العولمة وانماط السلوك اللا انساني .. عالم ما بعد الحداث

أ.د. اسامه مرتضى باقر السعيدي ||

 

العولمة بكل تجلياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية و الثقافية انعكست على واقع الحياة وسلوكيات الافراد ورغباتهم واحتياجاتهم لانها خلقت رغبات وحاجات جديدة لم تكن موجودة سابقا.
ادت من خلال مواقع الاتصال و التواصل والاعلام الفضائي الى زوال القيم واحلال قيم جديدة وعادات قائمة على اساس الاستهلاك لا الانتاج تلبية الرغبات والحاجات باي ثمن وتحت اي ظرف.
الحياء الذي هو جزء من وجود الانسان وتصرفاته العفوية سواء في التفكير مع نفسه او في تعامله مع الاخرين قد زال .
تدمير العقول عبر السيطرة المباشرة والتحكم بنمط التفكير العلمي والحياتي مما انعكس سلباً على التعليم كقاعدة للتنشأة الاجتماعية واساس الحياة العملية.
استهداف العقول وشلها وجعلها اسيرة لمواقع التواصل الاجتماعي وخلق حالة من الكسل الفكري والعقلي والجسمي.
تسفيه القيم والعادات والاديان التي
تضبط السلوك الإنساني ضرب حياء الشخوص

كل ذلك ادى الى ظهور ثقافه و قيم وعادات جديده توصف بانها مرحلة من مراحل التطور البشري والانساني لتحل محل الثقافه والقيم والعادات السابقه والتي باتت (قديمة) وغير متحضرة ولا تواكب العصر .

ان من يقف خلف تلك القضايا هي الشركات التي تبحث عن الربح والهيمنة وهذا لن يتحقق الا عبر التحكم بالسلوكيات وانماط الحياه التي تجعل من الفرد وسيله لاستهلاك دائم للسلع والخدمات والتقنيات والصحة والماكل والملبس دون وعي او تفكير
خلقت ثقافات جديده تتعلق بالتلاعب بالشكل او ما يعرف بالتجميل ووصلت الى حد تغيير الجنس للشخص في اطار اجراءات جنسية وصحيه وعلاجية وهرمونيه حيث يتم التلاعب بالجنس للشخص الذي كنا نسميه سابقا بالشذوذ الجنسي او العقلي او الفكري الى ما يسمى بالنوع الاجتماعي او الجنس الثالث او المثلي لتلطيف المصطلح وامكانيه تطبيقه في المجتمع.
بل ان تلك الشركات راحت تتدخل في سياسات وتشريعات الدول لغرض برامج تفعيل واحترام
الشاذين عن اصولهم الفطرية

لذا نجد سياده ثقافه التفاهه
والعهر والدعاره والخلاعه والانحلال والابتذال والتعري
الذي صار تجارة رخيصة في مواقع التواصل الاجتماعي
اصبح هناك متابعين بالملايين وارباح بالملايين

ما بعد الحداثه اننا تركنا ما جُبلت عليه فطرتنا لتتحول الى ما تريده الشركات الربحية.
فالمثل الاعلى للشباب صار اشخاص اصحاب محتوى فارغ من دون مضمون يشجع على الاختلاط واستخدام الكلمات و الالفاظ اللا اخلاقيه
ما يحصل يا ساده ليس في بلدنا أو في المنطقه ان العالم يعيش حاله انهيار حضاري بثوب التقدم والتكنولوجيا.
ضمن شعارات الحريه كل شيء متاحا ومباح حتى لو ادى الى نهايه حياه الشخص.
واعلانات تحمل كلمة (( بكيفي )) فلا يوجد حدود اصبحت مؤسسات الدوله القانونيه والتعليميه ضحيه هذا الانهيار فهي لم تعد تستطيع ان تجابه هذه الثقافه في المدرسه ولا في الجامعه ولا في الجهاز الشرطوي.

ان الانهيار وصل إلى حد التطاول على الذات الالهيه والتشكيك بوجود الخالق واحلال حمله الالحاد والوجود الطبيعي والتنكيل بالاديان والمقدسات والسخريه منها.

(( هم من يحددون الابطال ويمنع ان تذكر ابطالك وشخصياتك الوطنية في مواقع التواصل ))
ان تكرار المحتوى السيء يصبح مستساغاً وطبيعي وفق الفلسفه الليبراليه (( دعه يعمل دعه يمر )).
الاب لا يعلم بابنائه
والام لا تدري بعائلتها
الكل مشغول بالعالم الافتراضي
العلاقات الافتراضيه تحل محل العلاقات الواقعيه والخيانات الزوجيه وحالات الطلاق والتشتيت المجتمعي

هل هناك مواقع مفيده؟ نعم
وهناك مواقع تعليميه… نعم
لكن السؤال كم نسبتها مقارنة بما هو مسيء ؟؟
عقد لاعب كره قدم يصل الى مليارات الدولارات !!
ممثله افلام لا اخلاقيه يتم استضافتها في جامعة اكسفورد .

نحتاج الى وقفه حقيقيه ومراجعه
لم يعد المجرم منبوذاً بل اصبح مثلاً اعلى
ولم تعد المرآة الراقصه والعاريه منبوذة بل اصبحت غايه تتمنى المراهقات ان يصبحوا مثلها !!

لابد من ايقاف هذا الانهيار وضبط وفلتره المواقع وتقليلها ومحاربه المحتويات المسيئه واشاعه ثقافه تحديد الاساءات و استخدام مواقع التواصل .إلى جانب تحديد مفهوم الحريه او الحريه الشخصيه وحقيقتها.
لان هذا الجموح والطمع للشركات قد افرغ البشريه من محتواها وافقد اهم ما يميزنا عن الحيوانات وهو التفكير لذا لابد ان نعود الى ذاتنا.

 

 

شاهد أيضاً

منتخبنا الوطني يفتتح مشوار خليجي 26 بفوز ثمين على الشقيق اليمني

تمكن منتخبنا الوطني، مساء اليوم الأحد، من الفوز على نظيره اليمني بهدف نظيف في المباراة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *