يرى باحثون سياسيون أن القوى التي تتهيأ في أفغانستان لملئ الفراغ الذي سيحصل بعد الانسحاب الامريكي هي متقاربة بالاساس ضد الهيمنة الامريكية وضد المشروع الامريكي.
ويضيف باحثون سياسيون بأن هذه القوى تتمثل في ايران وروسيا والصين التي تكون دول فعالة في آسيا الوسطى مشيراً الى أن الدور الباكستاني في افغانستان سيتعزز او ستحاول أمريكا على تعزيز هذا الدور لكن هناك تقارير تتحدث بأن العلاقات الامريكية – الباكستانية ليست على ما يرام مشيرين الى أنه كان هناك تنسيق استخباراتي عالي بين الطرفين خلال فترة محاربة تنظيم القاعدة وغيره في افغانستان لكن هذا التنسيق تراجع كثيراً بعد قيام أمريكا بتنفيذ اكثر من غارة دون اذن الحكومة الباكستانية حيث ادى هذا الموضوع الى خلل في العلاقات.
ويشدد باحثون سياسيون على ان اداء طالبان في المستقبل مهم جدا لأن لأجل ان يكون ملئ الفراغ فاعلاً لأطراف المحور الاساسية( ايران – روسيا – الصين) لا يمكن ان يتم وان يصل الى نتائج هامة على مستوى انهاء النفوذ الامريكي في المنطقة ما لم يكن هناك تعاون جدي من طالبان.
ويؤكد باحثون سياسيون على الانسحاب الامريكي العلني والرسمي لا يعني بالضرورة انكفاءاً سياسياً طول السنوات الاخيرة باعتبار بأن الولايات المتحدة الامريكية لديها ادوات متعددة تستعملها في اكثر من مكان في العالم.
من جانب آخر يقول محللون سياسيون أن الأمركيين احتلوا افغانستان بهدف البقاء كما خططوا لهذا الهدف في العراق ليكون مقدمة للهجوم على ايران.
ويضيف محللون سياسيون بأن الأمريكيين اليوم يريدون الخروج من افغانستان سواء بحصول توافق او عدم حصوله ليتركوا الساحة لطالبان لكي تعمم سلطتها على كل افغانستان مشيراً الى وجود قوة طالبان على الارض الواقع.
ويصرح محللون سياسيون بأن الامريكيين اتفقوا مع الاطراف الافغانية لضمان خروج آمن من افغانستان مضيفاً بأن المسؤوليين الامريكيين يؤكدون خروجهم من افغانستان حتى نهاية الشهر الحالي.
ويشكك محللون سياسيون حول قدرة جماعة طالبان على تشكيل الحكومة لوحدها وتعميمها وايجاد وحدة الصف بين المكونات الافغانية حيث تسعى الحكومة الامريكية لتفريق الناس واعادة الخلافات السابقة وتحريضهم على البعض.
بدوره يؤكد اعلاميون على عدم وجود اي فراغ سياسياً وحضورياً في افغانستان نتيجة الانسحاب الامريكي حيث تقوم قوة بملئ الفراغ عادة عندما يحدث ذلك.
ويضيف اعلاميون بأن الإنسحاب الامريكي من افغانستان يطرح علامات استفهام كثيرة حول طبيعة وهدف هذا الانسحاب انطلاقا من الوثائق الامريكية والاعلام الامريكي حيث تقول الادارة الامريكية برمتها بأن الصين هي الخطر الاولى للولايات المتحدة من بعدها روسيا وايران ويجب ان ناخذ بعين الاعتبار هذه الاهداف خلال انسحاب الولايات المتحدة من افغانستان .
ويتابع اعلاميون بأن قوة متداخلة في حركة طالبان تسعى في أفغانستان لإعادة تشكيل الدولة انطلاقا من موازين تركتها الولايات المتحدة ولا يمكن ان تنسحب أمريكا وتسيطر طالبان على افغانستان خلال ساعات مضيفاً بان الصراع في افغانستان سيحتدم من اجل تشكيل قوة تستطيع لاحقا ان تنفذ المخطط الامريكي المرسوم لتلك المنطقة بازعاج الصين من الامتداد الى خط الحرير.
ويقول اعلاميون باننا لاحظنا محاولة الولايات المتحدة الامريكية شق العلاقة الجيدة بين باكستان والصين حيث تهتم باكستان بحركة طالبان اكثر من اي دولة آخرى كما أن أمريكا تسعى الدخول الى دول آسيا الوسطى بالقوة.
ما رأيكم:
کیف یبدو المشهد في اسيا الوسطى بعد انسحاب أميركا من افغانستان؟
هل أصبحت منطقة متعددة الاقطاب تتقدمها الصين وروسيا وشركائهما؟
ما مصير الهيمنة الاميركية على النظام العالمي نتيجة المبالغة بتقدير القوة؟
ماذا يعني رفض موسكو وجود الجيش الاميركي في اسيا الوسطى بعد انسحابه؟
المصدر: قناة العالم.
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني [email protected]