الكاتب | علي السراي
ألم نقل لكم أخرجوا من بلادنا؟
أويعلم الأمريكان أن من يقف في قُبالتهم اليوم هُم ذات الذين أعاروا الله جماجمهم في حرب داعشهم ؟ وأنهم لفي شوق عارم لملاقاتهم ومنازلتهم في سوح الجهاد والطعان ؟ ومن قد وطنوا أنفسهم لنيل إحدى الحُسنيين لايلوون على شيء إلا اقتناص رؤوسهم وجعلهم عِبرةً لمن يعتبر؟
أحقاً لاتعلم أمريكا أن عراق مابعد الفتوى وحشدها المقدس هو ليس بعراق عام ٢٠٠٣ ؟ أيام همبّلات وعنتريات قائد الحفرة القومية العربية الإشتراكية ؟
لقد أجمع الشعب العراقي وكل قواه الوطنية وفصائله الجهادية، على رفض الوجود الامريكي وبكل أشكاله ومسمياته وعناوينه ومشتقاته على أراضيه، توّج ذلك الرفض بقرار البرلمان العراقي بتأريخ ١-٥-٢٠٢٠ والذي طالب الحكومة وقتئذ على إنهاء تواجد أي قوات أجنبية في العراق، ومنعها من استخدام الأراضي والمياه والأجواء لأي سبب كان، وإلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وذاتُ القرار قد أوعز لوزير الخارجية بالتوجه وبنحو عاجل إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتقديم الشكوى ضد قوات الإحتلال الأمريكي، بسبب ارتكابها انتهاكات وخروقات خطيرة لسيادة وأمن العراق ومهاجمة قواعده العسكرية وقتل من فيها. هذا يعني أن العراق قد إتخذ قراره القطعي بخصوص إخراج المحتلين من أرضه مهما كان الثمن ، فماذا كان رد قوات الاحتلال؟
لقد ماطلت القوات الغازية ومازالت وبكل ما أوتيت من كذب ومكر وخداع وأوراق ضغط للهروب والإفلات من قرار العراق المُلزم بإخراجها مُدعية زوراً وبهتاناً أن تواجدها في العراق أمرٌ مازالوا متفقين عليه مع بغداد.وان قواتها هناك جاء بناء على دعوة من الحكومة العراقية للقيام بمهمة تقديم المشورة والمساعدة والتدريب، ناهيك عن تحريكها لملفات حساسة هنا وهناك، غايتها إشغال العراق بأمور جانبية عن طريق عملائها من الاحزاب والشخصيات الخائنة التي تُنفذ أجندتها والتي تعلم أن نهايتها ستكون بذات اليوم الذي سيخرجُ فيه أخر جندي أمريكي من العراق، كذلك لجأت أمريكا إلى الذراع القذرة للسفارة وهم مجاميع المرتزقة وبعض جُهلاء وحمقى الشيعة وحميرهم الذين مكنوا جواكر السفارة من ركوب ظهورهم كما حصل بلوثة تشرين الاسود، والتي أحرقت البلاد وقتلت العباد.
واليوم فقد أُعيد الطلب مرة أخرى وعلى لسان الاخ السيد رئيس الوزراء الاستاذ محمد شياع السوداني المحترم، الذي طالب بإنهاء الوجود الاجنبي في العراق قائلاً أن ( لا ضرورة لوجود التحالف الدولي في العراق وأن داعش لم يعد يشكل تهديدا للدولة العراقية )،
إذاً وبوجود رفض وغطرسة وتعنت وتحدٍ أمريكي لإرادة العراق وشعبه ، لم يبقى أمامنا سوى المواجهة والدعس على رؤوسهم العفنة وإخراجهم بحد الحراب ، كما وليعلم الشعب العراقي أن الدعوات الاخيرة التي بتنا نسمعها بين الفينة والاخرى والتي تدعو إلى المظاهرات والاحتجاجات هي ذاتها التشرينية التي نفذت أجندة السفارة من قبل، وهي مدعومة من دويلات الخليج المتصهينة، وخاصة السعودية و الامارات وجماعة طحنون وأضرابه، كل ذلك من أجل بقاء القوات المحتلة في العراق، ويقيناً أن الأمور قد وصلت مع المحتلين إلى عُنق الزجاجة، وهو إنذار أخير لهم ونصيحة أن أُخرجوا بشكل عمودي…قبل أن نُخرجكم بشكل أُفقي ولات حين مندم…
فالمواجهة قادمة وإن هي إلا مسألة وقت لا أكثر . وأخيراً نصيحة صغيرة أقدمها لهم وهي أن لو نظرت أمريكا لحظة إلى الوراء وقرأت واقع المنطقة بصورة صحيحة والمتغيرات الدولية الحاصلة الان لانسحبت بجنودها بهدوء ولم تنبس ببنت شفة…والعاقل يفتهم
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة
بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني