زيد الحسن ||
طلب أحد الخلفاء من شاعر أن يعطيه مثلاً يوضح فيه كيف يمكن للمرء أن يعتذر عن ذنب ارتكبه، وهذا العذر يكون أقبح من الذنب نفسه، فقال ذلك الشاعر: أمهلني بضعة أيام ،ومرت عدة أيام وبينما كان الخليفة واقفاً عند النافذة يتأمل الحديقة أمام قصره، اقترب الشاعر منه بخفة وضربه على قفاه، فالتفت إليه الخليفة ويده على مقبض السيف يستشيط غضباً، وقال: ويل أمك كيف تجرؤ على فعل هذا؟ قال الشاعر: لا لا تغضب كنت أظنك الملكة، (أي زوجة الخليفة) فقال الخليفة: ويلك أيها الفاسق وهل تجرؤ على فعل هذا مع زوجتي، فقال الشاعر: يا مولاي هذا هو المثال الذي طلبته مني عن العذر الأقبح من الذنب، فضحك الخليفة وعفا عنه ،يضرب هذا المثل لمن يأتي بفعل قبيح ثم يعتذر عنه بأمر أقبح منه .
مازالت قصة الجدار في البصرة نادرة من نوادر السخرية على السنة الناس ، الجدار الذي بني بمليارات الدولارات ليخفي بيوت الفقراء عن اعين زائري ملعب البصرة ، واليوم تعود الحكومة بقصة اشد قساوة واكثر ايلاماً للمواطن ، قصة لا سابقة لها في كتب التاريخ ابداً ، قصة هدر بالمال العام فضيع جداً ، والمشكلة ان هذه القصة ترتدي زياً رسمياً براقاً ذو الوان وطنية وله مقاسات اعد تفصيلها لبعض تجار السياسة ، قصتنا عن وثائق مليارات خصصت ( لترميم ) مقار ودور المسؤولين ، وليتها كانت ( بناء ) بدل ترميم ، لحاولنا ايجاد عذر نظراً لغلاء حديد التسليح ، فمصنع الحديد والصلب في البصرة ما زال ينتحب بوجع حاله كحال كل معاملنا و مصانعنا .
العذر جاء كالتالي ؛
أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية، أن العراق تقدم بطلب لاستضافة القمة العربية لعام 2025 في بغداد، موضحة الوثيقة المتداولة بشان مبالغ مالية ضخمة لتأهيل دور رئاسية.
وقال السيد المبجل في بيان إن العراق “قدم طلباً لاستضافة القمة العربية لعام 2025 في العاصمة بغداد”، عازيا ذلك إلى “استعادة دور العراق المستحق إقليمياً وعالمياً، وانسجاماً مع توجه الحكومة نحو تعزيز موقعه ونقل الصورة الحقيقية الإيجابية عنه”.
وأشار إلى أن الحكومة الاتحادية “تسعى إلى استكمال مقومات هذه الاستضافة، بما (يناسب الضيوف )من قادة الدول العربية، وفقاً للأعراف الدبلوماسية وبما يتلاءم مع مكانة البلد .
استحلفكم بالله الا يعرف قادة وشعوب الدول العربية بوضع العراق الاقتصادي ؟ ، بذمتكم هل تعتقدون ان ترميم بيوتا لهؤلاء القادة لتمضية يوم واحد فقط هو اهم من بناء بيوت للمواطنين يسكنونها طوال حياتهم ، بضميركم هل اكملتم بناء وطنكم لترسلوا استضافات لشرار القوم ؟ هل نسيتم مافعله هؤلاء الحكام بشعبكم ، ام علينا سرد تاريخهم الاسود معنا ، وهل قادة الدول ستصفق لكم ويشيدوا بكم ؟ ، كلا ابداً ، شعبكم و وطنكم اولى بهذه الاموال ، وطنكم احوج للبناء والترميم ، اعتذر قلت وطنكم فكثير منكم مزدوج الجنسية و الوطن .
الوطن وابناء الوطن بحاجة ماسة الى مدرسة في كل زقاق وفي حاجة ماسة الى مستوصف طبي في كل حي ، ابناءكم بحاجة الى عمل حقيقي وليس رعاية اجتماعية مضحكة ، عمل بمعاملنا ومصانعنا ومزارعنا ، وانتم ( تطبخون ) اولادكم على ناراً هادئة وتقيمون وليمة لحكام العرب ، ويحكم كيف تفكرون .