السيد محمد الطالقاني ||
ان للمعلم دوراً كبيراً في تنشئة الأجيال التي تعتمد عليها الاوطان في نهضتها, وهذه الاجيال بفضل المعلم ستكون زاخرة بالقيم الإسلامية والأخلاقية، ومملوءة بشتى أنواع العلوم والمعارف، فلا أحد ينكر أن المعلم يعتبر من الركائز الأساسية التي لا يمكن الإستغناء عنها في بناء الأجيال حيث يبذل الجهد العظيم والعطاء المتواصل اللامحدود؛ في سبيل بناء أجيال واعية تقود البلد إلى برِّ الأمان، فهو كالشمع الذي يحترق من أجل أن يضيء طريق الأجيال.
وتعتبر مهنة المعلم من المهن السامية والرفيعة والعظيمة، حيث يقدم المعلم لطلابه أهم ما يمكن أن يحصلوا عليه في حياتهم، ألا وهو العلم؛ حيث يعلمهم العلم النافع الذي ينفعهم في دينهم ودنياهم، ولا يقتصر دور المعلم على الجانب العلمي فقط، وإنما يقوم المعلم بتربية الطلاب على القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، ويكسبهم ثقافة حب الوطن والفداء والتضحية من أجله، ويعلمهم معنى العزّة والكرامة؛ ويغرس في قلوبهم مبادئ الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص؛ أي أن المعلم يبني جيلًا صاعدًا متكاملًا قادرًا على صنع وطن أفضل وأجمل.
فالمعلمون… هم صناع العقول وربيع الحياة, ومنهم تستمد الامة الامل , وهم الذين اعطوا واجزلوا بعطائهم, وضحوا بوقتهم وجهدهم حتى يقف التكريم حائرا امام عطائهم , لذا يجب على الحكومة العراقية اليوم ان تجعل هذا العام عام المعلم والتربوي, وأن تحسن التعامل مع المعلم ، وتحافظ على مكانته, وأن تقدر ما يفعله في مسيرته العلمية والتربوية من تضحية وفداء، ومن جهد وعطاء, من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال والأوطان، فما ارتفع وطن إلا برفعة مكانة معلميه، وما ذلَّ وطنٌ معلميه إلا وأصبح في الأرذلين.
وفي عراقنا الجديد اليوم يقف المعلم الى جانب الشرائح المثقفة الاخرى في بناء جيل رصين متين بعيدا عن الانحرافات الفكرية والاخلاقية .
وانني في الوقت الذي اشارك زملائي من الاسرة التربوية فرحتهم بهذا اليوم المبارك يوم المعلم , اطالب الحكومة العراقية ان تفي حق المعلم وتعطيه المكانة التي يستحقها , وان تستذكره دائما في خطبها وبرامجها الحكومية, وان توفر له البيئة التعليمية الطبيعية والمثالية .
تحية لزملائنا في المسيرة التربوية في يومهم المبارك هذا وهم يقاومون الصعاب من اجل خدمة الانسان والانسانية.