عبوات الضفة تصنع معادلة توازن ردع جديدة

الكاتب: علي نور الدين

 

يسطّرُ مقاومو الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، لا سيما في مخيم جنين، واحدةً من أروع البطولات العسكرية، ليسي بصمودهم وروحيتهم القتالية فقط، بل بتكتيكات عسكرية ناجعة، استطاعت خلق معادلة توازن ردع جديدة مع جيش الاحتلال.

وتعتبر العبوات الناسفة هي في مقدمة معادلات توازن الردع هذه، التي يستهدف بها المقاومون آليات الاحتلال المصفّحة والمدرّعة، مثل آلية نامير وغيرها. وقد أعلنت كتيبة جنين اليوم عن استخدامها عبوات ناسفة من نوع “طارق 1″، التي دخلت الخدمة للمرة الأولى واستطاعت اشعال النار في آلية مصفحة للجيش الاسرائيلي وقتل من فيها. فيما سبق للكتيبة أن أعلنت منذ أسبوعين، عن عبوة التامر، التي استطاعت تدمير وإعطاب مصفحة نامير متعددة العجلات، وعدداً من الآليات الأخرى.

هذه العبوة هي الأسلوب الأنجح لمكافحة الآليات المصفحة، التي بات العديد من الجيوش في العالم تكثّف من استخدامها، ضمن ألوية الضربة “Strike” التي تمتلك قدرة “متوسطة الوزن”، والتي تقاتل في حرب المدن، وتُجهّز عادةً بآليات متعددة العجلات APC (4*4 أو6*6 أو8*8). وقد طوّر جيش الاحتلال الإسرائيلي (لواء تكنولوجيا الأراضي Hatal) آلية “نامير – النمر” معتمداً على آلية “زئيف – الذئب”، لكي تجعل الحركة في منطقة الضفة المعقدة أكثر مرونة، وأسرع وأكثر أماناً لجنود الاحتلال (وهو ما تفاجئوا بحصول عكسه تماماً).

خصائص آلية نامير

_تزن حوالي عشرة أطنان وقد تم تصميمها لتكون قادرة على حمل الوزن المطلوب وحتى حمل ما يصل إلى عدة أطنان فوق طاقتها دون أن تعجز عن ذلك.

_تصل سرعات هذه الآلية إلى 70 كم / ساعة لأسباب تتعلق بالسلامة، أما على الطرق السريعة فيمكنها السير بسرعة 90 كم / ساعة.

_ يمكن من خلالها قيادة الجنود وإجلاء الجرحى بسرعة، وحتى القيام بعمليات الأسر بسرعة.

_ يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 14 جندي بسهولة، على عكس آلية “زئيف”. كما ستتمكن من حمل ما بين 2 إلى 6 جرحى مستلقين.

_ تم تكييفها لكي تستطيع التحرك في الأزقة الضيقة التي تميز منطقة الضفة. حتى أنه تم وضع مقعد السائق فوق العجلة للسماح له بمجال رؤية أوسع. كما أضيفت اليها كاميرات طرفية سواء في ظهرها أو خارجها، تسجل ما يحدث من كل اتجاه.

_لديها أنظمة متطورة للسلامة ضد الأسلحة حتى عيار 7.62 ملم، ونظام نفخ للإطارات، و5 فتحات هروب، أمّا زجاجها الأمامي فهو عريض وقاسي لحماية من الحجارة.

_ في المقصورة الخلفية القتالية، تم تثبيت أنظمة لتكييف الهواء تعمل حتى بدون محرك السيارة، وفتحات إطلاق النار ومصدات الحماية ضد زجاجات المولوتوف. وتحتوي هذه المقصورة على جهاز اتصال داخلي لإجراء محادثة مباشرة مع القائد.

_ لا يمكن حمايتها من صواريخ ضد الدروع، ولا من العبوات الناسفة.

_ تبلغ تكلفة تصنيعها 320 ألف دولار أمريكي، وتغطي الولايات المتحدة الأمريكية نصف هذه التكلفة.

 

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

شح المياه في واسط وارتفاع أسعار المبيدات يؤثر على القطاع الزراعي في المحافظة

شح المياه في واسط وارتفاع أسعار المبيدات يؤثر على القطاع الزراعي في المحافظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *