مازن الولائي
٢ شعبان ١٤٤٥هجري
٢٣ بهمن ١٤٠٢
٢٠٢٤/٢/١٢م
أنا عراقي ولي حدود وخرائط وعلم عليه عبارة الله أكبر، وسيادة ووجود قائم في برلمان ومؤسسات كثيرة، ما حاجتي أن أهتم بثورة إيرانية المنشأ والمكان!
هذا وغيره هو منطق البعض! البعض حتى ممن هم شيعة ويصلّون ويقفون على أبواب الحسين عليه السلام ويقرؤون زيارة عاشوراء الخطرة 《 يا أبا عبد الله انا سلم لمن سالمكم وعدو لمن عاداكم 》 .. وهؤلاء جزما قد التبس الأمر عليهم! وشطحت عقولهم عن فلسفة الوجود المبارك لمثل المعصومين عليهم السلام الذين أخذوا بأيدينا الى وطن هم من أسسه، وطن العقيدة والدين والتكليف والتضحية والشهادة في سبيل الله جل جلاله.
وطن ليس من تراب! ولا حدود له أو خرائط، بل مرتسم عقلي ونقش بماء الإيمان على صفحات القلوب التقوائية والنقية، عبارة “سلم لمن سالمكم” هويته وجوازه العابر للبشرية، والثورة الإسلامية المباركة واطلالتها على عالم من خنوع لترفع عنه كل أسباب الذل والهوان هي فيض من وحي عاشوراء التي جمعت كل بني الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم والممهد وهي – الثورة الإسلامية – في قلب زيارة عاشوراء “سلم لمن سالمكم” فكيف في ذكراها لا ينبض قلبي سعادة وهي تتخطة عامها ال ٤٥ في سلم من الصعود المتناسق مع منطق عشرات الروايات التي وردت عن من قال فيهم الكتاب الكريم ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب ٣٣ .
من هنا لم يترك سيدنا اليقظ وصاحب والبصيرة العبقري والفيلسوف محمد باقر الصدرقدس سره الشريف لم يترك الثورة منذ عرف قائدها روح الله حتى نحر نفسه فداء لها 《 إنّ الواجب على كلّ أحد منكم، وعلى كلّ فرد قدّر له حظّه السعيد أن يعيش في كنف هذه التجربة الإسلاميّّة الرائدة، أن يبذل كلّ طاقاته، وكلّ ما لديه من إمكانات وخدمات، ويضع ذلك كلّه في خدمة التجربة، فلا توقّف في البذل والبناء يشاد لأجل الإسلام، ولا حدّ للبذل والقضية ترتفع رايتها بقوّة الإسلام…
الشهيد الصدر سنوات المحنة و أيام الحصار، ص: 163 》.
“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..