محاولات اسرائيل لجر امريكا للتورط بصراع قد يهدد المصالح الامريكيه في المنطقة

حسن درباش العامري

من المبكر معرفه اتجاه بوصله التغييرات التي قد تحصل بعد انتهاء حرب غزه والتي ستكون رهنا بأمد الحرب وطول فترتها وقد يصعب التكهن بتاثيراتها وانعكاساتها بشكل دقيق ولكن ارى كل المؤشرات على الارض تشير الى ان هنالك توجيهات للولايات المتحده قد تؤثر على مستقبل المنطقه وواقعها ونوعيه السياسات المتبعه فيها بل وحتى مرتكزات القوه فيها.

ان العدوان الاسرائيلي على غزه وتجاوزه لكل الخطوط الانسانيه الحمراء والاعتداءات الاثمه على المدينين والنساء والاطفال وما صاحب ذلك من تهجير وتجويع وحصار ظالم على الشعب الفلسطيني وحتى الاعتداءات على دول اخرى والتجاوز على سيادتها بحجة استهداف قيادات من حماس ، قد اثار المجتمع الدولي بشكل عام وخاصه المواقف الشعبيه التي قد تتباين في بعض الدول مع المواقف الرسميه،! اي ان هنالك اختلاف واضح بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي ومن الواضح ان مستوى الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قد يتغير خلال الفتره القادمه اي فتره ما بعد حرب غزه لان (عدم ايجاد الحلول الحقيقيه سيبقي الوضع )كما هو وتعتبر المنطقه مهدده بعدم الاستقرار وهذا ما يدفع الولايات المتحده الامريكيه الى الانصياع لرغبات دول اخرى ، للتفكير جديا في ايجاد الحلول،وايضا من اجل ضمان سلامه امنها القومي ومصالحها في الشرق الاوسط كما تعلن دائما !كما ان الحرب في غزه اوضحت للعالم اجمع بأن مستقبل المنطقه واستقرارها رهنأ بذلك الحل الامثل للقضيه الفلسطينيه كما ان الموقف الامريكي يدعو بشكل كبير الى عدم توسيع نطاق الحرب الى دول اخرى بسبب رغبتها اولا لمغادره المنطقه وثانيا لان الولايات المتحده تتعرض الان لانتقادات حاده من الكثير من دول العالم للازدواجيه في المعايير والمواقف من الحرب الدائره ومن الاهتمام بالارواح وسلامه الناس كما تعلن !! في الوقت الذي تعارض وقف اطلاق النار وتعارض تقدم المساعدات الانسانيه كما تعتبر استخدام الولايات المتحده الامريكيه لحق النقظ الفيتو الامريكي في وجه وقف العدوان الاسرائيلي على غزه واعتبره الكثيرين وصمه عار على جبين امريكا كما انه يعتبر تاييدا لاستمرار العدوان والقتل والدمار كما ان منظمه حقوق الانسان قد ادانت الموقف الامريكي من العدوان وهكذا يعتبر الموقف الامريكي متناقضا في جميع فصوله وفيه ازدواجيه حقيقيه وواضحه وكبيره من حيث استمرار وصول الاسلحه الامريكيه للجيش الاسرائيلي ويعتبر مشجع لاستمرار الحرب ولكنها في الوقت ذاته هي لا تسمح بدخول اطراف اقليميه اخرى في هذا الصراع الدائر بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني في غزه لان ذلك سيهدد وجود الكيان الغاصب ويهدد المصالح الامريكيه في المنطقه كما انه قد يجبر امريكا لدخول العراع بشكل فعلي وهي غير مستعده للدخول في حروب خاسره كما فعلت في العراق وافغانستان ودول اخرى كما انها لاتريد الدخول بحروب مع فصائل عقائديه تجد في الموت في سبيل ماتؤمن به حياة !! لذلك تقوم الولايات المتحده الامريكيه باحتواء الصراع ومنع تحوله الى حرب اقليميه واسعه قد تؤدي الى تورط القوات الامريكيه بشكل مباشر في القتال كما انها لا تريد استمرار اطاله امد الحرب في غزه لانها لا تريد مزيدا من الضغوطات على مواردها الماليه والعسكريه واستمرار استنزاف سمعتها الدوليه والانتقادات المتزايده لها شعبيا ورسميا وكذلك هنالك انقسام في المواقف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي مما يؤثر على مستقبل الانتخابات الامريكيه هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى فان محور المقاومه قد يشمل حركه حماس وحزب الله والمقاومه الاسلاميه في العراق واليمن والمقاومه الاسلاميه في ايران وسوريا واطراف المقاومه في العالم العربي قد تضغط باتجاه توسيع نطاق المعركه وهذا ما لا تريده الولايات المتحده الامريكيه .ومن المعروف بان ايران بعد سقوط ديكتاتوريه الشاه وتسلم الامام الخميني تحولت الى دوله ديمقراطيه ذات خطاب مناهض لاسرائيل ولامريكا وان القضيه الفلسطينيه تعتبر الان جزء لا يتجزا من اهتمامات الثوره الاسلاميه .وان اتجاه الصراع الاسرائيلي الامريكي من ناحيه والعربي من ناحيه اخرى ومستقبل المنطقه بعد حرب غزه قد يتغير بشكل ملحوظ اذا لم يتم احتواء الصراع ومنع تحوله الى حرب اقليميه واسعه كما ان الموقف الروسي من الصراع الدائر حاليا التي اظهرته روسيا بشكل واضح في تعاطفها مع الشعب الفلسطيني في غزه كما اظهرت روسيا اهتمام وتجاوب كبيره في التعامل والتعاطي مع مواطنيها الروس المسلمين في دول القوقاز من الغاضبين من الجرائم الاسرائيليه في غزه وان الموقف الروسي الان يعتبر قد يتفوق كثيرا على مواقف الكثير من الدول العربيه والاسلاميه وحتى على الدول الغربيه من خلال استقبال روسيا لوفد من حركه حماس في موسكو وهذا يعتبر دعم حقيقي لنضال الشعب الفلسطيني والتاييد للموقف الفلسطيني وهذا مايعتبر سياسه مناهظه للسياسه الامريكيه في المنطقه من المعسكر الامريكي الى المعسكر الروسي !وعامل مساعد لتحول الميول لهذه الدول! ومن ناحيه اخرى اذا ما عدنا الى الموقف الصيني من العدوان الصهيوني على غزه اتخذت الصين موقفا رافضا للحرب وناقدا لاستهداف المدنيين الفلسطينيين واوضحت بكين موقفها الداعم لحركه حماس كما سلطت الضوء على حق العوده للاجئين الفلسطينيين الى بلدهم وهنا اشتركت مع روسيا في منع قرار مجلس الامن لادانه حماس كما قادت مناقشات لادانه اسرائيل في عدوانها على غزه اما المواقف العربيه في هذا الاتجاه فاعتقد هنالك تناقض وتباين كبير بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي للدول العربيه ونجد الكثير من المواقف الرسميه للدول العربيه قد تنحاز الى اسرائيل بسبب الضغوطات الامريكيه على الحكومات فيما تختلف مواقف الشعوب العربيه في انها ترفض العدوان بشكل كبير وترفض الممارسات الاسرائيليه الاجراميه بحق الشعب الفلسطيني..

