في ذكرى وفاة عميد المنبر الحسيني الدكتور الراحل أحمد الوائلي نبذة عن حياته (رحمه الله).
تمر اليوم الذكرى السابعة عشر لوفاة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي عام 2003م رائد وعميد المنبر الحسيني ومن أهم خطباء المنبر الحسيني، شاعر ورجل دين مصلح اتفق المسلمون جميعا على حبه والتسليم بآرائه الداعية للتجدد، وضرورة مواكبة الإسلام للعصر الحديث، ورد الشبهات عن الدين، والدعوة لوحدة المسلمين.
ولد الشيخ أحمد بن حسون الليثي الوائلي في النجف عام 1928م وكانت للنجف المدينة الشيعية وجوها الديني الأثر الكبير في نشأته.
دراسته :
على الرغم من دراسته النظامية تلقى التعليم في الحوزة، وكان قد تخرج من جامعة بغداد حاصلا على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية بعد إنال البكالوريوس في اللغة العربية، ثم نال الدكتوراه من جامعة القاهرة باطروحته عن (إستغلال الأجير وموقف الإسلام منه).
حصل الدكتور أحمد الوائلي على درجة الإستاذية في الإقتصاد، وفي دراسته الحوزوية فقد درس العلوم العربية والإسلامية وعلوم القرآن والفقه، وأتم دراسة اصول الفقه والفقه المقارن والفلسفة والمنطق ثم نال البحث الخارجي على يد المرجع أبو القاسم الخوئي، والسيد محسن الحكيم.
ريادة المنبر :
كان الشيخ الوائلي قد ارتقى المنبر منذ سن الرابعة عشر من عمره، وصار فيما بعد عميد المنبر الحسيني وقد تلقى خطابته على يد واله الشيخ حسون وكوكبة من الخطباء أمثال : الشيخ محمد علي القسام – الشيح محمد علي اليعقوبي – الشيخ مسلم الجابري – الشيخ محمد الكاشي – الشيخ جواد القسام – السيد باقر سليمون البهبهاني – السيد حسن شبر – الشيخ عبود النويني – الشيخ مهدي البديري.
هاجر الشيخ الوائلي من العراق بسبب الضروف السياسية الصعبة، والحكم المقيت الذي مارس التضييق على رجال الدين وأتجه إلى سورية عام 1979م أستمر فيها أكثر من عقدين من الزمن.
ثم عاد إلى العراق بعد سقوط النظام البائد، وداهمه السرطان الذي كان قد شفي منه في السابق ثلاثة مرات لكن في هذه المرة كانت وفاته التي صادفت ذكرى وفاة الزهراء، مات في الكاظمية ببغداد، وشيع إلى النجف، أقيمت عليه الفاتحة و العزاء في العديد من الدول العربية، وكان له تشيع مهيب، ورغم رحيله، لا تزال الشاشات باختلاف توجهاتها تستنير بعرض خطبه ومحاضراته التي يطمأن لها جميع الناس عند سماع صوته.
مؤلفاته :
ترك الوائلي مؤلفات عديدة و هامة منها :
هوية التشيع /نحو تفسير علمي للقرآن الكريم /دفاع عن الحقيقة /تجاربي مع المنبر /من فقه الجنس في قنواته المذهبية /أحكام السجون بين الشريعة والقانون /استغلال الأجير وموقف الإسلام منه /الاوليات في حياة الإمام علي /الخلفية الحضارية لمدينة النجف /مباحث في تفسير القرآن الكريم.
شعره :
يتميز شعر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، فهو يعنى كثيراً بأناقة قصائده، وتلوين أشعاره بريشة مترفة. وهو شاعر ذو لسانين فصيح ودارج، وقد أجاد وأبدع بكليهما، وكلها من القصائد الرائعة. وقد جرى الشعر على لسانه مجرى السهل الممتنع بل كان يرتجله ارتجالاً.
ورسم الأستاذ الوائلي قصائده المنبرية بريشة الفنان المتخصص الخبير بما يحتاجه المنبر الحسيني من مستوى الشعر السلس المقبول جماهيرياً وأدبياً فكانت قصائده في أهل البيت طافحة بالحرارة والتأثير.
وللوائلي دواوين مطبوعة تحت عنوان الديوان الأول والديوان الثاني من شعر الشيخ أحمد الوائلي، وقد جمعت بعض قصائده التي تنوعت في مضامينها في ديوانه الثالث المسمى باسم (ايقاع الفكر) والتي كانت من غرر أشعاره في المدح والرثاء والسياسة والشعر الأخواني. كما وله ديوان شعر رابع جمع فيه قصائده في النبي (ص) واهل البيت الكرام واسماه (ديوان الشعر الواله في حب النبي وآله).