أعاد مجلس الشورى العام لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، يوم السبت الماضي انتخاب إسماعيل هنية، رئيسا للمكتب السياسي، لدورة ثانية تمتد لعام 2025، على ان يتم انتخاب نائبه في وقت لاحق، وبانتخاب هنية رئيساً لها، تكون حركة حماس قد اتمت انتخاباتها الداخلية للدورة الحالية، التي بدأت في 18 فبراير/ شباط الماضي.
وقبل ذلك تم انتخاب خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة مسؤولا عن إقليم الخارج، وموسى أبو مرزوق نائبا له، كما جرى انتخاب صالح العاروري رئيسا لإقليم الحركة في الضفة الغربية، وزاهر جبارين نائبا له، في حين جرى انتخاب يحيى السنوار قائدا لحماس في القطاع قبل أشهر، وخليل الحية نائبا له.
انتخابات حركة حماس الداخلية تجري كل أربع سنوات، في ظروف مُحاطة بالسرية، نظراً لاعتبارات تتعلق بالملاحقة الأمنية من قبل “إسرائيل”، التي تتحين الفرص للوصول الى قيادات ورموز حركة حماس، الذين نجحوا في فرض معادلات القوة والتحدي على الكيان الإسرائيلي ، رغم ظروف الحصار الصعبة، وخيانات عرب التطبيع.
الانتخابات الحالية لحركة حماس يمكن اعتبارها إنجازا سياسيا كبيرا للحركة، التي خرجت توا من معركة “سيف القدس”، التي سجلت فيها احد اكبر انتصارات المقاومة على الكيان الإسرائيلي، عندما انتصرت للقدس والمقدسيين، والهبت المشاعر الوطنية والاسلامية، في نفوس الشعب الفلسطيني دون استثناء، في غزة والضفة الغربية وفي أراضي 48 وفي الشتات، حيث رسم الشعب الفلسطيني لوحة رائعة للوحدة والتضامن من اجل القدس، رغم كل الظروف الصعبة وحيل ومكائد الإسرائيليين وعرب التطبيع.
في مقابل هذه اللوحة الرائعة التي رسمها الفلسطينيون، كانت هناك لوحة في غاية التشتت والانقسام والضعف واليأس، رسمتها الأحزاب السياسية الإسرائيلية والشارع الإسرائيلي على وقع الهزيمة المدوية لجيش الاحتلال في معركة “سيف القدس”، وعلى خلفية فساد السياسيين الاسرائيليين وعلى راسهم ، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الذي خرج من المشهد السياسي، وهو مثخن بالهزائم العسكرية وبالفضائح السياسية والمالية والأخلاقية.
هزيمة قوات الاحتلال في معركة “سيف القدس”، وفساد زعماء الكيان الإسرائيلي، انعكسا على المجتمع الإسرائيلي الذي بات لا يثق بزعمائه، الذين لم يتمكنوا من منع المقاومة الإسلامية في غزة، من ارسال ملايين المستوطنين الى الملاجئ وشل الحياة بشكل كامل في هذه المستوطنات، بفضل صواريخ المقاومة التي كانت تصل الى أهدافها، رغم وجود كل أنواع الدفاعات الجوية الامريكية والغربية والإسرائيلية.
حالة الفوضى التي عاشها ويعيشها الكيان الإسرائيلي، ظهرت جلية في نتائج الانتخابات التشريعية في هذا الكيان، حيث جرت اربع انتخابات تشريعية خلال سنتين فقط، في سابقة فريدة، بسبب عجز أي حزب “إسرائيلي” على كسب أصوات الناخبين، الذي باتوا لا يثقون بهذه الاحزاب ولا ببرامجها.
انتخابات حماس جاءت استمرارا لانتصارات معركة “سيف القدس”، وجاءت أيضا لتؤكد للكيان الإسرائيلي، ان المقاومة هي الخيار الوحيد امام الشعب الفلسطيني، الذي رأى بأم العين عبثية المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي، وعبثية التطبيع المذل معه.
انتهى م4