اذا اختلاف العالم بعد حرب غزه وتغير وجه المنطقه ، اعتقد هو مرهون بالكثير من المعطيات المتحققه على ارض الواقع ولكن هنالك ضغوطات امريكيه قد تدفع الى تغيير بعض الانظمه وتغيير ومحاربه بعض الفصائل الاسلاميه المجاهده وتغيير بعض الانظمه العربيه من اجل ضمان كما يسمونه( امن اسرائيل) وحل الدولتين من اجل الحفاظ على مصالح الامن القومي الامريكي في المنطقه ، ومن هنا ياتي التغيير اما الموقف الاسرائيلي فهو بالخلاف تماما من موقف امريكا بهذا الجانب لانه يحاول توسيع رقعه الصراع من اجل الهروب من الحرج الذي وقع فيه جيش الاحتلال خلال هذه الفتره المنصرمه وبانه لم يحقق شيء يذكر ولشده الخلافات السياسيه بين الاحزاب الاسرائيليه ولتراجع الثقه ثقه المستوطنين الاسرائيليين بقيادته وحفاظ امنه ، من خلال توسيع رقعه الحرب سيتم توريط الولايات المتحده الامريكيه والدول الغربيه التابعه له من دول الاتحاد الاوربي بدخول الصراع لتسليط الضوء باتجاهات بعيدا عن الجيش الاسرائيلي ولكن يبقى السؤال المهم لماذا يبدو الموقف العربي رهينه للموقف الامريكي رغم ان الولايات المتحده ارتكزت على مرتكزات اهمها التركيز على مصالح الامن القومي الامريكي المعرض للخطر في الشرق الاوسط وثانيها الدعم المتواصل من امريكا وحلفائها في الدول الغربيه بشان حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها!! واتخاذ اي اجراءات مناسبه لذلك لردع التهديدات واظهار التزام الولايات المتحده المتكرر لدعم

اسرائيل

الكاتب والمحلل السياسي

حسن درباش العامري

Check Also

زيارة بهدف واضح.. مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبحث في طهران تحقيق حل مشترك للملف النووي

زيارة بهدف واضح.. مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يبحث في طهران تحقيق حل مشترك للملف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *