في 27 سبتمبر عام 2022 تابع العالم كله قصف “ناسا” لكويكب ديمورفوس القريب من الأرض.
وكانت الغاية من التجربة هي فهم ما إذا كان بإمكاننا إطلاق النار على كويكب خطير، كما هو الحال في أفلام الفضاء الخيالية. ولم يكن ديمورفوس خطيرا في ذلك الوقت. ولكن يبدو الآن أن الأمر ليس كذلك.
قررت “ناسا” أن تلعب بألعاب، واختارت لهذا الغرض الكويكب المزدوج، حيث يدور قمره الكويكب ديمورفوس حول جسم اسمه ديديموس. وهاذان الجسمان صغيران، ويبلغ قطر ديديموس حوالي 800 متر، وقطر القمر الصناعي التابع له حوالي 160 مترا، لكن ذلك يكفي لتدمير البشرية جمعاء حوالي عشرين مرة.
لكن إذا لم يطر الكويكب إلى الأرض، فيجب أن تطير الأرض إلى الكويكب، وأطلقت “ناسا” مسبارا خاصا ليهاجم ديمورفوس. ونتيجة لذلك، كان يجب أن يتغير مداره إلى حد بعيد. وفي السابق كان يدور ديمورفوس حول ديديموس في 11 ساعة و55 دقيقة، والآن صار يدور في 11 ساعة و23 دقيقة. كما اكتسب ديمورفوس ذيلا مثل مذنب بطول 10 آلاف كيلومتر.
اعتبرت “ناسا” التجربة ناجحة. وكل شيء حتى الآن كان يسير كما هو مخطط له. وفي عام 2027 كان من المفترض أن يصور مسبار آخر عواقب القصف.
ومنذ بضعة أيام، قام مدرس الرياضيات جوناثان سويفت ببعض الأعمال التطبيقية في علم الفلك مع تلاميذه. وقد أخذوا أحدث البيانات عن مدار ديمورفوس ودورانه حول ديديموس. وفجأة اتضح أن ديمورفوس استمر في السقوط على ديديموس، على الرغم من أن ذلك لا يمكن أن يحدث. يوم تقليل وقت دورانه بمقدار نصف ساعة أخرى. وتبيّن أن وكالة “ناسا” أحدثت بقصفها للكويكب بعض التغييرات التي لا رجعة فيها.
كل هذا غريب جدا لدرجة أن الخبراء في “ناسا” أخذوا نتيجة المدرس وتلاميذه على محمل الجد، وفحصوها، وتبيّن أن كل شيء كان صحيحا.
وهل قام البشر بأيديهم بتحويل كويكب غير ضار إلى كويكب خطير؟ – ممكن جدا.
وإذا سقط ديمورفوس على “سيده” ديديموس، فسوف يتسبب في انفجار لا يمكن مقارنته بأي شيء، لأن كوكبنا المسكين ليس لديه ببساطة مثل هذا العدد من الرؤوس الحربية النووية للمقارنة.
وإذا حدث ذلك فجأة بالقرب من الأرض، وهذا في حد ذاته خطير، فقد يتغير مدار ديديموس بطريقة غير متوقعة. ونحن ندرك بالفعل أن وكالة “ناسا” لا “تصطاد الفئران”، وأنها تعرف كيفية حساب المدارات، ولكنها تجد نفسها الآن عاجزة عن تفسير عواقب أفعالها. لذلك، ليس من الواضح تماما ما إذا كان هذان الكويكبان بأكملهما سيسقطان على الأرض أم أنهما لن يسقطا لأنه لا يمكن الوثوق بالحسابات.
ومع ذلك، فإن فكرة قصف الكويكبات هي فكرة مدمّرة حقا. ونحن ندرك أن هذا في أصله اختبار لأسلحة فضائية، تمت تغطيته على عجل بـ”الاهتمام بالبشرية”. لذلك تلقينا إجابة من العقل الخارجي على هذا الشكل، وإذا لم تكن هناك أي تصوف ونظريات مؤامرة على الإطلاق، فلا جدوى من أخذ مطرقة ثقيلة إلى حيث لا تفهم شيئا.