السعودية والمراهنة الخاسرة للتطبيع مع اسرائيل

أ.د.جاسم يونس الحريري

قال وزير الخارجية الأميركي(( أنتوني بلينكن)) الثلاثاء الموافق 6/2/2024 إن ولي العهد السعودي ((محمد بن سلمان)) أكد على اهتمامه في إقامة علاقات مع ((إسرائيل)) لكنه يريد وضع حد لحرب غزة ومسارا نحو دولة فلسطينية.وصرح بلينكن أمام صحافيين في الدوحة غداة اجتماع مع محمد بن سلمان في الرياض “في ما يتعلق تحديدا بالتطبيع، كرر ولي العهد اهتمام السعودية البالغ في السعي نحو تحقيق ذلك” مضيفا “لكنه أوضح أيضا ما قاله لي من قبل، وهو أنه من أجل القيام بذلك، لابد من أمرين، إنهاء النزاع في غزة ومسار واضح وموثوق ومحدد زمنيا لإقامة دولة فلسطينية”.
تحليل وأستنتاج:-
————–
1.السعودية بملكها وأميرها جادين بالتطبيع مع((اسرائيل))ولم يصبح الامر سريا أو فيه غشاوة ففي أكثر من لقاء أكد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أستعداد السعودية الاستمرار في مفاوضات التطبيع مع((اسرائيل)) وفي سبتمبر 2023، قال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الاميركية، إن تطبيع السعودية مع ((إسرائيل)) “يقترب كل يوم أكثر فأكثر”، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من منبر الأمم المتحدة، أن بلاده على “عتبة” إقامة علاقات مع المملكة الخليجية.لكن الغريب في الامر أن التعامل السعودي مع ملف التطبيع مع ((اسرائيل))أنتابه نوع من التكتيك السياسي المبني على قياس ردود الفعل الداخلية والاقليمية وحتى الدولية لهذه الخطوة ورات القيادة السعودية أن أحسن تبرير للولوج في ملف التطبيع مع ((اسرائيل))الادعاء أنهم يريدون ربط ذلك بملف أنتهاء حرب غزة والانتظار لما ستؤول اليه هذه الحرب العدوانية الاسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني، وأقامة الدولة الفلسطينية.
2.تدرك المملكة العربية السعودية أن تطبيعها مع ((اسرائيل))سيؤدي في النهاية إلى تقويض شرعيتها على أيدي الشعب الذي يرفض مجرد فكرة التطبيع والتعايش مع “إسرائيل” مطلقاً، ماعدا ((وعاظ السلاطين))وهي تمارس المناورة مع واشنطن مع أقتراب الانتخابات الامريكية والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024. لعلها تثير أهتمام واشنطن،لإدراك المملكة أن الإدارة الأميركية لم تعد المظلة الأمنية الحامية لها، ولذلك أستدركت الامر مع ايران ووقعت معها أتفاقية لاعادة العلاقات معها وتصفير المشكلات معها في العاشر من مارس2023.بالرغم أن بايدن قد صرح في أكتوبر 2023، أن جزءا من أهداف هجوم حماس على ((إسرائيل))، كان “لإحباط جهود إسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية”.
3.السؤال الذي يفرض نفسه:- اذا طبعت السعودية علاقاتها مع((اسرائيل))هل سيثور الشعب عليها أم سيرضى بما تبناه ولي العهد السعودي للتطبيع مع ((اسرائيل))من باب اطاعة ولي الامر لاسيما أن البحرين والامارات طبعتا العلاقات مع ((اسرائيل))ولم يثور الشعبين البحريني والاماراتي على حكامهم؟الجواب على هذا التساؤل نعم يمكن ان يثور الشعب في السعودية اذا طبع الحكام السعوديين مع ((اسرائيل))وسيشهد الداخل السعودي أضطرابات غير متوقعة ليس كما متوقع من المعارضين السعوديين وأنما من الشباب السعودي المتعاطف مع الشعب العربي الفلسطيني ويتابع المجازر الهمجية وحرب الابادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي المجرم ضد الشعب العربي الفلسطيني الصامد ،وهذا ماأكده الباحث الامريكي المعروف ((توماس فريدمان)) الذي تناول مقال رأي له في صحيفة ((نيويورك تايمز))،نشر في ديسمبر2023مصير ملف محادثات التطبيع بين المملكة العربية السعودية و((إسرائيل))، الذي كان قد وصل لمراحل متقدمة قبل أن تشن حماس هجومها ((طوفان الاقصى))على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر2023. “وجود انطباع قوي للغاية بأن السعوديين يريدون من الأميركيين إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لأن صور الموت والدمار في غزة يمكن أن تؤدي إلى تطرف سكانهم من الشباب”.ويؤكد الكاتب الأميركي أن “القادة في السعودية ليسوا متعاطفين على الإطلاق مع حركة حماس، ولن يشعروا بالحزن في حال اختفت من الوجود، إلا أنهم يشككون في الوقت ذاته في قدرة إسرائيل على القضاء عليها بشكل نهائي ويشعرون بالقلق من أن الضرر الذي يلحق بغزة سوف يؤدي إلى تفاقم العواقب السيئة غير المقصودة”.ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن “الخبر السار يتمثل في أنه قبل بضعة أشهر، أجرت الحكومة السعودية استطلاعا خاصا لسؤال السعوديين عن شعورهم تجاه التطبيع مع إسرائيل، إذا جرى في سياق الدعم السعودي لإقامة الدولة الفلسطينية”.ينقل الكاتب عن مسؤول مسؤول كبير القول إن “70% من المستطلعة آرائهم وافقوا على ذلك”.أما الخبر السيئ، وفقا للكاتب، فإن المسؤول ذاته أبلغه أن “الحكومة السعودية لن تجرؤ على إجراء هذا الاستطلاع اليوم بالنظر إلى الصور القادمة من غزة الآن”.

شاهد أيضاً

العراق يوقع مع كوريا عقد شراء طائرتين لمكافحة الحرائق

وقعت وزارة الداخلية، مع كوريا الجنوبية عقد لتجهيزها بطائرتين لمكافحة الحرائق. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *