لقد وقعت الأمة الإسلامية تحت خطة ممنهجة في إبعاد المسلمين عن قادتهم الشرعيين ومن ثم ضياعهم في وحل الجهل والفتن والتشتت والضعف ، وقد نفذ هذه الخطة وأشرف عليها الحكومات المتعاقبة التي تريد الحفاظ على مناصبها وسطوتها واتخذت من العلماء كأدوات لتحقيق أهدافها ، فكان العلماء صنفان أما الصنف الأول : فيقوده التعصب والتطرف وأما الصنف الثاني : حبه للمال والشهرة والسلطة .
فهذا المثلث الشيطاني الذي أبعد الأمة عن قادتها وشتت جمعها ودفعها للتشرذم والضعف ، فكان هذا الثلاثي يعمل بصورة متوازنة في تثبيت ما يريدونه من معلومات في عقول الناس ، من خلال قلب الحقائق وجعل الحق باطلا والباطل حقا والشجاعة جبن وحب الأوطان خيانة والفساد صلاح والكذب صدق والضعف قوة والجهل علم والإيمان كفر والصحيح خطأ والإسلام ارتداد والتوحيد شرك ، فكان المسلمون الذين رفضوا بيعة ابي بكر لأنهم قد أعطوا البيعة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في يوم الغدير بوجود رسول الله صلى الله عليه واله أصبحوا مرتدين ويجب قتلهم والزنا بنسائهم وهذا ما فعله خالد بن الوليد بالصحابي الجليل مالك بن نويرة وزوجته ، وكل من نطق بالحق وحدَّث الناس بفضائل علي بن ابي طالب عليه السلام يجب ان يحذف من بيت المال او يسجن او يشرد او يقتل تحت عنوان تفريق جمع المسلمين وهكذا نُفيَّ ابا ذر وضرب عمار بن ياسر وقتل حجر بن عدي الكندي ورشيد الهجري وميثم التمار والكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وعلماء الأمة وقادتها ، وما معركة عاشوراء إلا اوضح مثال على منهجية عمل المثلث الشيطاني الذي قال أن الامام الحسين عليه السلام خارجي خرج على طاعة الخليفة يزيد فقُتل بسيف جده رسول الله صلى الله عليه واله وأصبح كل من يسير على طريق رسول الله صلى عليه واله ويتبع أمير المؤمنين عليه السلام رافضي مشرك يجب أن يقتل وهكذا قتلت الحكومات الجائرة ألاف المسلمين تحت هذا العنوان علماً ان أصحاب المذاهب الأربعة جميعهم قد تتلمذوا أما مباشرةً او غير مباشرة على يد إمام الرافضة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، وأستمر القتل والتنكيل والسجن والتشريد لكل من يتبع أهل البيت عليهم السلام حتى أروت دماء الشهداء أراضي البلاد الإسلامية الشاسعة ، وأصبح نصير الدين الطوسي العالم المعجزة الذي نقذ بيت الله من التدنيس والكثير من العلماء وحافظ على ألاف الكتب القيمة التي اصبحت مفخرة الحضارة الإسلامية من الإجرام المغولي خائناً أو الوزير بن العلقمي الذي أراد المحافظة على بغداد وأهلها ولكن رعونة المستعصم وانغماسه بالملذات قد دفع المغول للسيطرة على بغداد وتدميرها وقتل أبناءها ومات الوزير الوفي والشجاع حزناً على سقوط بغداد يصبح خائناً وهو الذي أعطى مفاتيح بغداد لهولاكو . وغيرها من مئات المواقف والحوادث الشريفة والوطنية قلبتها أقلام السلطة ووعاظ السلاطين أو المواقف الإجرامية التي عاثت في الأرض الفساد قد جَمّلتها هذه الأقلام كأجرام صلاح الدين الأيوبي بمصر الفاطمية التي عمل بها المجازر بالمصريين وقام بإجرام يندى له الضمير الإنساني فقتل الحرث والنسل وحرق المكاتب والكتب القيمة التي لا مثيل لها ورمى بأكثر من مليون كتاب في نهر النيل حتى أصبح لون ماءه أزرقاً بسبب حبر الكتب ولكن اقلام الطائفية والسلطان تحول هذا المجرم الى بطل إسلامي كبير ، وهذا المثلث الشيطاني قد غسل عقول الناس ووضع في هذه العقول ما يريد من معلومات وأفكار حتى أصبح أكثر المسلمين كالدمى يحركها المثلث الشيطاني ( الحكومات ، علماء طائفيون ، علماء مال وسلطة) نتيجة تزوير الحقائق والكذب بصورة لا تعقل حتى اًصبحت عقيدة اكثر المسلمين في السمع والطاعة لولي الأمر براً كان أو فاجرا وهذه أهم عقيدة يتناقلها وعاظ السلاطين من على منابر المسلمين.