سراج الموسوي ||
في الآونة الأخيرة تناول محللون أعلان مستشار السيد رئيس الوزراء في العراق عن بدء العمل بمشروع طريق الحج المسيحي مما أثار العديد من التساؤلات والجدل في المجتمع يبدو أن هذا الإعلان يندرج ضمن سياق أوسع لتحويل المجتمع من الديانات السماوية إلى الديانة الإبراهيمية الموضوعة بشريًا مما يثير مخاطر وتحديات جديدة.
وفي قوله تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ)
ويتمم سبحانه الأية الكريمة بالقول: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
وأكدوا على ان المعروف تاريخيًا أن الحج المسيحي يتمحور في الاصل حول زيارة بيت المقدس وتحديداً كنيسة القيامة وهو موضوع مقدس للمسيحيين يعود إلى عقيدتهم الدينية التي ترتكز على تعبدهم في المواقع التي وطأتها قدم المسيح (عليه السلام) ومع ذلك يثير السؤال الذي يطرحه البعض هنا هو ما إذا كانت منطقة أور هي المكان الذي وطأته قدما السيد المسيح (عليه السلام) وما السبب في تحول الحج إلى أور بحجة ولادة النبي إبراهيم (عليه السلام) وهو موضوع مورد اختلاف بين الأديان بالإضافة إلى ذلك يشير البعض إلى أن المعبد الذي يزار في أور هو معبد وثني مما يثير مخاوف بشأن تحول الحج إلى طقوس غير مسيحية.
بالنظر إلى التطورات السياسية ذهبوا ألى السؤال المهم حول دور العراق في هذا السياق فلماذا يتعين على العراق المساهمة في تصفية قضية القدس بشكل مباشر أو غير مباشر؟ خاصة بعد نقل الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها إلى القدس مما يُعتبر إشارة إلى إعلان القدس عاصمة للدولة العبرية يبدو أن هذا الإعلان يشير إلى تصفية نهائية للقضية الفلسطينية مما يثير تساؤلات حول موقف العراق ودوره في هذا السياق.
ومن هنا يبرز التحدي الكبير الذي يواجه المجتمع في تحوله من الديانات السماوية إلى الديانة الإبراهيمية الموضوعة بشريًا فإذاً ما أخذنا في الاعتبار أن هذا التحول قد يؤدي إلى تغييرات هيكلية وثقافية في المجتمع فإننا بحاجة إلى دراسات علمية تحليلية لفهم التأثيرات الإيجابية والسلبية لهذا التحول على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي.