سميرة الموسوي ||
لا تستعجلوا صبر الله فحكمته فوق إدراك العقول .
______
__ نصر الله؛ قضية إيمانية غيبية بالغة العمق يثبتها يقينك بأن أمر الله نافذ لا محالة ، وإن الله جل وعلا قد وعد الصابرين بالنصر ، وأن لهم الجنة ،ووعد الشهداء الذين يقاتلون ويقتلون في سبيل الله بالجنة ، وهو أقرب الينا من حبل الوريد ، ثم قال ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى .ثم يؤكد رب العزة : تلك من أنباء الغيب نوحيها اليك ما كنت لتعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين .
__ وحين تشتبك في ضميرك الشكوك وأنت الفقير لله إستعن بالصبر والصلاة وتمسك بقوة إيمانك ،وتذكر قول إمام المتقين عليه السلام : لو تكشّف لي الحجاب لما إزددت يقينا .وتذكر قضية غزة وكيف جاء طوفان الاقصى إستجابة للآية الكريمة : أُذن للذين يقاتَلون أنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير ، هكذا هو الوعد الإلهي ؛ المظلوم لا بد أن يثور ويضحي ولا حدود لتضحياته ،وعندئذ ينصره الله ،فالموت مكتوب على الانسان دون أن يتحدد له وقت أو يرتبط بمرحلة عمرية ، وأن موت المؤمن المقاتل من أجل الحق شهادة .
__ وقد تظن أن الانسان يترك على مجرد القول أنه ( مؤمن)عليه أن يقرأ قول العلي العظيم : أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . وقوله : أيحسب الانسان أن يترك سدى .وقوله : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين .وقوله : أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون .
__ النصر لا حدود للجهود المبذولة من أجله ولا لكمية الدماء المراقة له ، ولم يذكر لنا الله الحي القيوم زمنا محددا لنصره ، فهو جل وعلا لم يعدنا بكشف مكان وزمان نصره ، ولم يذكر لنا عدد الشهداء للنصر ؟ فكيف نسأل أو نتساءل : أين نصر الله ونحن مؤمنون ؟
__ الله السلام لا يترك عبده ،وهو يقسم للنبي صلى الله عليه وآله بالضحى والليل إذا سجى : (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ..) .
__ ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون .
__ ان لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
__ يقول النبي صلى الله عليه وآله ( ان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا ) .ويقول : قد يتأخر الفرج لا رضى عن ظلم ولا عدم رحمة بالمظلوم وإنما حكمة الله إقتضت أن الفرج يأتي عندما يبلغ الضيق ذروته والكرب غايته .
__ ولنا أمثلة حية من العصر الحديث أنار بها دروبنا الامام الخميني رحمه الله ، مستمدا إياها من منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
__ الامام الخميني هو أعظم ثائر في العصر الحديث ، ولقوة إيمانه بوعد الله بنصر المؤمنين وضع إيران كلها فداء لعزة الاسلام حينما نصبه الشعب الايراني قائدا للثورة وفوق كل السلطات ، فقد أعلن هذا الثائر المنقطع النظير أن هذه الثورة الاسلامية يجب أن تعم ودون أن يبالي بردة الفعل العالمية ، وبذلك وضع صوت الاسلام فوق كل صوت .
__ مئة مليون إنسان مؤمن بأن الله على نصرهم لقدير ولذلك هم الان جميعا بلا إستثناء يقفون فداء للحرية .
__ الامام الخميني حياته كلها سعي وصبر حتى تسامى أعظم ثائر إنساني في العصر الحديث .
يقول الامام الخميني :
** لا خشية من الشهادة .. الشهادة ميراث وصلنا من أوليائنا .
** الشهادة هي العزة السرمدية والحياة الابدية .
** النصر والغلبة لشعبنا .. الشعب يعتبر الشهادة سعادة .
__ هذا القائد ، حين مرت إيران ،وما زالت تمر بأخطر مرحلة وجودية، قال بثقة أيقضت العالم على حقيقة هذه الثورة وخطرها على الاستكبار العالمي : نحن لا نبالي إذا سفكت دماء شبابنا الزكية في سبيل الاسلام ،لا نبالي إذا أضحت الشهادة ميراثا لأعزائنا ،إنه الاسلوب المرجّى المتبع لدى شيعة أمير المؤمنين عليه السلام منذ ظهور الاسلام الى اليوم .
__ ومنذ يوم الثورة بدأ واقع الحياة الحرة الاسلامية الايرانية يشع بالوعي على العالم العربي وكان أشد تأثيرا على الفلسطينيين الذين كان لهم للحظ الاوفر من فكر الامام الخميني قدس سره .
__ وحين حمل الامام الخامنئي شعلة الحرية الكريمة الانسانية تواصلا مع القائد الراحل ورفيق دربه بدأ بدعم حركات التحرر في العالم وعلى رأسها حركات تحرير فلسطين حتى تسامى الدعم الى طوفان الاقصى الذي تحدى القوة الصهيونية التي أذلها الله بلحظات وتحدى الشيطان الاكبر ومعه كل الغرب الغادر ، وإن الله على نصر غزة لقدير .
__ وإن أعظم قائد مسدد الخطى اليوم يضع إيران كلها في دائرة الخطر كما وضعها الامام الخميني قبله من أجل الانسانية في سبيل دعم غزة وحتى يأذن العزيز الحكيم بنصرها المؤزر النهائي .
__ كل المؤمنين على يقين من النصر ومنهم غزة كلها ، وإيران كلها ومعهم القادة وإمامهم ، وسيد المقاومة ، والعراق وسوريا واليمن ولبنان، فمن ذلك الذي قنط فسأل أين نصر الله ونحن في جل النصر ؟
… سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق .