قمة الجهل من يخلط بين العلم والدين

الكاتب: سامي جواد كاظم

الجهل بخلاف العلم ومن يعاني من الجهل يعاني من التخلف ولان اغلب دول العالم الثالث اسلامية يعتبرونها متخلفة في العصر الحديث فعللوا الجهل بالعلم ان الدين يرفض العلم .

مع العلم اول تصادم بل التصادم الوحيد للعلم كان في الفترة المظلمة في اوربا من قبل القساوسة ممن تلبسوا بلباس الدين المسيحي وباختصار وأد العلم من قبل الكنيسة .

التنويريون كما يسمون انفسهم يحاولون وبمختلف الحجج اتهام الدين الاسلامي بتحريمه للعلم او تحجيمه وفق مجالات خاصة ودليلهم التخلف الذي يعيشه اغلب دول العالم الاسلامي بخلاف التطور الذي حدث في اوربا وامريكا .

الاسلام موجود منذ بعثة النبي محمد (ص) والى يومنا هذا فهل يستطيع التنويريون اثبات موقف او ظاهرة صدرت عن حاكم اسلامي بما فيهم الاموي او العباسي يمنع فيها العلم ؟ هل يعلم التنويريون ان العالم الاسلامي صدر العلم ورجال العلم الى اوربا ؟ بل حتى جنكيز خان كان يحترم العلماء ، واما من قتل العلماء فهم رجال الكنيسة في القرون الوسطى الدخلاء على الدين المسيحي بدليل ان مارتن لوثر هو قس رفض ما صدرعن الكنيسة من احكام باعدام العلماء .

اليوم كم من بيان صدر عن المرجعيات الدينية قبل السياسية تحث العلماء على عدم الهجرة الا ان الهجمة المنظمة من قبل الدوائر الصهيونية وبغطاء امريكي قامت باغتيال العلماء الذين يصرون على خدمة بلدهم .

الى الان الدول الغربية تمنح الحوافز والامتيازات لعلماء مسلمين من اجل البقاء في بلدانهم ـ علماء مسلمين ـ فلو كان العلم يتعارض مع الاسلام لما اصبح هؤلاء علماء .

هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟ هذا ما يؤكد عليه كلام الله عز وجل الذي هو دستور الدين الاسلامي ، واما الروايات والاحاديث التي تبين منزلة العالم وليس الديني فقط بل بكل مجالات الحياة بانها منزلة عالية عند الله عز وجل .

العلم لا يتعارض مع الدين والدين يهذب الانسان حتى يتمكن من ان يكون عالما باي مجال يشاء وعندما تتهذب نفسه اخلاقيا فانه لا يستخدم علمه ضد البشرية كما هو حال العلماء المجرمين في الدول الغربية التي تمنح الامتيازات من اجل صناعة اسلحة فتاكة كيماوية او نووية لقتل البشرية، وكم من عالم اساء استخدام علمه فمثل هذا الاسلام يحرمه ليس لعلمه بل لاستخدامه السيء .

في بلدي العراق ومن خلال خطب الجمعة الناطقة بصوت المرجعية العليا في النجف اكد الخطيبان الكربلائي والصافي على ضرورة حماية العلماء والكفاءات وتوفير كل مستلزمات العيش السليم لهم من اجل خدمة العراقيين والعراق ، فاين العداء للعلم من قبل الدين؟

حتى خلفاء بني امية وبني العباس نعم لهم مواقف اجرامية ضد اهل البيت عليهم السلام واتباع اهل البيت ، ولكن الحركة العلمية لم تكن مستهدفة من قبلهم بل كانت تسير بشكل طبيعي .

عندما يقولون جابر ابو الكيمياء يقولون انه احد تلامذة جعفر الصادق عليه السلام ، عندما يقولون ابن سينا عالم الطب يقولون المسلم ابن سينا وكذلك ابن الهيثم والرازي وابن البيطار وغيرهم فهؤلاء يذكرهم التاريخ الاسلامي بكل احترام وتقدير .

لكن من يقول بانه تنويري فانه موجهة من قبل اجندة خفية غايتهم استهداف الاسلام ورسم صورة عن العرب المسلمين بانهم متخلفين وصحراويين ولا زالوا لا يعرفون العلم والتكنلوجيا , اضف الى ذلك اجادتهم بتقنية الاعلام الموجه فيسلطون الضوء على حالات شاذة متخلفة وتعميمها على المسلمين ، وحقيقة الامر ان سبب تخلف الدول الاسلامية وخصوصا العربية هو الاحتلال البريطاني والامريكي اللذان زرعا عملائهم الحكام في بلداننا ليجعلوا الشعوب تبحث عن قوت يومها بدل الاشتغال بالعلم واثارة النعرات الطائفية والانقلابات والحروب وهذا هو واقع حال العرب .

قبل خمسين سنة الدولار يستخدم ورقة تنظيف في المرافق الصحية ولولا السعودية ومن معها من عملاء اوبك التي انقذت الدولار الذي فضحه ديغول لكانت امريكا تستعطي من العرب بل استعطت ومنهم بريطانيا التي تلقت خطاب شديد اللهجة من العراق قبل خمسين سنة لتاخرها في تسديد ديونها للعراق .

حتى لا يعيش المسلمون بسلام وعلم زرعوا لهم غدة سرطانية اسمها الكيان الصهيوني مع الحكام العملاء لنبقى نعيش الازمات ومن يصبح عالما من المسلمين يضطر الى الهجرة لخدمة الاشرار في الغرب بدلا من العيش في واقع عربي مضطرب سببه شياطين الغرب

المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبها…

Check Also

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *