تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من تحقيق نتائج مبهرة خلال عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها بالضد من الوجود الصهيوني على أراضيها المحتلة، حيث استطاعت بصمود أبطالها من قتل وجرح وأسر مئات المستوطنين بالإضافة الى جيش الاحتلال، الذي ولى هاربا خوفا من رشقات المقاومة.
كل ما ظهر من قوة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية هو بجهود محلية حيث تنتج غالبية الصواريخ والطائرات في الداخل الفلسطيني، والتي استطاعت ان تكسر وتنتصر على الترسانة العسكرية للكيان الصهيوني، الذي اصابه الخوف والرعب من صمود المجاهدين المدافعين عن تحرير بلدهم من العدو الغاشم.
مواقع متخصصة بالدفاعات العسكرية أجرت مقارنة بين ما تمتلكه فصائل المقاومة مع ما بحوزة الكيان الصهيوني من أسلحة وطائرات، حيث قالت، ان المقارنة لا توجد اطلاقا إلا ان ما قامت به الفصائل من هجوم شرس قلب موازين القوى وغير المعادلة.
ووصفت هذه المواقع عملية “طوفان الأقصى” بأنها بمثابة خروج عن التكتيكات السابقة، ما يدل على عملية عسكرية أكثر تطورا، استخدمت المجموعة وسائل حرب جديدة، بعضها لم يستخدم من قبل في النزاعات.
وأشارت المواقع الى أن التوازن العسكري بين الكيان المحتل وفلسطين قد اختل بشكل كبير على الرغم من أن “إسرائيل” تمتلك قوات مسلحة راسخة ومتقدمة تقنيا، بما في ذلك جيش مدرب جيدا وسلاح جوي وبحري، ولديها معدات حديثة وقدرات استخباراتية.
هذا وثبتت معركة “طوفان الأقصى” أن القضية الفلسطينية لها حماة، وأنها ليس شيئا مستباحا يتصرف بها أو يتحدث باسمها كل من يشاء وبما يشاء، وأن الشعب الفلسطيني ومقاومته لا يمكن أن يفرطوا بوطنهم وبقضيتهم وبحقوقهم المشروعة حتى إن تركوا لوحدهم، فهم حراس وطنهم وحماة حماهم ومازالوا يثقون بقدراتهم وبدعم وإسناد شعوب الأمة والقوى الحية فيها، مما يدفعهم للتضحية بكل ما يملكون إذا ما تهدد الخطر مقدساتهم أو قضيتهم، حتى في ظل الفوارق العسكرية أو غيرها.
وكشفت هذه العملية مدى هشاشة وضعف جيش الاحتلال على أكثر من صعيد، وبالذات على مستوى الأفراد والمقاتلين، حيث شكلت هذه المعركة لدى الكثيرين سيناريو مصغراً لمعركة التحرير الممكنة، وأحدث كياً لوعي طرفي الصراع، فعلى الصعيد الفلسطيني، ستعيد هذه المعركة للفلسطيني ولمناصريه الثقة بأنفسهم وبقدرتهم على الانتصار ودحر الاحتلال وستحرر العقل العربي والإسلامي من وهم التفوق “الإسرائيلي”، وعلى الصعيد الصهيوني ستفقد هذه المعركة المجتمع الصهيوني بمكوناته المختلفة الثقة في نفسه وفي قدرته على الاستمرار في احتلاله وغطرسته، وستجعل جنوده يفكرون كثيراً قبل التقدم في أية جبهة كانت، كما أنها ستفقده الثقة في قيادته العسكرية والسياسية مما ستكون له آثار كبيرة على المديين القريب والبعيد.
إننا أمام نموذج فلسطيني مقاوم مختلف، وأن المقاومة الفلسطينية غير المسبوقة على الأرض الفلسطينية، فهي جادة صادقة مؤمنة تماما بما تفعل وعاقدة العزم على التحرير لا تظهر في هذا الطريق أي تردد أو تهاون وهو ما جعل الفلسطينيين في كل مكان يلتفون حولها.