مانع الزاملي ||
بسم الله الرحمن الرحيم ، “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون (183) أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدّة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون (184البقرة في كل عام وفي الشهر التاسع من السنة الهجرية تطل علينا فترة الامتحان النهائي ، بمعنى اننا بذلنا جهدا متواصلا للوصول الى قناعة ايمانية بوجوب الصوم ان توفرت فينا مقومات الصوم ، من صحة واقامة وارادة ، وتقوى ، ومن لطف الله علينا ان جعلنا ضيوفه لقوله صلى الله عليه وآله بوصفه دعوة الله لنا (هو شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلُوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشّقي من حرم غفران الله في هذا الشّهر العظيم) اذن نحن ضيوف عند من يملك كل شيء وهو الكريم المطلق ، فما ضننا ان كنا ضيوف رحمن رحيم ، لكن الشرط ان نكون مؤهلين ومتأدبين بأخلاق عباد الله الصادقين المخلصين، كل ماعملناه في الثمانيةالاشهر المنصرمة ينبغي ان يكون عمل من يتهيأ للجلوس ضيفا عند الله ، ونحن عندما يدعونا كريم من اهل الدنيا نتأنق وننظف ظواهرنا ولباسنا ونهمس مع انفسنا كيف نسلم وكيف نتحدث عندما ندخل ونجلس على سفرة كريم من اهل الدنيا ! فكيف بنا ونحن نجلس على سفرة مالك الملك رب العالمين ، حري بنا ان نغسل بواطننا بالتوبة والانابة والصدق ، لأنه لايشملنا العطف مالم نتواجد في موقع العطف ولكي تعلم دقة ما اقصد اتلومعي الفقرة التي وردت في دعاء الافتتاح التي تقول (اللّٰهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ ، وَأَشَدُّ الْمُعاقِبِينَ فِي مَوْضِعِ النَّكالِ والنقمة ) فحذار ان نكون في الموقع الخطأ ! لايمكن ان نطلب من الله ان يرحمنا ونحن في موقع النكال والعمل السيء الذي جزاءه العذاب ! علينا ان نكون في موضع العفو والرحمة ، بمعنى ان نكون اتقياء صادقين متأدبين بأداب آل الله لكي يشملنا عفوه وغفرانه ، فما هو جزاء من يراه الله في موقع يستحق الثواب غير الجنة والفوز مع زمرة محمد وال محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فنحن في الامتحان النهائي ، ربما لانعطى فرصة اخرى وربما لايمهلنا القدر في سنة اخرى (عنه (صلى الله عليه وآله): إن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم ، واملنا كبير ان يوفقنا الله لكي نكون من اهل كرامته (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)