الفتوى صدرت في سياق إقامة نظام عالمي عادل جديد..!

سميرة الموسوي ||


لمناسبة ذكرى صدور فتوى الجهاد الكفائي للامام السيستاني دام ظله.

__ داعش صناعة أمريكية صهيونية بإمتياز وبإعتراف مسؤولين كبار في الادارة الامريكية ، وبما أن هناك تحالف على جميع الاصعدة بين بريطانية وأمريكا فإن داعش هي منتج بينهما ،وان القيادة الحقيقية للصهيونية العالمية لسيطرتها الاقتصادية والسياسية على إدارات الدول الغربية ومنذ صدور وعد بلفور عام ١٩١٧ .
__ وحين تراجعت السلطوية العالمية البريطانية تسلمت الزمام أمريكا بتخطيط صهيوني وأصبحت تهيمن على إرادات حكام دول العالم بإعتبارها القطب الاوحد الذي يدير ويسوق نظاما عالميا جديدا ترشّح بعد الحرب العالمية الثانية .
__ النظام العالمي الذي سمي جديدا وقادته في ما بعد أمريكا بقطبية منفردة الى ما قبل أكثر من عقد بدأ يتفكك ويتداعى من أكثر الجهات أهمية وخطورة .
__ وكانت ولم تزل أهم أسباب التفكك والتداعي هي تنامي الاطماع الصهيوأمريكية في الاستحواذ على خيرات الشعوب ومنع تقدمها بالمزيد من ضغط الهيمنة على إرادة الشعوب النامية وكذلك محاولاتها المستمرة لايقاف التقدم الصيني مع إتخاذها التدابير العسكرية المتقدمة ضد الصين وروسيا ولا سيما تحويل أوكرانيا الى ترسانة عسكرية ،ولكن روسيا كانت قد أعدت نفسها الى هذه الاهداف التدميرية فدخلت أوكرانيا لايقاف زخم التهديد الامريكي ، ودول حلف الناتو .
__ وفي خضم تلاطم الارادات العالمي ، وعدم وضوح الرؤية حتى لصناع القرار السياسي العالمي ، تسامى متألقا الى كبد السماء المارد الثوري الخميني الايراني المتكون من تلاحم إرادة الشعب الايراني لصنع قرار قيام جمهورية إسلامية إيرانية حرة منطلقة من منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية.
__ إرادة الثورة الخمينية الايرانية العظمى دخلت في صميم المسارات العالمية فأوقفت إرادة القطبية الامريكية المستبدة في قيادة العالم وبإسلوب ظالم يكرس مبدأ وحشي مفاده ( يد تخدم تحت السوط ،ويد تأكل بتسلط وإستعباد ) .
__ تألق مباديء الثورة الخمينية الاسلامية وقدرتها على وضع أسس علوية شيعية للنظام العالمي المطلوب وصعود قيادة إيرانية عالمية متسامية من رحم شعب الثورة متمثلة بشخص الامام الاعلى السيد علي الخامنئي دام ظلةجعل العالم يؤمن أن النظام العالمي القائم يجب ان يتغير وأن يخرج من نير الوصاية الصهيوأمريكية .
__ وأزاء هذه التطورات على جبهات الصين وكوريا الشمالية والتفوق العسكري الروسي على اوكرانيا ودول الناتو وكذلك على جبهات التحرر من الاستعمار في العالم ومنها دول أفريقيا ، وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين ودول عربية وإسلامية أخرى .
__ وحين إستيقظت الدوائر الصهيوأمريكية على الشعب العراقي المتحفز للتحرر وتحت رايات قيادية دينية وسياسية حكيمة عملت على ( إختراع ) مجموعات ظلامية سمتها ( الدولة الاسلامية في العراق والشام )؛ داعش. لإيهام العالم أن هؤلاء سيحررون العراق من حكم الشيعة بإبادتهم بإعتبارهم رافضين لإستمرار النظام العالمي بقطبية أمريكية واحدة ومن العراق سيتم إختراق الحدود الايرانية وإستباحة إيران الاسلامية ( الرافضية) المعادية للسنة ،وعندئذ يتأكد إستمرار السيطرة الامريكية على مقدرات العالم .
__ وكان الامام علي السيستاني دام ظله يراقب كل هذه الاحداث وتطوراتها العالمية والاقليمية والمحلية ،وكانت زبدة هذه المراقبة الحكيمة هي أن إنتصار داعش المصنوعة ل ( تجبير ) القيادة الامريكية المتصدعة معناه تصفية الشيعة في العراق وسوريا ولبنان وإيران ، عندئذ ، وبمدد رباني، عمت الآفاق فتوى الجهاد الكفائي ، والمجاهد له الجنة .
__ ولنتصور ما الذي يمكن أن تفعله داعش لو لم تصدر الفتوى المباركة ،وأين يمكن أن تصل داعش بقيادة صهيوأمريكية ؟ ، وكم سيبقى النظام العالمي الامريكي ،وكيف ستتمزق الدول والشعوب ؟ .
… وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
سميرة الموسوي .

شاهد أيضاً

التعليم تؤكد قبول أكثر من ثلاثة آلاف طالب دولي في الجامعات العراقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *