انهيار اميركا .. استقلال تكساس، الفأس الذي سيطيح بالرأس!

سعد صاحب الوائلي

لسنا في وراد التوقيت في موضوعة الانهيار الأميركي ومتى سيبدأ او متى سيحدث، غير ان هناك لوازم عديدة، ومقدمات كثيرة، على ما يبدو بدأت بالشروع والتحرك بقوة.
لو ذهبنا الى إحدى خوارزميات الذكاء الصناعي الراهنة، ومسكنا لوحة المفاتيح، ووضعنا جردة بحجم العوامل التي تتعرض لها واشنطن حالياً ، فمؤكد ان تلك الخوارزمية ستخرج بنبؤة معينة مثيرة لجميع الحسابات السياسية. دعونا نعدد في هذه القائمة ونضع الآتي :
1= إنجازات دول البريكس في التحرر من تبعة الدولار، بما يضع تبعةً عظمى على الولايات المتحدة الأميركية ومستقبلها المهتز، ولربما اطلاق (عملة موحدة) لدول البريكس ستكون القشة التي ستقصم ظهر الاقتصاد الأميركي.
2= الحرب الأوكرانية الروسية، وما تجره من ضغوط واستنزاف اقتصادي هائل للخزين الأميركي ولخزين الناتو، ناهيك عن الفشل المتوالي في جبهات المواجهة والانتكاسات المتعاقبة التي يتلقها زيلنسكي والجيش الأوكراني في هذه الحرب التي أصبحت عبئا هائلا على واشنطن لا تدري كيفية الخلاص منه.
3= الحرب الإسرائيلية على حماس في غزة، وما تشكله من استنزاف مستمر ومتواصل للخزانة الأميركية نتيجة الدعم المتواصل لتل ابيب في حربها ضد غزة، ناهيك عن مسلسل الفشل الذريع لنتنياهو وجيشه، وإخفاقه في انهاء هذه الحرب وعدم تحقيقه ما توعد به بالقضاء على حماس.
4= التضييق الاقتصادي المهول الذي تتعرض له اميركا جرّاء وقوف الحوثيين في اليمن بالمرصاد لشريان التجارة الإسرائيلية بشقيها واردةٍ وصادراتٍ وفشل تحالف(حارس الازدهار)، بما يشكِّلُ عبئاً مضافاً على الاقتصادي الأميركي كونه الداعم الرئيس لإسرائيل التي تتلقى ضربات الفشل المتتالية نتيجة حربها في غزة، ناهيك عن استعارة قوى تيار المقاومة في المنطقة للتجربة الحوثية، حيث باتت صواريخ المقاومة العراقية مثلا تصل الى ميناء اشدود الإسرائيلي على البحر المتوسط، في نقلة نوعية في ضغوط المعركة ضد إسرائيل والقواعد الاميركية بالمنطقة، كذلك رضوخ واشنطن بفعل ضغوط المقاومة العراقية الصاروخية لقبول الاتفاق مع بغداد على وضع جدول زمني لانسحاب ما يسمى بقوات التحالف الدولي الذي تقوده من الاراضي العراقية.
5= مواقف منظمة الأوبك، وبعض الانعطافات في سياساتها التي جاءت بخلاف الإرادة الأميركية، ما يقود لإستمرار مسلسل خفض معدلات إنتاج النفط بالضد من الطلبات والضغوط الأميركية الإسرائيلية، بما يشكل حالة عدم انصياع نفطي بدأ يتعاظم يومياً وضغوط مناطقية للخروج من الشرنقة الأميركية التي كانت تحيط بأوبك وتفرعاتها، ما يعني المزيد من الضغوط المستجدة والهائلة على الاقتصادي الأميركي، وبالتالي تنامي حالة فقدان اميركا لحلفائها بالمنطقة.
6= تعاظم النقمة الشعبية العالمية واستمرار حدة التظاهرات الجماهيرية الغاضبة والحاشدة في عواصم عالمية كثيرة ضد الولايات المتحدة وتزايد حالات النفور العالمي من السياسات الأميركية الداعمة للمجازر الإسرائيلية في غزة، ومساندتها علانية للابادة الجماعية التي تمارسها تل ابيب ضد المدنيين الفلسطينيين، بما يشدد من العزلة الدولية وتفاقمها ضد واشنطن واسرائيل.
7= قرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة ضد إسرائيل أسهمت في التأسيس لعزلة دولية جديدة ضد إسرائيل وحضنها الاوسع الولايات المتحدة ، وبما يقود لانحسارٍ في التيارات الاقتصادية والشركات الدولية التي تتعامل مع الكارتلات الأميركية والإسرائيلية.
8= تفاقم النقمة الشعبية في الداخل الأميركي نتيجة تدني مستويات المعيشة، وتعاظم معدلات الضرائب المستقطعة من المواطنين دونما جدوى او مبررات مقنعة للمواطن الأميركي البسيط، حيث درج دافعو الضرائب على تمويل جميع الحروب الأميركية الفاشلة في أفغانستان والعراق وسوريا بالاكراه، وراهناً في أوكرانيا وإسرائيل، بما يوجد طوفاناً من النقمة لدى هؤلاء من دافعي الضرائب بالداخل الأميركي.
9= نجاح المنهجية الإيرانية في تعاطيها مع دول المنطقة، يقابلها فشل سياسات الإدارات الأميركية في التعامل مع طهران وعواصم المنطقة، حيث باتت النتائج تقود لتعاظم الدور الإيراني حتى غدت قوة إقليمية ودولية يحسب لها الف حساب في اجندة القرارات الدولية ناهيك عن القرارات الأميركية الداخلية.
10= واخيراً، ما يجري في ولاية تكساس الأميركية من احداث مستجدة عظيمة التأثير، حيث تتضاعف وتتنامى مخاوف حقيقية من اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة على خلفية إرسال قوات من الحرس الوطني للولايات الجمهورية إلى ولاية تكساس، في تحدٍ لإدارة الرئيس جو بايدن والقوات الفدرالية. إذ بدأت عدة ولايات يقودها الجمهوريون في إرسال أفراد من الحرس الوطني قبل أشهر لمكافحة تزايد موجات المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وما اعقبه من تعهد حكام جمهوريون من 25 ولاية (نصف الولايات الخمسين) بتقديم دعمهم لحاكم تكساس (غريغ آبوت) والسلطة الدستورية في الولاية للدفاع عن نفسها ، بما في ذلك وضع أسوار الأسلاك الشائكة لتأمين الحدود ضد ما وصفه أبوت نفسه بأنه “غزو” المهاجرين لولايته. ولعل قرار المحكمة الأميركية العليا الأخير القاضي بالسماح للمسؤولين الفيدراليين بإزالة أجزاء من حاجز الأسلاك الشائكة الذي أقامته تكساس على طول الحدود مع المكسيك ، كل ذلك فاقم من مستوى الدعوات لانفصال تكساس عن الولايات المتحدة الأمريكية، ولربما يفجر صاعق حربٍ أهليةٍ شعواء، في إستعادةٍ ذهنيةٍ لإرهاصات الحرب الاهلية الأميركية الدامية.
وبقراءة، فلعل، شرارة (الانهيار الأميركي) قد تكمن بموارد عدة، قد يكون أحدها تمكن الحوثيين او بعض قوى المقاومة بالمنطقة من اعطاب او اغراق او إجبار احدى حاملات الطائرات الأميركية على الانسحاب من المنطقة، أو لإعادة تموضعها او إخراجها من الخدمة. أو لعل الصاعق يكمنُ بشرارةِ حربٍ اهليةٍ تندلع في الداخل الاميركي، او ربما يكمن الصاعق في تصرفات حمقى في البيت الابيض يرتجلون قراراتٍ تقود بالولايات المتحدة وحلفائها للتورط بأتون حرب شرق اوسطية جديدة لا يعرف عقباها. والله بالغ امره.

شاهد أيضاً

وزارة الداخلية : إصدار أحكام الإعدام بحق (82) تاجر مخدرات في العراق

كشفت وزارة الداخلية تفاصيل عملية الردع الرابعة الخاصة بمكافحة المخدرات والتي أطاحت بـ116 متاجرا دوليا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *