هاشم علوي
المتابع لردود الافعال الشعبية العالمية لمايفعله اليمن بالكيان الصهيوني يلاحظ ارتياحا كبيرا واعتزازا وفخرا وكأن العالم اكتشف اليمن من جديد بعد ان ضللته الماكينة الاعلامية الغربية والصهيونية لمايزيد عن تسع سنوات للعدوان والحصار على الشعب اليمني حين اشترت السعودية العالم اعلام وحكومات ودول ومنظمات دولية ووزعت شيكات الرشوى عبرسفاراتها للتغطية على جرائمها في اليمن وهزيمتها ايضا.
في هذه المرة وبعدعملة طوفان الاقصى انكشف للعالم جرائم الصهاينة في الابادة الجماعية والتطهير العرقي والحصار والتجويع والحرمان من حق الحياة ولان اسرائيل ماعندها اموال تنفقها على التغطية على جرائمها مثلما انفقت السعودية واشترت العالم المنافق، اليوم تغير الوضع من حيث انكشاف اسرائيل امام الشعوب والدول والمنظمات الدولية وامام الاعلام لفضاعة جرائمها ومع مااحدثته معركة طوفان الاقصى من زلزال اظهر الكيان الصهيوني هشا بجيشه الذي لايقهر ومع عجز العالم بتظاهراته ومسيراته وفعالياته المطالبة بإيقاف العدوان على غزة وعجز الامم المتحدة واخفاق مجلس الامن في ايقاف الحرب على غزة ومع تخاذل الحكومات العربية والاسلامية برز الموقف اليمني متفردا بالعالم فاليمن الدولة الوحيدة التي تقصف الكيان الصهيوني واليمن الدولة الوحيدة التي حاصرت الكيان الصهيوني وقصفت السفن التي ترتبط بالصهيوني واغلقت البحر الاحمر وباب المندب في وجه الكيان الاسرائيلي وهذا ماجعل اليمن متفردا امام العالم دفع به الى الظهور كقوة اقليمية تنتصر لقضايا الامة وتستخدم ماتمتلكه دفاعا عن غزة والقدس وفلسطين وهذا لم يكن لغياب الموقف انما للتعتيم على الموقف والتشويه للموقف الذي يؤمن به الشعب اليمني قيادة وحكومة وشعبا وجيشا وهذا الظهور صدم العالم الغربي ومن خلفه امريكا واسرائيل فلم يكن يتوقع ايا منهم ان اليمن المعتدى عليه لتسع سنوات والمحاصر لتسع سنوات سيسطر هذا الموقف الذي كشف عن عروبته واصالته وشجاعته واقتداره في الدفاع عن قضايا الامة متجاوزا الانظمة والجيوش والشعوب العربية والاسلامية.
هذا المشهد الذي احدثه طوفان الاقصى وتداخل معه التحول اليمني الذي يصعب الاخذ بكل اطرافه ومحتواه جعل خيارات اليمن واضحة وجلية وقويا بينما خيارات الكيان الصهيوني ضيقة وخيارات امريكا والغرب مرتبكة مع ارسال قطعها الحربية والغواصات وحاملات الطائرات ومع تواجد قواعد عسكرية للجميع على مقربة من باب المندب وكأن اليمن يقول اروني ماانتم فاعلون وهنا يظهر العجز الامريكي والاوربي الذي يرعد ويزبد بدراسة كيفية الرد على اليمن ومازال خبراءه وقادته يدرسون الخيارات الضيقة التي وضعهم فيها اليمن فتارة بالتهديد والوعيد وتارة بالاستعراض وتارة بمساعي تشكيل التحالفات وتارة بالترغيب والاتصالات وجلب الوساطات حتى ان الامريكي الذي يمارس الارهاب لحماية ارهاب الصهاينة لم يستطع فعل شيئا لا لان اليمن يمتلك الاسلحة التي يمتلكها الامريكي انما يمتلك الايمان والسلاح والموقع والشعب التواق لمواجهة الامريكي والصهيوني وجها لوجه.
مع ضيق الخيارات الصهيونية المعتمدعلى الخيارات الامريكية والغربية الاضيق يصرح البعض من الصهاينة بالاطنان من القنابل والارطال مثلما يعلنون التهديد للبنان بانهم سيفعلون في بيروت مايفعلونه بغزة وهذه سياسة الارهاب العاجز عن فعل شيئ والبحث عن مباحثات تفضي الى تحالفات تقاتل نيابة عن الكيان الصهيوني وهذا ماحذرت منه صنعاء التي تمتلك المبادرة والجراة والارادة في اتخاذ القرار والضرب لكل من تسول له نفسه ان يكون درعا للكيان الصهيوني.
اليمن وضع خياراته في بنك اهداف ومراحل تتصاعد عند الحاجة وتقدير الموقف ولن تنفع التحالفات لان تجربة تسع سنوات من العدوان على اليمن كافية لان تردع كل من تسول له نفسه القفز فوق الواقع ومن لم يتعض فليبشر بمايعيد له صوابه فلن تخيف الشعب اليمني تلك القواعد التي تحمي العروش والكراسي وتحمي اسرائيل والمطبعين.
ومن ذر الرماد اعمى عيونه.
وعلى الباغي تدور الدوائر.
اليمن ينتصر… غزة تنتصر.
الله اكبر.. الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للاسلام.