خضير العواد
لقد أظهر طوفان الأقصى حقائق الأمور ومواقف الأمة ( حكام وعلماء وعامة) من مجازر يندى لها جبين البشرية ومن دمار قل نظيره في زمن الحريات والديمقراطيات والحقوق والقوانين ، حتى اصبح الشعب الفلسطيني في غزة مجرد ضحايا تأتيهم آلات القتل والإجرام الإسرائيلي في كل وقت ومكان وليس هناك مكان آمن يأوون إليه فكل شيء في غزة معرض للقتل والدمار ، ويطبق عليهم الحصار الشامل والمتكامل الذي لا يخرقه طيرٌ طائر حتى أصبح هذا الشعب على حافة المجاعة ، والأمة قد أدارت بظهرها وأغمضت عيونها وأصمت آذانها بل بعضها وقف يسند القتلة والمجرمين في إطباق الحصار على الشعب الفلسطيني او صد الصواريخ اليمنية التي تريد تدمير المدن الصهيونية او من يرسل لهم السلاح والطعام والنفط وغيرها من مستلزمات الحرب والحياة إلا القليل ممن نذر نفسه في نصرة الإسلام والمسلمين ، وقد سجلت المواقف بالصوت والصورة والدموع والدماء والتضحية والفداء ، فهل ستُزور كتابة التاريخ كتّاب الزور من علماء او مثقفين تدعمهم حكومات الظلم والجور كما زَوّر التاريخ أجادهم من قبل ، فهل سيكتبون أن الحكومة المصرية قد قاتلت من أجل إيصال السلاح والطعام والماء والمستلزمات الطبية للشعب الفلسطيني ويصبح السيسي مثل صلاح الدين الأيوبي ؟؟؟؟ أو الحكومة الأردنية التي من خلالها يرسل السلاح والمواد الغذائية وغيرها من مستلزمات الحرب والعيش الى إسرائيل ابطال ووطنيين قد دافعوا عن حياض الأمة والتضحية من أجل الشعب الفلسطيني والحكومة السعودية التي تقدمت ودافعت عن الكيان الصهيوني ووقت هذا الكيان من الصواريخ اليمنية فتصبح كالخلفاء الذين ضيّعوا حقوق المسلمين وحكّام الإمارات الذين لم يتركوا شيء إلا وفعلوه من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني ولم يخفوا شيء بل يعملون بالمكشوف ويصرحون بأعلى صوتهم أن الحق مع الكيان الصهيوني والمعتدي هم الفلسطينيون فقدموا كل ما يحتاج الكيان الصهيوني فهل سيصبح حكّامهم كخالد بن الوليد سيف لم يعرف إلا دماء المسلمين ، اما علماء الأمة فقد ضيعوا الطريق وتاهوا في ملذات المال والسلطة والشهرة إلا القليل منهم ، فمنهم من رفض حتى الدعاء للفلسطينيين ومنهم من رفض التحدث عن إجرام بني صهيون بحق أطفال ونساء وشيوخ أهل غزة وبعضهم بقى متفرجاً والبعض الأخر أكتفى بالبيانات والشجب والرفض والأمة التي يقودها هكذا علماء وحكّام ماذا عساها أن تفعل فبقيت أغلب الشعوب العربية لا تقدم شيء حتى النزول الى الشوارع أصبح شيء مفرح لقلته وندرته إلا بعض الشعوب ، فماذا سيكتب المزوّرون عن هكذا علماء وشعوب هل كانوا علماء جهاد لم يناموا على فراش بل التحفوا التراب نصرةً لأخوتهم في فلسطين وقدموا التضحيات والشهداء قوافل قوافل ؟؟؟ وماذا سيكتب التاريخ عن حكومات وشعوب قدموا كل ما يملكون من سلاح ومال وشباب وسلام وأمان من أجل دعم أخوتهم في فلسطين ، فهذا اليمن السعيد بكل شعبه الآبي البطل الموالي لأمير المؤمنين علي عليه السلام قد نهض وأغلق البحار ومنع كل سفينة تريد الذهاب للكيان المحتل ودمر سفن الأمريكان والبريطانيين وقذف بصواريخه على قواعد الكيان الصهيوني حتى جعل العالم في حيرة الأمر وخطورة الموقف وهؤلاء شباب حزب الله شباب المقاومة الشجعان الذين أذاقوا الجيش الإسرائيلي الويلات ودمروا كل قواعده وشردوا جميع المستوطنين من المناطق الحدودية وجعلوا مدنهم خاوية على عروشها وأما شباب العراق أبناء الإمام علي والحسين عليهما السلام فقد أرعبوا القوى الكبرى أمريكا فقصفوا قواعدهم وقتلوا جنودهم ولم تبعد مدن الكيان الصهيوني عن صواريخهم ومسيراتهم وأما الحكومة الإيرانية وشعبها فقد قدموا كل الدعم للمقاومة الفلسطينية من سلاح وعتاد وبناء أنفاق وتدريب حتى جعلوا المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة مفخرة الشعوب في القتال والجهاد ، وهذه الجبهات جميعها قدمت الشهداء والتضحيات وهي مستمرة في دعم فلسطين وشعبها بكل ما يحتاج له طوفان الأقصى من سلاح ومال وأنفس وإعلام ، وهل ستُزَوّر هذه المواقف الوطنية المشرفة للموالين لأهل البيت عليهم السلام كما زُوّر التاريخ في مواقف أجدادهم الوطنية والإسلامية الشريفة فأصبحوا خونة وكفار ومشركين ومرتدين ورافضة يجب قتلهم ، وهل وجود الأدلة بالصوت والصورة التي غطت كل أحداث معركة طوفان الأقصى قد تفشل عمليات التزوير وتجعل الأمة تنتفض على الواقع الفاسد الذي خلقه المثلث الشيطاني ( حكام وعلماء طائفيون نواصب وعلماء يحبون المال والسلطة والشهرة) وتعرف الحق وأهله .