د.أمل الأسدي
إليكَ أيها الأب الرحيم، حين نكتب إليك تسبقنا دموعنا مهرولةً، فنذكر اسمك أولا ونتنفس التوحيد، ونذكره ثانيا ونتنفس “محمد” ، ونذكره ثالثا ونتنفس العرااااق!
حبيبنا، أيها القريب من أوجاعنا، كم استدعينا اسمك؟
كم قوينا باسمك؟ كم صبرنا به؟ كم ظفرنا به؟
أيها الإنسان، أينما تمر كفّك يبزغ النخيل!
أيها الأخضر المنزوع الخريف!
في بيوتنا الصغيرة أو الكبيرة لم نتخل يوما عن ذكرك، فأولی خطوات الأطفال تبدأ باسمك.. إذ يعلّم الأهل أطفالهم التمسك بالأبطال، الشجعان، المخلصين، حتی يشقّوا طريقهم، فتمد الأم أو الجدة يديها للطفل وتقول:
گول يا الله… يا محمد .. ياعلي
فينشأ الطفل وهو متسلِّح بكم
وتبقی هذه الأسماء معه في كل أيامه، وكل مواقفه!
وفي أيام الخوف والجوع والملاحقة ، أيام البعث؛ لم نترك ذكرك وإن كان يكلّفنا الحياة!
فنری أمهاتنا يحرقن كتب الأدعية ويرددن:
وينك ياصاحب الغروب وياعلي المندوب!
ونسمع أمهاتنا يرددن:
ياعلي يابو الحسن
يامجابل الحله
حليت كل مشكله.. مشكلي حله!
هل يعلم الناس أننا انتصرنا باسمك؟
فقد ذكرك الرسول(صلی الله عليه وآله) في” أحد” وصاح: مدد.. يا علي مدد!
فكيف لاينادي الحشد: ياعلي مدد!
وحين تحلّق الطائرة الشيطانية فوق رؤوسهم، ترتفع الأصوات بالمدد… يا علي مدد!
سيندحر الشيطان ويبقی المدد!
فأنتَ هويتنا..
في كل مكان.. قد يصعب تحديد الهوية إلا في العراق، هوية الناس، هوية الحياة، هوية النخيل الكريم، هوية الأنهار العذبة، هوية الوجوه العاشقة!
هوية التراب ورائحته..
إلا في العراق فالهوية ” علي”
إلا في العراق فالهوية” الله، محمد، علي”
حتی في الملاعب.. ينادي الجمهور:
الله ومحمد وعلي والحسين ويانا!
نعم.. هم معنا
هم في قلوبنا
أنتَ ياعلي معنا..
وبالعامية العراقية نگلك:
ترضه ما ترضه بينا يابو الحسن.. احنه مچلبين بعباتك!
فكلّ عام وأنتم تعشقون “علي”