أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ثلاثة شروط لتتولى السلطة المسؤولية في غزة التي تتعرض لإبادة جماعية صهيونية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، معتبرا في الوقت نفسه أن السلطة “لم تغادر القطاع حتى تعود إليه”.
وجاء حديث محمود عباس خلال مقابلة مع قناة “أون” المصرية، مساء الثلاثاء، حيث قال “نريد وقف القتال وقفا شاملا، وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية، ومنع هجرة الفلسطيني خارج وطنه” حسب تعبيره.
وتابع “هذه النقاط الثلاث طلبناها، بعد ذلك إذا صار خروج (إسرائيلي من غزة)، نحن جاهزون لتحمل مسؤولياتنا التي نتحملها الآن، نكمل تحمل مسؤوليات السلطة الفلسطينية في كل من غزة والضفة والقدس كدولة فلسطينية واحدة”.
وردا على سؤال عما إذا كانت توجد خطط أو كوادر لحكم غزة في اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي، أجاب “لدينا كل شيء، والكوادر موجودة هناك (…)، نحن لم نخرج من غزة كي نعود إليها”.
وقال عباس “نحن موجودون في غزة، ولنا مؤسساتنا وكوادرنا وشبابنا، ندفع لغزة، للشعب والمؤسسات 140 مليون دولار شهريا.. نحن موجودون في غزة، اليوم عندنا من الوزراء 5 من غزة، 3 مقيمون فيها” .وتابع أن الرؤية الفلسطينية هي أن “الفلسطينيين (السلطة) موجودون في غزة، ليس أن نرجع إليها، في أي لحظة (يمكن عقد) مؤتمر دولي، ونحن جاهزون لدراسة الوضع على أساس الشرعية الدولية وتطبيق الشرعية الدولية ودولة فلسطينية تشمل غزة والضفة والقدس” حسب تعبيره.
وأضاف أن “إسرائيل” لا تريد السلطة الفلسطينية في غزة، بل “تريد أن تبقى وتستقطع أجزاء (أخرى من فلسطين)، لكن العالم لا يوافق، ونظريا أميركا لا توافقها”. ومضى قائلا إن الاتصالات مستمرة مع مصر والأردن ضمن جهود وقف العدوان، مضيفا أن “اجتماعات قريبة ستعقد وتجمع دولا أكثر مثل الإمارات وقطر للعمل على وقف العدوان، وللحديث عن ماذا بعد الحرب”.
شدد رئيس السلطة الفلسطينية على أن “إسرائيل” تريد تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة كما فعلت عام 1948″. وأردف أن “مخطط “إسرائيل” ونتنياهو وحكومته الحالية هو التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية”.
وتابع: أن “أميركا هي التي تدعم الكيان، وبإشارة واحدة (منها) يمكنها أن توقفها (الحرب)”.
وقال “نحن لن نصدق الأميركان (الإدارة الأميركية)”، حين يزعمون أنهم يعطون تعليمات للكيان لكنها لا تستمع إلى تلك التعليمات.
ووصف عباس العدوان على غزة بأنه “لم يحصل في أي مكان في العالم، أكبر من نكبة 1948 وأفظع”، مضيفا أن غزة “تحتاج عشرات المليارات (من الدولارات) لتعود على الأقل تعيش حياة جديدة”.
ومنذ اندلاع العدوان على غزة في السابع من أكتوبر، قدمت الولايات المتحدة لـ”إسرائيل” أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن.
وحتى الثلاثاء، خلّف العدوان الصهيوني على غزة 20 ألفا و915 شهيدا و54 ألفا و918 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.