عبد الرحمن المالكي||
أسبوع الوحدة الإسلامية اول من دعا لهُ ونادى بهِ السيد روح الله الخميني (قدس سره) ، عندما رأي أنّ الطوائف الإسلامية اختلفت في رواياتها وتأكيدها لتاريخ مولد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم)، فكانت الأولى في 12 من شهر ربيع الأول – وهو رأي العامة – والثانية في 17 من شهر ربيع الأول – وهو رأي اتباع اهل البيت (عليهم السلام) – ، ولكي تبدأ وحدة المسلمين من اختلافهم هذا، ويكون اختلافهم في تحديد تاريخ المولد النبوي الشريف مبعثاً لائتلاف المسلمين ووحدتهم، كانت له أطروحة أسبوع الوحدة الإسلامية.
وقد ذكرت المصادر ان السيد الخامنئي قد اقام اسبوع الوحدة الاسلامية قبل انتصار الثورة في ايران بعد ان تم نفيه من قبل النظام البهلوي الفاشي من قم المقدسة الى مدينة (شَهر) في محافظة (بلوشتان) التي يسكنها أكثرية سنيّة بلوشيّة وأقلية شيعة فارسية، فقد اقام الاحتفال بشكل يومي من اليوم 12 من ربيع الاول وصولا الى اليوم 17.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران طرحت هذه القضية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران وتم اتخاذ القرار بإقامة مؤتمر الوحدة الإسلامية في هذا الأسبوع، وكانت منظمة الإعلام الإسلامي هي من ترعى المؤتمر حتى عام 1990 وأقامت المؤتمر الأول حتى المؤتمر الرابع. بعد ذلك وتزامنا مع تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية خولت مهمة إقامة هذا المؤتمر إلى المجمع وصولاً الى عامنا هذا.
لقد كان هذا الأسبوع مناسبة للمسلمين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، ومحطة تلاقٍ بين أبناء الدين الواحد، ونقطة التقاء فكري وتعايش سلمي حضاري فيما بينهم، وقد لاقت هذه الفكرة فيما بعد وإلى الآن رواجاً واسعاً ومقبولاً في مختلف البلدان الإسلامية بل والدول العالمية أيضاً، فالندوات والمؤتمرات تُقام في كل عام وفي أكثر من بقعة من أرجاء العالم، يشارك فيها المسلمون بمختلف مدارسهم العقائدية والفكرية، بل ويعرضون أطروحاتهم الفلسفية والفكرية لمناقشتها وأخذ ما يفيد المسلمين ويعمل على توحيدهم، ومن أهم الفعاليات المقامة بمناسبة أسبوع الوحدة: المؤتمر السنوي الدولي لأسبوع الوحدة الإسلامية الذي ينعقد في طهران لكل عام.