اسرار زيارة رئيس المخابرات الامريكية الى فلسطين

يبدو أن الكثيرين يحاولون قراءة زيارة رئيس وكالة المخابرات الأمريكية وليام بيرنز الى الأراضي الفلسطينية ، والبعض بدأ يربط هذه الزيارة بمبادرة أمريكية للتسوية في الشرق الأوسط تعيد طرفي النزاع الفلسطيني والإسرائيلي  الى طاولة التفاوض.

لكن الحقيقة أن لا مبادرة امريكية في الافق ولا يوجد حتى لدى ادارة بايدن رؤية حتى الان للحل، لكن لأن هذا الملف من الملفات التي لا يمكن تجاوزها كان لا بد من ايجاد صيٌغ معينة للإبقاء على الوضع القائم في الاراضي الفلسطينية وأن لا تنحدر الأمور الى الإنفجار الذي قد يؤثر على ملفات مهمة اكثر من الملف الفلسطيني في هذه المرحلة للإدارة الامريكية وتسعى الى معالجتها وعلى رأسها الملف الإيراني، اذا ماذا يحمل وليم بيرنز الدبلوماسي السابق واحد اهم المهتمين والمطلعين على ملف الشرق الأوسط في الإدارة الأمريكية لرام الله وتل ابيب ؟ أما لتل ابيب فالرجل يحمل التطمينات الأمريكية الدائمة المتعلقة بالملف الأيراني، بيرنز ايضا يريد من بينت وحكومته أن يحافظوا على التوازن في العلاقة مع الفلسطينيين وأن يحافظوا على الهدوء الحذر القائم بحيث أن تضبط الحكومة الإسرائيلية تصرفاتها لضمان عدم انزلاق الأمور الى تصعيد جديد ، أما للسلطة الفلسطينية فالرجل يحمل تطمينات لها بالغاء الإجراءات التي إتخذها ترامب بحق الفلسطينيين وتحديدا وقف المساعدات الأمريكية واغلاق القنصلية في القدس الشرقية بالإضافة الى مكتب منظمة التحرير في واشنطن والذي كما يبدو اتخذ قرار بإعادة فتحه ، الإدارة الامريكية تريد من السلطة الفلسطينية في المرحلة المقبلة أن تكون قوية وقادرة على فرض سيطرتها الأمنية على الأرض لأن ذلك سيسهل كما اسلفنا تفرغ ادارة بايدن للملفات المتفجرة مثل الملف الأفغاني وملف سوريا والعراق والاهم ملف إيران ، الإدارة الامريكية الحالية تريد أن تحافظ على مظهرها العام القائم على التناقض مع ممارسات الإدارة السابقة والتي اضرت بسمعة الولايات المتحدة ، وبشكل سريع هل حقا لدى الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي القدرة على الولوج الى خطوة سياسية حقيقية ، أقصد خطوة سياسية تعيدهما الى طاولة التفاوض ؟ الحقيقة التي اجزمها بدون نقاش ان لا الحكومة الإسرائيلية الحالية ولا الظرف السياسي الحالي للسلطة الفلسطينية يساعدان على الذهاب الى هذه القفزة ، فحكومة بينت الحالية اضعف بكثير أن تقدم على ذلك لأن سقوطها سيكون اسرع بكثير من تشكيلها ، أما السلطة الفلسطينية فظرفها الحالي وحالة الانتقاد الشعبي لها والذي وصلُ الى حد دعوتها الرحيل يمنعها من ان تدخل الى هذه المقامرة غير محسوبك النتائج ، وعليه فإن الادارة الامريكية الحالية لا تريد في هذه المرحلة اكثر من الحفاظ على الوضع الحالي مضاف اليه تحسينات للسلطة الفلسطينية ومحاولة تقويتها من خلال التزامها بواجباتها اتجاه الشارع الفلسطيني ، لذلك بيرنز رغم محاولة تغليف زيارته ببعض السرية الا انها سرية شبه مكشوفة لأن المفاجأت فيها صعبة الحدوث .

فارس الصرفندي.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة 

بامكانكم ارسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني : [email protected]

شاهد أيضاً

حديث الإثنين.. سيظل العرب في غيهم يعمهون..!

احمد ناصر الشريف ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *