أكد القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، أنّ 140 يوماً، ولا يزال الاحتلال النازي يواصل حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ويمارس كل صنوف التجويع والتعطيش والمجازر والمذابح المروّعة ضد أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، في ظل تقاعس وتخاذل وصمت دولي مريب، دون أن يمنع استمرار هذه الإبادة الجماعية، أو يوقف الإجرام الصهيوني الذي دمّر كل مقوّمات الحياة الإنسانية في القطاع..
وأضاف حمدان: إنَّ كل المشاركين والداعمين لهذه الحرب العدوانية التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلاً، في وحشيتها وساديتها وتدميرها للحياة الإنسانية، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً؛ يتحملون كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبونها يومياً ضد أبناء شعبنا.
وشدد بالقول: ستبقى هذه الحرب الهمجية وصمة عار تُلَطِّخ وجه كل المشاركين والمتقاعسين والمتخاذلين، ولن يكونوا بمعزل عن المحاسبة والمعاقبة، مهما طال الزمن.
وقال حمدان: تتواصل حرب التجويع المُعلَنة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وخاصّة في محافظة شمال القطاع، الذي لا يجد أهله ما يسدّون به رمَق أطفالهم، ووصل بهم الحال إلى استخدام أعلاف الحيوانات – إن وُجِدَت – لطحنها وخَبزِها.
كما أكد أنها حرب تجويعٍ مُعلَنة، وعلى العالم أن يتذكر دائماً أن هذه الحرب بدأت بقرار واضحٍ صادر عن رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الصهيوني غالانت، عندما قرر يوم التاسع من أكتوبر الماضي بالصوت والصورة، مَنعَ دخول الماء والغذاء والوقود إلى سكان قطاع غزة، في جريمة حربٍ صارخة، لم يُحرِّك العالم ساكناً لإنهائها، حتى بعد أن اعتبرت محكمة العدل الدولية، هذا القرار، مؤشِّراً على ارتكاب جيش الاحتلال لإبادة جماعية في القطاع.
وقال حمدان: إننا ندق ناقوس الخطر.. فشعبنا يواجه الموت جوعاً من خلال جريمة الاحتلال بتجويعه بقصد القتل، التي أوصلت الأمور الى الحد الذي يهدد حياة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا.
ولفت إلى أنّه في الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا أن يُهرَع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى اتخاذ خطوات فورية لإمداده بالمساعدات والإغاثة اللازمة، ورفع الحصار عنه، ووقف المجزرة المرتَكبة ضدّه؛ نُفاجَأ بقرار برنامج الغذاء العالمي، تعليق تسليم المساعدات الغذائية لمحافَظَتَي غزة والشمال، بعد ثلاثة أيامٍ فقط من محاولات إدخال كمّياتها الشحيحة جداً، في تعميقٍ للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون.
ودعا برنامج الغذاء العالمي وكافة المؤسسات الأممية بما فيها الأونروا، إلى عدم الخضوع لإرادة وإجراءات الاحتلال التي يتعمّد فرضها، والإعلان عن العودة للعمل في شمال قطاع غزة فوراً، والقيام بخطوات فعالة وجادة، لإغاثة شعبنا ومواجهة خطر المجاعة الآخذِ بالتوسُّع، التزاماً بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية.
وأضاف حمدان: ليعلم عدونا أن النفوس تغلي.. والغضب آتٍ .. والانفجار قادم رداً على أية قيود على دخول المسلمين للمسجد الأقصى في شهر رمضان.
وقال حمدان: إننا ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتلّ والقدس والضفة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، وتصعيد مواجهة الاحتلال في كل مكان، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك، حمايةً له من دنس المستوطنين الغاصبين، ولإفشال كافة المخططات الفاشية التي تستهدف الحرم القدسي والمدينة المقدّسة، وليعلم هذا العدو الصهيوني المجرم، أنَّ المساس بالمسجد الأقصى، أو حرية العبادة فيه أو الوصول إليه، لا ولن يمرّ دون محاسبة، مهما كانت الأثمان والتضحيات.
وجدد النداء لأمتنا أن الدفاع عن الأقصى المبارك هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها، ودفاع عن البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف وعن كل المقدسات وعن البلاد العربية والإسلامية ، وإن التردد في الدفاع عن الأقصى، أو في دفع الأثمان والتضحيات في سبيل ذلك، لن يكون قادراً أو مبادراً في الدفاع عن كرامة المسلمين وبلادهم ومقدساتهم.
ولفت حمدان إلى إن حكومة نتنياهو الإرهابية، التي ترى في إطالة زمن الحرب، هدفاً أساسياً، للهروب من استحقاقات مرحلة ما بعد العدوان؛ لا زالت تتبنى موقفاً متعنّتاً من المطالب العادلة التي تقدّمت بها حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها وقف العدوان وعودة النازحين وإيوائهم، ورفع الحصار لإعمار ما دمره العدوان الصهيوني.