تناقض الموقف السني بين الشيعة واليهود. !!!

د. محمد ابو النواعير

استغربت كثيرا مما يجري على اخوتنا في غزة من ذبح وقتل ودمار وانتهاك للمحرمات، على ايدي ثلة قد حذر الله تعالى كل المسلمين منهم في قرآنه المجيد، وصرح بوضوح بانهم اشد عداوة للذين آمنوا. !!

ما اثار استغرابي، هو ، انه وعلى الرغم من شدة وفداحة القتل والاجرام الذي مورس بحق اطفال ابرياء ونساء ثكالى وعجزة، حيث دفنوا احياء تحت انقاض العمارات، الا انه ومع ذلك، لم تصدر ولا فتوى واحدة ممن يسمونهم علماء السنة، تحث على محاربة اليهود الصهاينة، او تعد بالجنة والغداء مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كل من يفجر نفسه، او يفجر سيارة مفخخة وسطهم. !

في البداية كنت اعتقد ان هذه التشكيلات الارهابية هي صنيعة استعمار او حكومات او كذا، كما هو سائد في مثل هذا النوع من الخطاب الاعلامي الشعبوي الساذج.

ولكن ثبت لي بان تحرك هؤلاء الذين كانوا يفجرون ارواحهم، انما يأتي بعد صدور فتوى دينية سنية او وهابية، توجب عليهم قتل وتفجير ونحر الروافض. !!

اذن، لماذا سكت علماء السنة والوهابية السلفية التكفيرية، في اصدار مثل هذا النوع من الفتاوى ضد اليهود والصهاينة؟
علما ان كل من يقتلون اليوم بهذه المظلومية من المفترض انهم من اخوانهم السنة.

من وجهة نظري، ان الجواب (او السبب الاهم) كالتالي:

يؤمن علماء الوهابية والسنة، بان اليهود ليس لديهم تأثير عقائدي سلبي على عقيدة من يسمونهم اهل السنة والجماعة، فهم مجرد قوة عسكرية ودولة اجرامية تقود حربا ضدهم، ويمكن ان تدار هذه الحرب، او ان تترك لادبيات الحروب.

بينما هم يعتقدون وبايمان راسخ، بان شيعة اهل البيت، اذا فسح لهم المجال، فسيبينوا للسنة الحقائق والفضائح والانحرافات التاريخية التي يحاولون اخفائها عنهم، مما يؤدي الى تشيع ملايين من ابناء المذهب السني.

اذن، الحرب التي تقوم على اساس عقائدي، هي التي تحرك الدول السنية والعلماء السنة بالدرجة الاولى.
العجيب الغريب اننا لم نجد من ادعياء العلمنة واللبرلة من يطالبهم بترك الطائفية والاقتتال الطائفي، ولم يطالبهم احد بان يؤمنوا باسس العيش المشترك، مع انهم لا يتحركون ضد اي جهة، الا اذا استشعروا خطرا عقائديا منها.
لذا نجد سكوتهم المخزي عن جرائم الصهاينة بحق اطفالهم ونسائهم.

المطلوب من الشيعي فقط ان يمتثل للخطاب العلماني الليبرالي وحقوق الانسان واسس العيش المشترك وووو، الخ

بينما عند غيرهم (اقصد الخطاب التكفيري السني والوهابي)، حيث يقوم هذا الخطاب بقتل الآخرين من منطلق عداء مذهبي، مرة، ويسكت عن جرائم آخرين بحق اهله وعرضه لانهم لا يمثلون خطر عقائدي، في مرة أخرى، ومع ذلك، لم يشملهم خطاب الرحمة، لآلهة العلمانية والليبرالية، وغيرها. 😏

وهذا يدعونا للتوقف كثيرا امام هذه الدعوات التي ومع الاسف تأثر بها حتى بعض من يحسبون على الدين والمذهب.

 

شاهد أيضاً

وزارة الداخلية : إصدار أحكام الإعدام بحق (82) تاجر مخدرات في العراق

كشفت وزارة الداخلية تفاصيل عملية الردع الرابعة الخاصة بمكافحة المخدرات والتي أطاحت بـ116 متاجرا دوليا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *