الكاتب والصحفي || قاسم الغراوي
(يتعرض قطاع غزة في هذه الأيام لقصف متواصل وهجمات مكثفة قل نظيرها وقد اسفر حتى هذا الوقت اكثر من ستة آلاف من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح وتسبب في تهجير اعداد كبيرة منهم عن منازلهم ، وتدمير مناطق سكنية واسعة ،ويستهدف القصف مختلف المناطق حتى لم يعد هناك مكان امن يأوي اليه الناس.)
واضح ان المرجعية تمتلك تصورا دقيقا لما يجري من احداث في فلسطين وخصوصا غزة المحاصرة وأنها تشخص بدقة معاناة أهل غزة ومايواجهون من إبادة حتمية من قبل الكيان الصهيوني : (حتى لم يعد هناك مكان امن يأوي اليه الناس) دلالة على هول مايواجهه أبناء غزه من ترويع وقتل وتدمير .
(وفي الوقت نفسه يفرض جيش الاحتلال حصارا خانقا على القطاع شمل في الاونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة ملحقا بذلك اكبر الاذى بالأهالي الذين لاحول ولاقوة وكانّه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدوية وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة ).
في هذا النص ادانة واضحة للكيان الصهيوني وهي مطابقة للقرارات الدولية التي تراعي الحقوق المدنية الحياتية للسكان دون المساس بها أثناء الحرب .
وفي النص تاكيدا على خسارت الكيان الصهيوني في منازلته مع المقاومة وتاكيد على انتصار المقاومة لان الانتقام من سكان غزة هو بسبب فشل الكيان الصهيوني وعدم قدرته على مواجهة المقاومة .
(ويجري هذا بمرأى ومسمع العالم كله ولارادع ولامانع ،بل هناك من يساند الأعمال الأجرامية ويبررها بحجة الدفاع عن النفس .)
تؤكد المرجعية ادانتها لدول العالم التي تصمت على هذه الجرائم بحق سكان غزة إذ لايوجد رادع لهذه الجرائم لكون الكيان الصهيوني مستهترا ولايعترف بكل القيم والأعراف والقرارات الدولية ، وتطرقت المرجعية إلى أعداء القضية الفلسطينية ووصفت أعمالهم بالاجرامية ممن يؤيدون هذا العدوان بحجة الدفاع عن النفس .
(ان العالم مدعو للوقوف في وجه هذا التوحش الفضيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاته لإلحاق المزيد من الاذى بالشعب الفلسطيني المظلوم .)
من سيقف ضد هذا السلوك الوحشي للكيان الصهيوني الفضيع ؛امريكا أو فرنسا أو بريطانيا أو دول اوربا ؟
ومن يوقف زحف الاذى الذي لحق بالفلسطينيين وخصوصا غزة من دول العالم ؟ نعتقد ان هذا الخطاب موجه للقادرين على إيقاف هذا التوحش وهم المسلمين والعرب المؤمنين بالقضية الفلسطينية وان استوجب الأمر المقاومة التي ترفض هذا الظلم والتمادي بحق الشعب الفلسطيني ولايمكن إيقاف هذا التوحش إلا بمواجهته بالقوة لايقافه وقطع دابره وهي مسؤولية الجميع حتى لاتتطور الأمور إلى مايحمد عقباها ويلحق اذى اكبر بالقضية الفلسطينية وتخسر الكثير .
(ان إنهاء ماسات هذا الشعب الكريم -المستمرة منذ سبعة عقود- بنيله لحقوقه المشروعة وازالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبة هو السبيل الوحيد لاحلال الأمن والسلام في المنطقة ،ومن دون ذلك فستستمر مقاومة المعتدين وتبقى دوامة العنف تحصد مزيدا من الأرواح البريئة ،ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ).
إنهاء معانات فلسطين هو ازالة الاحتلال وإزالته لاتتم إلا بالمقاومة والجهاد هو الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال وهذه رسالة واضحة ان الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة مرتبط بالخلاص من وجود الكيان الصهيوني الغاصب لارض فلسطين وإزالته ، وتحرير أراضيها واجب شرعي وأخلاقي وإسلامي وانساني وهو دعوة واضحة للجهاد من اجل تحرير فلسطين وإلا فان معانات الفلسطينين ستستمر والحقوق ستغتصب ولات حين مندم .