أكدت مصادر عبرية متطابقة، وجود دلائل على أن محاكمة السلطات السعودية لمعتقلين فلسطينيين تم بالتنسيق مع “العدو المحتل “، بغرض محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأوردت قناة i24NEWS العبرية أن اعتقال أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في السعودية وإصدار أحكام سجن عالية بحقهم كان عبارة عن عملية سرية بين “إسرائيل” والرياض.
من جهته قال “مركز القدس للشؤون العامة” الإسرائيلي إن حماس صدمت بشدة من قرارات محكمة سعودية بسجن عشرات من الفلسطينيين والأردنيين بتهمة تهريب أموال إلى غزة.
وأشار المركز إلى أنه في الثامن من آب/أغسطس الجاري أصدرت المحكمة السعودية أحكاما على 69 من نشطاء حماس الذين يعيشون في السعودية والأردن.
وقد حكم على هؤلاء بالسجن لفترات تتراوح بين ستة أشهر و22 عاما؛ بينهم محمد الخضري (81 عاما)، ممثل الحركة السابق في المملكة بالسجن 15 عاما.
وأكد المركز أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” و”إسرائيل” كانتا وراء النشاط السعودي ضد حماس، وأن جهودهما نجحت في إحداث انفصال تام بينهما.
وتشير حماس إلى ولي عهد السعودي “محمد بن سلمان” على أنه تبنى سياسة أمريكية إسرائيلية ضد الحركة.
وكان تم افتتاح مكتب حماس في المملكة العربية السعودية في عام 1988 في عهد الملك فهد بن عبد العزيز. وعين الخضري ممثلا رسميا للحركة.
وفي عام 1998، استضاف الملك فهد مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، وسمح له بجمع التبرعات في المملكة لقطاع غزة. ونقل عن الملك فهد قوله في حفل استقبال ياسين ” أنتم في قلوبنا ونحن نقف معكم حتى تحرير القدس “.
وفي عام 2015، اعتقل مسؤولون أمنيون سعوديون ماهر صلاح، القيادي السابق في حماس في الخارج، واتهموه بغسل الأموال. أمضى سنة في سجن سعودي وتم ترحيله إلى تركيا.
في أكتوبر/تشرين الأول 2016، اعتقلت قوات الأمن السعودية نزار عوض الله، أحد كبار قادة حماس.
بعد أن أعلن الرئيس ترامب حماس”منظمة إرهابية” وبعد تنصيب بن سلمان وليا للعهد، تسارعت طريقة تعامل المملكة القاسية مع حركة حماس.
إذ في عام 2017، تبنى السعوديون موقف ترامب، وفي شباط/فبراير 2018، اعتبر وزير الخارجية السعودي حماس “منظمة إرهابية”.
مثلت موجة الاعتقالات التي بدأت في نيسان/أبريل 2019، تغييرا كبيرا في موقف الأسرة المالكة السعودية تجاه حركة حماس.
وتتهم مصادر حماس الولايات المتحدة واسرائيل بالضغط على السعودية لاحتجاز نشطاء حماس في المملكة وشل انشطة جمع التبرعات للحركة.
وذكرت مصادر حماس أن اعتقال عناصرها في المملكة لم يكن فقط بعد ضغوط أمريكية إسرائيلية، بل استند أيضا إلى معلومات استخباراتية قدمتها “إسرائيل” للاستخبارات السعودية.
وسعت إسرائيل والولايات المتحدة إلى تجفيف مصادر تمويل حماس في المملكة العربية السعودية.
واعتبر المركز أن تجاهل المملكة العربية السعودية الكامل لطلبات حماس بإطلاق سراح عناصرها يشهد على تعاونها مع الولايات المتحدة و”إسرائيل” بشكل سري.
وتؤكد مصادر حماس أن “الخضري” جمع تبرعات للحركة في المملكة بعلم السلطات السعودية ولم يتحرك ضد البيت الملكي السعودي