“سيدة القضاء الدولي”.. امرأة هزت عرش الإرهاب الصهيوني

تجمعت حشود كبيرة خارج مبنى محكمة العدل الدولية في لاهاي، نظمتها جماعات مؤيدة للفلسطينيين، تهتف لسيدة أصبحت «نجمة المرافعات أمام القضاء الدولي»، وتترقب خروجها من قاعة محكمة العدل الدولية في لاهاي لترحب بها.. بينما تصّدرت مواقع التواصل الاجتماعي، تساؤلات، تقول: «من تكون صاحبة هذه المرافعة القانونية القوية التي تنتصر للحق الفلسطيني وتدين الاحتلال؟».

من هي السيدة التي هزت عرش الإرهاب الإسرائيلي، لتوجه لها حكومة الاحتلال انتقادات واتهامات بانها «الذراع القانونية للإرهاب ولحركة حماس».. السيدة التي كشفت أكاذيب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ليصف مرافعتها  بـ«صراخ نفاق يصل إلى السماء».. وأصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً قالت فيه  «إننا شهدنا اليوم أحد أعظم مظاهر النفاق في التاريخ وسلسلة من الادعاءات الباطلة والكاذبة».

السيدة التي أحرجت إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.. هي المحامية عديلة هسيم، أوعديلة هاشم، 59 عاما ـ مواليد 1965 ـ بمدينة دربن الجنوب إفريقية، من عائلة مسلمة.

«عديلة هاشم»، اشتهرت داخل الضفة الغربية المحتلة بـ «سيدة شارع الشهداء»، فقد انضمت في عام 2014، إلى وفد منظمة «افتحوا شارع الشهداء» من جنوب إفريقيا، التي تعارض الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، إذ حاولت الوصول إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وذلك ضمن الاحتجاج الدولي السنوي الخامس تحت شعار «افتحوا شارع الشهداء»، وهو الشارع الذي تقيّد فيه إسرائيل الحركة، حيث تسمح فيه بمرور المستوطنين الإسرائيليين فقط  من  مستوطنتي «كريات أربع، وأبراهام أفينو».

وعرفت بمعارضتها الشديدة لجدار الفصل العنصري الذي شيده الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وطالما اعتبرت أن الفصل العنصري في فلسطين أبشع من «الأبارتايد» في جنوب إفريقيا.

وحصلت عديلة على جوائز وتكريمات، من بينها جائزة «حقوق الإنسان» من منظمة العفو الدولية في عام 2002، وجائزة «المرأة المتميزة» من جنوب إفريقيا، وجائزة «القانون والعدالة» من مؤسسة فورد عام 2010، وغيرها.

وقدَّمت عديلة، التي تُمثّل بلدها جنوب إفريقيا مع فريق آخر من المحامين، خلال مرافعتها التي استغرقت نحو 25 دقيقة، العديد من الحجج أمام محكمة العدل الدولية لإثبات ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، من بينها تحديد مناطق آمنة للفلسطينيين للجوء إليها، ومن ثم قصفها.. وحرمان الفلسطينيين في غزة من الاحتياجات الأساسية، من الغذاء والماء والرعاية الصحية والوقود والصرف الصحي والاتصالات.. وتدمير البنية التحتية الاجتماعية والمنازل والمدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات.. إضافة إلى القتل المباشر.

وقالت عديلة، التي كانت تعرض صوراً لمقابر جماعية، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دفعت الفلسطينيين إلى «حافة المجاعة»، مشددة على أن الوضع بلغ حداً  «بات فيه خبراء يتوقعون أن يموت عدد أكبر من الناس جراء الجوع والمرض، بشكل يفوق الأعمال العسكرية المباشرة».

وتابعت: «استخدمت إسرائيل 6 آلاف قنبلة في الأسبوع وقنابل تزن ما يزيد على 900 كيلوجرام مرة على الأقل في جنوب غزة الذي صنفته بأنه آمن.. لا أحد بمنأى عن ذلك ولا حتى الأطفال حديثي الولادة.. وقد وصفها قادة الأمم المتحدة بأنها مقبرة للأطفال».

وأشارت حسيم إلى أن «الهجمات الإسرائيلية خلّفت ما يقرب من 60 ألف جريح ومشوّهاً مرة أخرى، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في ظروف انهار فيها نظام الرعاية الصحية تقريباً. ويُعتقل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وتُعصب أعينهم، ويجبرون على خلع ملابسهم، ويُحملون على شاحنات، وينقلون إلى أماكن مجهولة. إن معاناة الشعب الفلسطيني، جسدياً وعقلياً، لا يمكن إنكارها».

والسيدة التي لفتت الأنظار إليها، وحظيت باهتمام شعبي وتقدير عربي، متخصصة في القانون الدستوري والإداري، حصلت على بكالوريوس القانون من جامعة ناتال في نفس المدينة، وانتقلت لإتمام دراستها في الولايات المتحدة الأميركية وتحديدًا في جامعة سانت لويس، حيث حصلت على درجة الماجستير، ثم الدكتوراه في القانون من جامعة نوتردام في الولايات المتحدة أيضًا عام 2006.

وساهمت في العديد من الدوريات القانونية والصحية، كما شاركت في تأسيس منظمة Corruption Watch المعنية بمكافحة الفساد، وكانت المؤسسة المشاركة ومديرة التقاضي في منظمة Section27 المعنية بحقوق الإنسان حتى عام 2017.

 

شاهد أيضاً

️السوداني يمنع وزيرة الاتصالات من حجب المواقع الإلكترونية قبل عرضها على مجلس الوزراء

أصدر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع، اليوم الأحد، توجيها لوزيرة الاتصالات بشأن حجب المواقع الالكترونية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *