د . عامر الطائي ||
في عالم يتسم بالتغيُّرات المتسارعة والتحديات الجمّة، تبرز الحاجة الملحة للتمسك بالقيم والأخلاق كأساس للمجتمعات القوية والمتماسكة. لقد أصبحت إعادة النسيج الأخلاقي والقيمي إلى قلب المجتمع ليس فقط ضرورة ملحة، بل والشغل الشاغل للحركات الإسلامية، وبالأخص الفئات التي تتصدى للحكم وإدارة شؤون البلاد.
الدور الحيوي للحركات الإسلامية
تقع على عاتق الحركات الإسلامية مسؤولية كبرى في تنشئة الأجيال على القيم الراسخة والأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام. فالإسلام، بجوهره ومبادئه، يحمل في طياته الحلول لكافة التحديات الاجتماعية والأخلاقية التي يواجهها العالم اليوم. يجب أن تكون الحركات الإسلامية قدوة في العمل الصالح والسلوك القويم، مؤكدة على أهمية القيم كالعدل، الصدق، الأمانة، والرحمة في كل أفعالها وقراراتها.
تشييد جسور الفضيلة والعدالة
لإعادة النسيج الأخلاقي والقيمي، يجب على القائمين على الحكم من الحركات الإسلامية أن يعملوا على تشييد جسور الفضيلة والعدالة في المجتمع. هذا يعني تطبيق القانون بعدالة، وتوفير فرص متساوية للجميع، وحماية حقوق الإنسان، وكذلك العمل على إزالة أي شكل من أشكال الظلم أو التمييز.
تعزيز الوعي القيمي
من الضروري أن تعمل الحركات الإسلامية على تعزيز الوعي القيمي في المجتمع من خلال التعليم والدعوة. يجب أن تشمل المناهج التعليمية مواد تُعنى بتعليم الأخلاق الإسلامية والقيم الإنسانية العالمية، مع التأكيد على تطبيق هذه القيم في الحياة اليومية.
دور القدوة
للقادة والمسؤولين في الحركات الإسلامية دور كبير كقدوات يُحتذى بها. فالأفعال تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، والتزام القادة بالقيم والأخلاق الإسلامية في سلوكهم الشخصي والمهني يُعد أقوى دعوة للمجتمع لتبني هذه القيم
إعادة النسيج الأخلاقي والقيمي إلى المجتمع ليست مهمة سهلة ولا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها. إنها تتطلب جهداً متواصلاً، وصبراً، وإخلاصاً في النية والعمل. لكن بالتزام الحركات الإسلامية برسالتها، وبتعاون الجميع نحو هذا الهدف، يمكن تحقيق مجتمع متماسك يعلو فيه شأن الأخلاق والقيم.