محمد صادق الحسيني ||
《 جاءت امرأة إلى داوود عليه السلام فقالت: يا نبي الله.. أربك ظالم أم عادل؟!
فقال داود: ويحك يا امرأة! هو العدل الذي لا يجور! ما قصتك؟؟
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات، أقوم عليهن من غزل يدي، فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلّغ به أطفالي،فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة والغزل وذهب وبقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي..
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذ بالباب يطرق على داود، فأذن له بالدخول، وإذ بعشرة من التجار كل واحد بيده: مائة دينار
فقالوا : يا نبي الله أعطها لمستحقها ..
فقال لهم داود عليه السلام : ما كان سبب حملكم هذا المال
قالوا: يا نبي الله كنا في مركب، فهاجت علينا الريح، وأشرفنا على الغرق، فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل، فسدّدنا به عيب المركب، فهانت علينا الريح وانسد العيب، ونذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت .
فالتفت داود عليه السلام إلى المرأة وقال لها: ربٌ يتاجرُ لكِ في البر والبحر وتجعلينه ظالمًا .
و أعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك 》
– إن الله لا يبتليك بشيء، إلا وبه خير لك ..
– لَولا البَلاء لكانَ يُوسف مُدلّلا فِي حضن أبيه، و لكِنّـه مَع البلَاء صار عَزِيز مِصر
– أفنضيـق بعد هذا ..؟!
كُونوا عَلى يَقينَ ..أنْ هُناكَ شَيئاً يَنتظْرُكمَ بعَد الصَبر .. ليبهركم فيْنسيّكم مَرارَة الألَمْ ..