د.أمل الأسدي
أظن أن الكثير من العراقيين مصدر للطاقة الإيجابية فلايحتاجون إلی أحجار كريمة لبث الطاقة الإيجابية وامتصاص السلبية، فقد مررنا بويلات وحروب كثيرة وكُنا نبتسم ونقول: خليها علی الله… تهون وتصير سوالف!
ومع ذلك يبقی عالم الأحجار الكريمة مغريا جاذبا ومفيدا للرجال والنساء، وقد سمعتُ من أمي وجدتي أن الحجر الكريم لايصلح لأي شخص ٍ من دون أن يتوافق معه ويتلاءم مع حاله!
وحكت جدتي أنه في خمسينيات القرن الماضي، حيث بيتهم في الكاظمية، عثر جدي علی حجرٍ، شكله مميز وجاذب، فحمله، وحين عاد الی البيت قال لها: خذي هذا الحجر قد وجدته في الطريق.
فتقول: دسسته تحت رأسي وسألت الله تعالی أن يكشف لي عنه.
وكانت جدتي (مُلا) تحفّظ الأطفال القرآن الكريم، وتعرف قوله تعالی:((…وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)) سورة الاسراء، الآية: ٤٤
تقول: فدعوت الله ووضعته تحت وسادتي، فإذا بي أری امرأةً تحاول خنقي وتقول: أرجعوني الی مكاني!!
فأيقظت جدكم من نومه وقلت له: ارجع الحجر حالا الی المكان الذي عثرت فيه عليه، فأخذه وأعاده إلی مكانه.
وتروي لنا أمي أن جيرانها في سبعينيات القرن الماضي كانت مولعةً بالأحجار الكريمة، وفي يوم من الأيام اختفی أحد الأحجار، وبقيت تبحث عنه، حتی أخبرتها جارتُها أنها قد أوقعت الحجر في بيتهم، وأعادته لها!
وبعد أيام اختفی الحجر مرةً ثانية وبقيت تبحث عنه من جديد، وكانت الصدمة؛ أنها وجدته في بيت جارتها من جديد!
فقالت لها: عيني هذا الحجر رايدكم وراهملكم… اخذي.. هذا ما متوالم ويايه!
وكثيرا ما سمعت عن قاعدةٍ في شراء الأحجار الكريمة، وهي أنك إذا ارتحت وأحببت حجرا معينا وأعجبك شكله؛ اقتنه واشتره فإنه يناسبك!
مع هذه الأحاديث الجميلة قلت لأمي: اليوم سأفعل الشيء نفسه وأضع سلسلة”العطف البحري” تحت وسادتي، وفعلا وضعتها مع الصلاة علی محمد وآل محمد، وضعتها وأنا مبتسمة، فذكر اسم”محمد” هو خيرٌ لا يوازيه خير!!
ولكن يبقی النوم فعلا برزخيا، تغادر فيه الروح إلی عوالم غريبة، وكثيرا ما تحيرني هذه العوالم المليئة بالأحداث واللقاءات والمفاجآت، وان كل هذه العوالم التي نعيشها في يقظتنا ونومنا هي بيد الله تعالی حتما! الله القائل في كتابه:((اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) سورة الزمر،الآية ٤٢
ثم … دخلنا بنايةً كبيرة، فيها مكاتب عديدة، وصلت إلی مكتب الرئيس، فوجدته يصلي، فتراجعت الی الخلف كي أخرج ولم أستدر، فأشار لي بيده أن أنتظر!
أنهی صلاته، ونهض الی مكتبه، وأخرج شيئا، ثم اقترب منا وقال: افتحي يدك
فتحت كفي اليمنی، فوضع فيها عملةً معدنية كبيرة(ليرة) فضية، عليها بعض النقوش التي تدل علی أنها أثرية قديمة، فشكرته وخرجت، ولكن أبقيت كفي مبسوطةً ولم أغلقها، وبقيت أسأل:
هل أحتفظ بها كما هي؟
هل أجعلها في سلسلة؟
ماذا سأفعل بها وهي ثمينة؟!
فاستيقظت علی صوت أمي ورائحة”لمپتها وچايها المهيل” استيقظت وأنا سعيدة جدا، ونشيطة ومقبلة علی يوم جميل، وقلت: إن الله تعالی يحبّنا، ويخلق لنا سبل السعادة، فمدده حاضر، وعوضه جاهز!
ومحبته مفتاح السعادة، فمحبة الله تحوّل كلَّ جمادٍ إلی حجرٍ كريمٍ فاعلٍ، ومحبته تجمعنا بالصالحين والمؤمنين سواء في عالم اليقظة أم في عالم الرؤيا، ومحبة محمد وآل محمد كفيلة بأن تجعل نفوسنا آمنةً مستقرة، راضيةً مطمئنةً، فلو أنعمت النظر في اسم(( محمد)) لوجدتَ جرسية حروفه وكأنها تفيض محبةً من الميم، وتفيض حنانا من الحاء، وتفيض مودةً من الميم والدال!
كيف لايكون ذلك وهو حبيب الله، حبيبه الذي قال له:
((وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ)).سورة الضحی، الآية:٥