أكدت وزارة الموارد المائية، اليوم الإثنين، إطلاق حملة واسعة لكري الأنهر وإزالة القصب من عمود نهر الفرات، فيما أشارت إلى أن الري الحديث يقلل الهدر المائي في الزراعة بنسبة تصل إلى 80%.
وقال مدير الموارد المائية في الأنبار، جمال عودة سمير، إن “نهر الفرات يعاني من الجفاف وقلة الإطلاقات المائية من المنبع؛ بسبب التقلبات المناخية ما أدى إلى استهلاك الخزين المائي في بحيرتي حديثة والثرثار اللتين تعتبران الشريان والخزين الأساسي لنهر الفرات داخل محافظة الأنبار”.
وأضاف سمير، أن “قلة الإيرادات المائية وصلت إلى أدنى مستوياتها للأعوام الأربعة الماضية على التوالي، من دول المنبع من تركيا وكذلك بسبب مرورها بسد الطبقة وسد تشرين في سوريا، لذلك فإن الحصص المائية لا تصل كاملة إلى العراق”، لافتاً، إلى أن “المدخل الرئيسي لنهر الفرات في القائم لا يكاد أن يوفر أكثر من 200 متر مكعب في الثانية، وهذه ليست الحصة الحقيقية حسب الاتفاقات بين تركيا وسوريا”.
وأكد، أن “وزارة الموارد المائية اتخذت عدة إجراءات صارمة، منها نظام المراشنة بين الفلاحين، وكذلك توزيع الحصص المائية في عمود نهر الفرات بين المحافظات بالتساوي وحسب المساحات الزراعية، وكذلك الاستهلاكات المنزلية والبلدية والصناعية”.
وتابع، أن “هناك مباحثات مع تركيا على أعلى المستويات من قبل رئيس الوزراء، ووزارتي الموارد المائية والخارجية”، معبراً عن “أمله بأن تحل مشكلة المياه، وتأمين الحصة المائية للعراق، لسد النقص الحاصل في الخزانات الإستراتيجية، مثل بحيرة الحبانية”.
وواصل حديثه: “نأمل أيضاً زيادة الإطلاقات من تركيا وصولاً إلى سوريا، ومن ثم إلى القائم ليصل إلى 450 متراً مكعباً في الثانية، حيث ستؤدي هذه الزيادة إلى تعزيز الخزين الإستراتيجي وعبور موسم الجفاف في الموسم الشتوي واستغلالها في الموسم الصيفي المقبل”.
وبين سمير، أن “محافظة الأنبار تعتبر المدخل الرئيسي لنهر الفرات في العراق، لذلك لها حصة مائية مقدرة من قبل المركز الوطني، كذلك تقوم الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل، ومنها مديرية الموارد المائية في الأنبار بتوزيع الحصص المائية على الفلاحين في أيمن وأيسر نهر الفرات من مؤخر سدة حديثة إلى سدة الفلوجة ومن ثم إلى سدة الهندية نزولاً إلى البصرة”.
ولفت، إلى أن “كل محافظة لها حصة معينة حسب النسب والطاقة السكانية، وكذلك المساحات الزراعية والاستهلاكات المختلفة”، مبيناً، أن “الوزارة تبذل جهوداً كبيرة بالتحول من الري السيحي القديم، والذي يستهلك كميات كبيرة من المياه باستبدالها بطرق الري الحديثة، أي كفاءات النقل وكذلك قلة التبخر وكفاءات الإنتاج، بواسطة استخدام مرشات الطرق الحديثة العالية التي تستخدمها الدول المتقدمة والمتطورة”.
وأشار، إلى أن “هناك توجيهاً من رئيس الوزراء، بضرورة الاستغناء عن نظام الري السيحي القديم، والذي يستخدم القنوات الإروائية ويستهلك كميات كبيرة من المياه”، مؤكداً “ضرورة توفير السيولة المالية، في الموازنة الاتحادية والتحول من الري القديم إلى الري الحديث باستخدام المرشات”.
ونبه، إلى أن “هذا سيؤدي إلى تقليل الهدر المائي في الزراعة بنسبة من 60 إلى 80 بالمئة”، موضحاً، أن “الوزارة بجميع تشكيلاتها وأصنافها، تقوم بحملة واسعة لكري الأنهر وإزالة القصب من عمود نهر الفرات وتوفير الحصص المائية للإسالات وسد النقص الحاصل في المياه”.
وتابع، أن “الوزارة اتخذت عدة إجراءات احترازية منها تحويل جزء من مياه بحيرة الثرثار، عن طريق قناة الثرثار ومن ثم ناظم التقسيم، ومن ثم نهر الفرات مقدم سدة الفلوجة، وعدم استهلاك كميات كبيرة من بحيرة حديثة، كونها تعتبر الشريان الرئيسي لمحافظة الأنبار ابتداء من حديثة ونزولاً إلى الحبانية”، منبهاً، إلى أن “الوزارة تحاول الحفاظ على القدر اليسير من المياه الموجودة في بحيرة حديثة وعدم استهلاكها بالكامل”.