“الذهب الأخضر” ينعش بلدة منكوبة زراعياً في ديالى

من بين ركام الارهاب والاضطهاد الأمني مروراً بشح المياه وانعدام الدعم الحكومي بقيت أغلب قرى ناحية بهرز حبيسة العوز المعيشي وانعدام فرص العمل لسنوات طويلة.

وأجبرت ظروف الارهاب وتبعاته وأزمة الجفاف القاسية في مناطق ناحية بهرز الكثيرين إلى النزوح نحو مركز الناحية بحثاً عن موارد معيشية بديلة عن الزراعة إلا أن الظروف المعيشية ازدادت سوءا وتعقيدا.

وسط هذه المعاناة بادر مزارعون لإيجاد موارد زراعية بديلة بعيدة عن تأثيرات شحة المياه والدعم اللوجستي الزراعي ووجدوا ضالتهم في زراعة وتصدير نبات الثيل باصنافه كافة للتحول اغلب مناطق بهرز الى مركز لزراعة وتصدير الثيل لمناطق ديالى ومحافظات عدة.

حسام جابر المجمعي أحد المزارعين في مناطق بزايز بهرز، جنوبي الناحية، يروي قصة النجاح والطفرة المعيشية الكبيرة التي تحققت بزراعة وتصدير العشب بالقول إن “شح المياه وتكاليف الأسمدة والبذور والمبيدات دفعنا للتفكير بزراعة موارد نباتية أخرى بعد تقصٍ طويل، الا أننا جربنا زراعة العشب وفقاً لما شاهدناه في مشاتل النباتات من إقبال كبير على أنواعه المختلفة”.

ويضيف المجمعي ان “زراعة العشب بدأت في قرى بهرز وانتشرت في العشرات منها بعد المردودات المالية الكبيرة وقلة التكاليف مقارنة بزراعة الحنطة أو المحاصيل الأخرى”، موضحاً أن “زراعة العشب تتم عبر قطع توزع في الأراضي ثم تُروى لتصبح جاهزة للبيع بعد 3 أشهر”.

ويؤكد أن “زراعة العشب تحمل جدوى اقتصادية كبيرة وأرباحاً وفيرة اغنتنا عن الزراعة برمتها بعد استخدام أساليب الري الحديث والمرشات وشراء قالعات ميكانيكية للثيل بدلاً من استخدام المسحاة المتعبة”.

زراعة ديالى توضح

من جهته يوضح مدير شعبة زراعة بهرز محمد عبد الستار أسباب لجوء المزارعين في بهرز إلى زراعة وتجارة العشب بالقول إن “شحة المياه والتكاليف الباهظة للمستلزمات الزراعية دفع المزراعين لإيجاد بدائل عن الحنطة والمحاصيل الأخرى”.

ويضيف عبد الستار قائلاً إن “المتر الواحد تتراوح أسعاره بين (3000-3500) دينار ويزرع 3 مرات في السنة وكل دونم يجني ارباحاً تتجاوز 500 ألف دينار مقارنة بالأرباح القليلة للمزروعات الأخرى”.

ويؤكد عبد الستار أن “زراعة العشب تزدهر حالياً في 11 قرية جنوبي ناحية بهرز وتشهد توسعاً وتمدداً للقرى والمناطق الأخرى، بعدما أصبحت تجارة استراتيجية وهبة منقذة للمزارعين المنكوبين جراء انهيار الامن والتهجير وانعدام مقومات الزراعة”.

ويكشف المسؤول الزراعي أن “زراعة وشهرة العشب في بهرز امتدت الى التسويق والترويج الالكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتجهيز طلبات الثيل للزبائن بحسب الاصناف المرغوبة”.

ويدعو عبد الستار مزارعي بهرز إلى “الاتجاه نحو زراعة العشب في المناطق التي تعاني شح المياه وتوافر الآبار والموارد المائية التي تفي بالغرض”، لافتاً الى “وجود مخاطبات للجهات الرسمية لدعم مزارعي الثيل بتقنيات الري الحديث وشمولهنم بالقروض الزراعية”.

وتقع ناحية بهرز على بعد 7 كم جنوبي بعقوبة، وكانت معقلاً للجماعات المسلحة خلال الفترات الممتدة 2004 -2008 ومازالت تحوي بؤرا امنية ساخنة في قراها الزراعية.

شاهد أيضاً

تفاصيل جديدة لحادثة تحطم المروحية الإيرانية يرويها مدير مكتب الرئيس الشهيد رئيسي

أوضح غلام حسين إسماعيلي مدير مكتب رئيس الجمهورية الشهيد إبراهيم رئيسي تفاصيل الدقائق الأخيرة لتحطم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *