل ذي التسعة أرواح” والقائد الشبح.
واختيرت كنية “ضيف” لكونه لا يبقى في مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة ويبيت كل مرة في بيت جديد للإفلات من الملاحقة الإسرائيلية”.واطلق عليه الصهاينة القاب منها “رأس الأفعى” و”ابن الموت”، و”ذو سبعة أرواح”.
منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، لم يظهر الضيف في الأماكن العامة، وبالتالي لا يعرفه أحد إلا أفراد عائلته وعدد قليل من أعضاء حركة حماس. في الواقع، حتى هؤلاء الأشخاص الذين يتعاملون معه يجدون صعوبة في تحديد مكانه الحقيقي، فعندما يُسأل سكان غزة عنه، يجيبون بتلك العبارة: “لو نظرنا إليه ما عرفناه”.
لا احد يعرف شكله الحقيقي ،وتعتمد المخابرات الإسرائيلية (الشاباك والموساد) على صور قديمة له، مثل صورة بطاقة هويته وهو في السجن.
وبحسب مامنشور في موقع ويكبيديا في سجن السلطة الفلسطينية،عقدت السلطة الفلسطينية مع الاسرائيليون صفقة تقضي بقيام السلطات الفلسطينية باعتقاله مقابل أن يعطيها الكيان الاسرائيلي سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.
في بداية أيار/ مايو عام 2000، دخل السجن، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية إنتفاضة الأقصى، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم. وخلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ما بين عامي 1995 وحتى نهاية 2000م رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء كتائب القسام، وذلك حقنا للدم الفلسطيني.
في صفوف حماس
انضم محمد الضيف إلى حركة حماس في ثمانينيات القرن الماضي، بمساعدة يحيى عياش المعروف بلقب “المهندس”، الذي كان أحد القادة البارزين في حماس.
وبعد اغتيال يحيى عياش على يد الصهاينة عام 1996، تصاعد دور الضيف كقائد مهم في كتائب عز الدين القسام. وتولى الضيف دور المهندس المسؤول عن تنفيذ العمليات الاستشهادية داخل الكيان خلال التسعينيات، وقاد سلسلة من العمليات كردّ فعل على مقتل يحيى عياش، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 50 إسرائيلياً.
وبسبب تأثيره المتزايد داخل حماس، عين الضيف قائداً للجناح العسكري للحركة عام 2002، بعد اغتيال قائدها العام صلاح شحادة.
كان للضيف دور بارز في بناء الأنفاق التي سمحت لمقاتلي حماس بالتسلل إلى الداخل الإسرائيلي من غزة. كما أسهم في تعزيز استراتيجية إطلاق الصواريخ على الكيان الاسرائيلي
انتسب في صفوف حركة حماس ،ثم مالبث أن اعتقلته سلطات الكيان الاسرائيلي عام 1989، وقضى 16 شهراً في السجن دون محاكمة.
وأثناء سجنه كان الضيف قد اتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة جهادية ،بهدف أسر جنود الاحتلال.
بعد خروجه من السجن، كانت كتائب عز الدين القسام بدأت تظهر كتشكيل عسكري. انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائدا للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.
وكان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس وتطويرها، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال.
وبعد اغتيال صلاح شحادة وخلافة الضيف له أعد خطة تضمنت تدريب مقاتلين غير استشهاديين، وخطط لنقل المعركة لتكون داخل الكيان الاسرائيلي، ووضعته واشنطن عام 2015 على لوائح الإرهاب.
أشرف محمد الضيف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتيلا إسرائيليا.
تمكن من تنفيذ عمليات استهداف للجنود الاسرائيليين ،حتى اعتقل مرة ثانية عام 2000،لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية “الانتفاضة الثانية”، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم.
نجح محمد الضيف في البقاء على قيد الحياة لقدرته العالية على التمويه والتخفي، حيث تعود أحدث صورة رسمية له إلى أكثر من عشرين عاماً.
تعرض لعدة محاولات اغتيال منها،كانت اخطرها عام 2002، نجا منها بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه،ويقال احدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال.
وعام 2014 وخلال الحرب التي شنتها الصهاينة على قطاع غزة، واستمرت أكثر من 50 يوماً ،أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف أيضاً.
لا يستعمل الضيف الهواتف الحديثة أو الأجهزة القابلة للتتبع، وتحاط تحركاته بسرية بالغة ولا يظهر في الأماكن العامة، إذ غاب عن جنازة والدته في كانون الثاني 2011، وربما يكون قد حضر متخفيا..
ويقول من عرفه خلال سنوات شبابه إنه رجل حاد الذكاء، ويتمتع بحضور قوي وحس أمني عال وقدرة كبيرة على التخفي إذا أراد، إضافة إلى ملكة التخطيط والضبط والربط واستنباط الحلول.
وصفه الكيان الاسرائيلي ” بأنه رجل “أفعال لا أقوال” وتقول إنه ذكي جداً لدرجة “يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن”.
محاولات الاغتيال
منذ منتصف التسعينيات، كان محمد الضيف هدفاً مطلوباً للصهاينة، وطالب شمعون بيريس، الذي كان رئيساً للوزراء عام 1996، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بتوقيفه.
حاول الاسرائيليون اغتيال الضيف عدة مرات، ولكنها فشلت في كل مرة، وأرجعت فشلها إلى حذر الضيف الشديد والغموض الذي يحيط به.
تعرض القائد الضيف الى عدة محاولات اغتيال خطيرة في أعوام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014.
تعرض لأول محاولة اغتيال عام 2001 ولكن نجا منها. وبعد عام واحد، تعرضت مركبة الضيف في حي الشيخ رضوان لاستهداف من مروحية أباتشي أطلقت صاروخين عليها، وأصاب أحدهما الضيف بجروح. عولج في مكان غير معروف بواسطة الطبيب عبد العزيز الرنتيسي، قائد حماس السابق الذي اغتيل عام 2004.
عام 2003، حاولت طائرة إسرائيلية اغتيال الضيف وقادة آخرين لحركة حماس في منزل في مدينة غزة، ولكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ.
وعام 2006، تعرض منزل الضيف الذي كان يجتمع فيه مع قادة كتائب القسام لضربة بصاروخ، ونجا الضيف مرة أخرى، لكنه فقد البصر وتعرضت ساقه وذراعه للبتر بسبب هذه الهجمة.
وخلال الحرب التي شنها الكيان الاسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، التي استمرت أكثر من 50 يوماً، فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف، ولكن استشهدت زوجته واثنان من أطفاله، بالإضافة إلى 15 شخصاً آخر، ودُمرت المنطقة المستهدفة بالكامل.
على الرغم من إصابته مباشرةً وجعله مشلولاً ويجلس على كرسي متحرك، فإن هدفه في المقاومة لم يتوقف، وما زال يعدّها واحدة من أهم الأهداف التي يسعى لتحقيقها.
وخلال حرب أيار 2021، التي استمرت 11 يوماً، فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف مرتين، بعد أن حاول الوصول إليه من خلال قصف المناطق العسكرية والمدنية والمواقع تحت الأرض التابعة لحماس.
يعد محمد الضيف رقما ثابتا في أربع حروب خاضتها المقاومة ضد الكيان الصهيوني، أعوام 2008 (معركة الفرقان) و2012 (حجارة السجيل) و2014 (العصف المأكول) و2021 (سيف القدس).
وأخيرها معركة طوفان الاقصى، التي أعلن عن انطلاقها في السابع من اكتوبر والتي أوضح فيها ، أن قيادة القسام “قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب.
ودعا الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وداخل الكيان الصهيوني للانتفاض نصرة للأقصى، وقال “اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها”.
وختمها بقوله ،”أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”.

شاهد أيضاً

هل تعلم تفسير ايه الكرسي؟ !للاسف الكثير منا لا يعرف هذه المعلومات.

علي الفتلاوي ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *