هجوم اسرائيل على غزة (مابعد الهدنة ) جاء (برضاً عربي ).!

محمود الهاشمي

هناك معادلة لابد ان نفهمها جيدا بعيدا عن المشاعر والتصريحات والبيانات وهي ان (دول الخليج )لاتستطيع ان تخرج من العباءة الاميركية التي عاشتها على مدى عمر حكوماتها واصبح حكام الخليج يؤمنون -تماما-ان الغرب يحكم ارادتهم

واوقفوا كل امكانياتهم بالضد من الاتحاد السوفيتي حتى انهار وسمحوا بتفرد امريكا بالعالم .

عندما احتاجت امريكا ان تعيد انتاج خارطة مصالحها بالشرق الاوسط فان دول الخليج (مطيتها )لتنفيذ اي مشروع.

المشروع الاميركي الجديد يوكد (تشكيل تكتل على راسه اسرائيل لقيادة المنطقة امنيا مع القيام بانشاء تكتل اقتصادي والاستفادة من الثروات الخليجية )هذا(المشروع )جاء بعد رغبة امريكا بالانسحاب من منطقة الشرق الاوسط وعدم ترك المنطقة رهينة للنفوذ الصيني الروسي الايراني .ساقت امريكا دولة الامارات والبحرين والمغرب والسودان الى( بيت التطبيع ) رغما على انفوفهم ولبوا صاغرين فيما حاولت السعودية ان تفلت من هذه (السطوة )وعقدت القمم الثلاث لادارة المصالح الصينية على ارضها ولكن ارتطمت بارادات (داخلية )وخارجية وجدت نفسها عاجزة عن (الافلات).

حكومات دول الخليج ومصر والاردن كانت تراقب احداث غزة بحذر فهي بين غبطة شعوبها وتفاعلهم مع انتصارات المقاومة وبين تيقنهم ان هذه (الانتصارات )هم ليسوا جزء منها ،لذا جاءت تغطيات اعلامهم مرتبكة وحذرة حتى ان القنوات المصرية العشرة لم تفارق كاميراتها (معبر رفح )وكان المعركة حدودها الشاحنات التي تصطف على المعبر وعليها صور السيسي .

كان الاعلام المصري (اعلام السيسي)في البدء يوقع اللوم على (حماس)باعتبار انهم دخلوا معركة (غير متكافئة )ويحملونهم مسوولية الضحايا .!

معادلة (دول الخليج ومصر والاردن ) تقضي ان (غزة الضعيفة )ًدون (محقها )لانهم تيقنوا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي هزئت منهم امريكا كثيرا ،ويكفي شاهدا (مسرحية ترامب عن الملك سلمان )،لذا فهم مع استمرار القصف الاسرائيلي لغزة وانهاك شعب غزة ليأتوا لها (مستضعفين )يطلبون الرافة !

الخليج ودول التطبيع عموما يرون ان انتصار غزة (تهديدا )لعروشهم لذلك عانوا كثيرا من ادارة ملف المعركة ،وبدوا احيانا وكانهم يدعمون القضية الفلسطينية .

قطر (الدولة الصغيرة )التي لايتعدى سكانها (300)الف نسمة ومعهم (3)مليون اجنبي وبمساحة ضيقة معظمها صحراء ورمال ،كل تكليفها بالنسبة لاميركا والغرب ان تكون (ساعي بريد )وليس (وسيطا )فعندما ترغب امريكا والغرب الى (التفاوض)مع اي من الدول والمنظمات (الخصم )ترسل بريدها بيد احد (مسؤولي )هذا البلد .! استطاعت امريكا والغرب ان تغرق مصر بالديون الخارجية (165)مليار دولار وان يعيش الشعب المصري الفاقة والهوان وان تضع عليه رئيسا من (ام يهودية) وكذلك الاردن التي منعت عنها المعونات .

وبذا فان حركة هذين البلدين تبقى مرهونة بوضعها الاقتصادي رغم النزعات هنا وهناك .

معركة (غزة الثانية )بدأت وباوامر امريكية حيث لم يغادر وزير خارجية اميركا (بلنكن ) الكيان الصهيوني حتى بدأ القصف على غزة .

جيش العدو الصهيوني اعتقل (4000)شخص من سكان الضفة الغربية خلال مدة معركة طوفان الاقصى الاولى

ولم نشهد لمحمود عباس اية ردة فعل والسبب ان قوائم الملتحقين بحماس وبقية فصائل المقاومة في الضفة سلمت من قبل السلطة الى العدو الصهيوني ليتخلص منهم ،فقد اوعدوه بان غزة (بلااسنان )ستكون مستقبلا تحت وصايته .

ان ردة فعل بقية فصائل المقاومة على عودة الهجوم على غزة من قبل الصهاينة هو من يحدد مصير المعركة فالشعب داخل غزة وصل الى طريق مسدود بين مقتول وجريح ومنكوب ومهجر ومعوق وعاجز الحصول على يومياته من طعام وماء ودواء وغطاء واغلب المعونات التي سمحت بها اسرائيل كانت (اكفانا )او مايشابهها حتى لايستفيد منها احد .

المعركة (الان )واحدة من مفاجآتها ان الامارات تستقبل رئيس الكيان الصهيوني واول المرحبين (امير قطر)!وبذا مسخت (هوية قطر )امام المجتمع العربي الذي اعتقد بان هذه (الدويلة )حملت شرف دعم المقاومة ،وخاصة تغطية قناة الجزيرة التابعة لها .

ننتظر (القول الفصل )من قبل العمق الاستراتيجي للمقاومة بالرد العسكري ،خاصة وان اسرائيل ماعادت تتحمل وزر سعة مساحة الاشتباك !!

شاهد أيضاً

سوق الغزل ببغداد.. موروث شعبي يشتهر في أيام الجمع

سوق الغزل ببغداد.. موروث شعبي يشتهر في أيام الجمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *